شنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين هجوما عنيفا ضد مؤتمر "حوار الأديان" والمقرر عقده غدا الأربعاء والذي تشارك فيه للمرة الأولى دولة الاحتلال الإسرائيلي بالاضافة إلى مشاركة العديد من ملوك ورؤساء دول العالم إلى جانب القيادات الدينية. واعتبرت الجهاد الإسلامي في بيان صحفي ان هذا الحوار يعد تطبيعاً سياسياً يجسد يهودية "إسرائيل" كدولة. وبيّنت الحركة في بيانها والذي نشرته على موقعها الالكتروني "نداء القدس"، أنه وفضلاً عن مخاطر التطبيع في هذا المؤتمر، فإن الأخطر هو التحاور مع الكيان الصهيوني ككيان ديني، قائلةً :"إن هذا الحوار يجسد "يهودية الدولة" بالنسبة للاحتلال ويمنحه تفويضاً لما يقوم به من تهويد واستيطان وسرقة للتاريخ، واعتراف بيهودية الكيان القائم على أنقاض جزء عزيز وهام من دار الإسلام وبلاد العرب والمسلمين". وأشارت الحركة إلى أن هذا المؤتمر هو جزءٌ من المؤامرة التي حُبكت حلقاتها بخبث شديد، بعد الرفض الصهيوني للمبادرة العربية ثم دعوة رئيس الكيان شيمون بيريز لبدء مفاوضات حولها والموقف العربي الرافض الذي اعتبر المبادرة أساساً للتطبيق وليس التفاوض. وقال البيان أن هذا المؤتمر جاء تنفيذاً لرغبة بيريز التفاوضية مع العرب بعيداً عن تقديم الكيان لأي استحقاق يذكر في ظل تنفيذ مخططات تزييف تاريخ وهوية الأرض، فضلاً عن عمليات التهويد وحملات التطهير العرقي ومشاريع الاستيطان وبناء الجدار وحصار غزة. وشددت الحركة على أنه من "غير المقبول إسلامياً وقومياً أن تعقد أية حوارات أو لقاءات مع من يحتل أرضنا ويصادر حقوقنا وينتهك مقدساتنا ويبني دولة على حساب جزءٍ عزيز ومقدس من أرض وتاريخ وحضارة أمتنا". وفي ختام بيانها دعت حركة الجهاد الإسلامي إلى موقف عربي حازم إزاء تواصل الاعتداءات والجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، مشيرةً إلى أن ذلك يتأتى من خلال تفعيل المقاطعة العربية والإسلامية لكيان الاحتلال والعمل على عزله دولياً وإقليمياً واتخاذ ما يلزم من وسائل دعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني. المؤتمر يبدأ غدا ومن المقرر أن يبدأ مؤتمر حوار الأديان الثاني أعماله، غدًا الأربعاء، بنيويورك برعايةٍ من الأممالمتحدة وبدعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. ويأتي هذا المؤتمر امتدادًا للمؤتمر الذي رعاته السعودية في العاصمة الإسبانية مدريد الصيف الماضي والذي كان حدثًا غير مسبوق في التاريخ الإنساني. يرأس الملك عبد الله بن عبد العزيز وفد بلاده إلى المؤتمر، الذي ينعقد على مدى يومين. وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها خادم الحرمين الشريفين مقر الأممالمتحدة، وبعد نيويورك سيحضر في واشنطن قمة العشرين، التي تسعى للتباحث حول سبل الخروج من الأزمة المالية العالمية الأقوى منذ نحو ثمانية عقود.
ويشكل مؤتمر حوار الأديان سابقة ، إذ بخلاف المؤتمر الذي عقد في إسبانيا في سبتمبر الماضي برعاية سعودية، وشارك فيه رجال دين يهود، فإن المؤتمر الحالي سيضم سياسيين وستكون المشاركة فيه على مستوى رؤساء دول ووزراء خارجية إلى جانب رجال الدين، بمشاركة من الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس، وأكثر من 50 زعيمًا ورئيس حكومة. وأبرزت مصادر الأممالمتحدة حرص ملوك ورؤساء الدول والحكومات الى جانب القيادات الدينية على المشاركة في المؤتمر. وقد أعلن حتى مساء الأحد عن مشاركة كل من: الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس وزراء بريطانيا جوردن بروان وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وعاهل المغرب الملك محمد الخامس والرئيس الفلسطيني محمود عباس وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري والرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيسة الفلبين الى جانب مشاركة عدد كبير من وزراء خارجية الدول الأعضاء.