أثارت عائلة السيدة المسنة سالمي حدة حالة طوارئ قصوى، مساء أمس في مصلحة الاستعجالات بمستشفى القبة، بعد أن أرغمهم رئيس مصلحة الجراحة على إخراجها من المستشفى، رغم أن حالتها الصحية تستدعي رعاية خاصة. قصدت وسيلة أمس مقر جريدة "الشروق" وهي في حالة نفسية يرثى لها بعد أن صدمت بقرار رئيس مصلحة الجراحة، الدكتور مصطفى معاوي، الذي قضى بمغادرة والدتها للمستشفى يوم الخميس الماضي، رغم أن القرار يشكل خطرا على حياتها. ولم تتردد "الشروق" في التنقل لمعاينة الأمر والتأكد من الحالة الصحية لوالدة وسيلة، وكان المشهد مخيفا ونحن نرى المريضة حدة، ذات ال61 عاما، وتأكدنا من حالتها الصحية، حيث كانت ممددة على سرير بمصلحة الاستعجالات، غير مدركة لما يجري حولها، عاجزة حتى عن الكلام، غارقة في رائحة كريهة تزكم الأنوف . وكانت المريضة قد نقلت من طرف العائلة بغرض تغيير الضمادات، ولم تتردد عندها ابنتها من تجريد أمها من ملابسها لغرض التقاط صور لبطنها المفتوحة وللأمعاء الخارجة منها، وأخبرتنا وسيلة بأن أمها أصيبت بالتواء على مستوى الأمعاء فأدخلتها العائلة المستشفى يوم 25 جوان، فخضعت في اليوم الموالي لعملية جراحية انتهت بترك جزء من الأمعاء خارج البطن وتزويدها بكيس الفضلات، ثم خضعت بعد عشرة أيام لعملية ثانية تم فيها إدخال الجزء الذي ترك في الخارج والاستغناء عن كيس الفضلات، غير أن العملية فشلت بعد أن تفتق الجرح، لتخضع بعدها المريضة لعملية جراحية رابعة بتاريخ 20 جويلية، وازدادت حالة السيدة حدة سوءا بعد أن ترك الطاقم الطبي الذي أشرف على العملية الجرح مفتوحا . وفوجئنا بحضور مدير المستشفى ونحن بقاعة الاستعجالات، فطلب منا اصطحابه إلى مكتبه ليوضح لنا الأمر، وصرح أمام بعض الإطارات، بأن عمله إداري ويقتصر على تسيير المستشفى وبأن "قرار مغادرة السيدة سالمي للمستشفى طبي والمسؤول عنه رئيس مصلحة الجراحة الدكتور مصطفى معاوي " . ولم يتردد المدير في التطاول على المريضة بقوله: "إنها تمكث في المستشفى منذ ثلاثة أشهر و17 يوما والمستشفى ليست دارا للمسنين"، كما حاول إقناعنا بأن تناولنا للموضوع لن يحل المشكل، لأننا لن نتمكن من فعل شيء، على حد تعبيره، ولم يكتف محدثنا بهذا، بل ذهب إلى حد القول : " حل مشكلة هذه المريضة ليس في المستشفى، عليها بالتوجه إلى أروقة المحاكم أو مجلس أخلاقيات الطب " . للإشارة فقد حاولنا مقابلة رئيس مصلحة الجراحة، غير أننا لم نتمكن من ذلك، لأن مدير المستشفى أخبرنا بأنه في محاضرة . ملاحظة هامة: أثناء طباعة الجريدة بلغنا نبأ وفاة السيدة سالمي حدة متأثرة بحالتها الصحية المعقدة وظروف إقامتها الصعبة فرحم الله الفقيدة وإنا لله وإنا إليه راجعون وشكرا لجميع الإخوة المحسنين الذين أبدوا استعدادهم لمساعدتها والتكفل بمصاريف علاجها.