أكد رئيس اتحاد الناشرين المصريين أن دور النشر المصرية لن تشارك في معرض الجزائر للكتاب هذا العام بسبب ضيق المساحة المخصصة لهم وضيق الوقت أثر تأخر الدعوات الموجهة لبعضها. وقال الناشر محمد رشاد لوكالة فرانس برس إن الناشريين المصريين "إعتذروا عن المشاركة في هذه التظاهرة هذا العام" لسبب آخر أيضا هو "ضيق المساحة المخصصة للكتاب المصري". وأوضح ان منظمي المعرض "قرروا اعطاء الجناح المصري مساحة 50 مترا مربع بعد أن كانت المساحة المخصصة للناشرين المصريين تتجاوز ألف متر مربع". وتابع أن هذه المساحة "المقررة تأتي تحت لافتة اتحاد الناشرين العرب وليست مخصصة للناشرين المصريين". إلا أن رشاد أكد في الوقت نفسه أن "عدم المشاركة المصرية في المعرض لن تغير من واقع الامر. فنحن أبناء ثقافة ووطن واحد". وأضاف "مهما حصل، سنكون دائما في البوتقة الثقافية نفسها والمصلحة المشتركة بين بلدين شقيقين". وقال "لا أدري ما هو السبب الحقيقي لهذا الموقف". وتابع أن "المشكلة كانت في الأساس بين بعض أبناء البلدين كروية وإعلامية" لكن "الخاسر الأكبر هو الثقافي". وأضاف "رأينا الفرق المصرية والجزائرية تلعب على ملاعب البلدين بعد الأزمة بعد قرار اتحاد الكرة الإفريقي بذلك وتماصلاح الموقف بين الإعلاميين في كلا البلدين". وكانت حوادث سبقت وتلت مباراة كرة القدم بين منتخبي البلدين للتأهل الى كأس العالم 2010، في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 في القاهرة، أدت إلى توتر شديد بينهما. وأخذت الأزمة منحى دبلوماسيا بتظاهرات في القاهرة أمام سفارة الجزائر واستدعاء سفيري البلدين في القاهرةوالجزائر. وقال محمد رشاد "ما لا أفهمه الى جانب عدد من المثقفين الجزائريين، لماذا تؤثر هذه المواقف على الثقافة والكتاب المصري الذي يعتبر من بين أهم الكتب المشاركة في المعارض العربية؟". من جهته أكد القائم بأعمال رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة حلمي النمنم التي تعتبر واحدة من أكبر دور النشر في العالم العربي، أن "الهيئة لم تستلم أي دعوة من أي جهة جزائرية للمشاركة في معرض الكتاب هناك". وفي نفس الوقت قال عضو في المركز الإعلامي في مكتبة الإسكندرية محمد مصطفى إن "المكتبة لن تشارك في معرض الجزائر هذا العام". وكان المسؤول عن معرض الكتاب الجزائري إسماعيل أمزيان صرح لوكالة فرانس برس أن دور النشر المصرية ستشارك في المعرض نافيا منع المشاركة. ورفض عدد من المفكرين والمثقفين الجزائريين المقيمين في الجزائر والخارج موقف المسؤولين عن المعرض بعدم دعوة الناشرين المصريين للمشاركة في المعرض. ودعا هؤلاء المفكرون في عريضةفي آب/أغسطس إلى "رفع المنع المفروض على عرض الكتب المصرية" في المعرض الخامس عشر، مشيرين إلى محاولة "يائسة" من جانب واحد ضد الأدب المصري. إلا أن أمزيان أوضح السبت أنه "تقرر بالتشاور مع المصريين تخصيص" مئة متر مربع من أجنحة العرض لدور النشر المصرية ومنها مكتبة الإسكندرية. وأضاف أن سبعين دار نشر مصرية استفادت من ألف متر مربع في المعارض السابقة من مساحة المعرض الإجمالية التي تبلغ ثمانية آلاف متر مربع. وقال إن هذا القرار اتخذ "للحؤول دون حصول أي حادث" خلال هذا الحدث الثقافي الذي يستقبل 150 ألف زائر يوميا. لكن رئيس اتحاد الناشرين المصريين محمد رشاد، قال ردا على الموضوع الأمني "أبلغناهم بأن الناشر المشارك يتحمل مسؤولية مشاركته والجزائر في حلّ من هذه الناحية الأمنية". وأضاف أن "الناشرين المصريين يدعون الإخوة الجزائريين إلى المشاركة في معرض كتاب القاهرة في كانون الثاني/ يناير المقبل". وكان رشاد ذكر أن أحد الصحافيين الجزائريين "فبرك" مقابلة معه تضمنت تصريحات لم يقلها مثل "مقاطعة الناشرين المصريين لمعرض الجزائر"، مشيرا إلى أنه رد على الصحافي وأكد أن "ما نشره تصريحات غير صحيحة". وقال لفرانس برس الأربعاء "استغربت من قيام بعض المسؤولين في الجزائر الشقيقة بالهجوم على الناشرين المصريين بدون التأكد من حقيقة التصريحات". وأضاف "عندما تحدثت مع أحدهم نفى أنه هاجم الناشريين المصريين ولكنه رفض تكذيب التصريحات المنسوبة إليه". ورأى رشاد أن "فكرة منع المشاركة المصرية خطوة خاطئة"، مؤكدا أن "منع هذا البلد أو ذاك نتيجة أي خلافات وهذا ليس جيدا". وأشار إلى أن "الناشر المصري في ظل مرحلة مقاطعة مصر إثر اتفاقية كامب ديفيد لم يمنع من دخول كل معارض الكتاب العربي لأن هناك فارقا مهما لمصلحة الثقافة".