منذ ظهوره سنة 1981 والنقاش حول داء فقدان المناعة المكتسب يعرف جدلا متزايدا خاصة عندما اقترن الأمر بالأعراف و التقاليد وكذا بالجانب الديني ، الشيء الذي جعله - الداء - من الطابوهات التي تقف حجر عترة أمام ا لتفكير و التحليل و الوصول الى حلول ملائمة ، بيد أن عمل الجمعيات العاملة في الميدان بالاضافة الى وعي الحكومات بالخطر الداهم الذي يهدد الساكنة خاصة النشيطة منها جراء الاصابة بهذا الداء الذي يقتل في صمت ، حرك الهمم و دفع بالمنظمات العالمية و صناديق الدعم الى تمويل مشاريع التوعية و حملات التحاليل بالاضافة الى العلاجات الثلاثية للحد من انتشار الاصابة التي طالت حوالي 33 مليون شخص عبر العالم منهم 13مليون من الأطفال حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية . و ساكنة المغرب بدورها لم تسلم جرتها من فيروس فقدان المناعة البشري خاصة في وسط الشباب حيث بلغ عدد المصابين الى حدود أكتوبر 2010 حوالي5361 ، 67 بالمئة منهم تتراوح أعمارهم بين 25 و 44 سنة مما يهدد المستقبل الصناعي و الخدماتي للبلد . كما تعرف جهة سوس ماسة درعة تمركزا للداء باعتبارها المنطقة الأولى من حيث عدد المتعايشين مع الفيروس بنسبة 21 بالمائة من مجموع المصابين بالمغرب حسب اخر الاحصائيات التي صدرت عن مديرية الأوبئة في بداية الشهر الجاري ، و لهذه النسبة أسبابها التي تفسرها على اعتبار أن جهة سوس ماسة تعد ممرا للربط بين شمال المغرب و جنوبه بالاضافة الى نسبة ممتهنات الجنس التي تتوافد على المنطقة للعمل الموسمي في الحقول و المعامل و اللاتي تظطر الى احتراف أقدم مهنة في التاريخ أثناء فترات تسريحهن . لهذه الأسباب تجندت الجمعيات المتخصصة في الميدان خاصة جمعية محاربة السيدا للحد من انتشار الفيروس و ذلك عبر عدة مقاربات منها برامج التوعية عن قرب التي تستهدف الفئات الهشة كعاملات و عمال الجنس و عمال النقل الطرقي و كذلك في وسط العمل من خلال مداومات ميدانية و حملات للكشوفات السرية و المجانية كما تلجأ الجمعية الى المقاربة التشاركية عبر تقنية تكوين المثقف بالنظيرو التي ظهرت ثمارها جليا من خلال عدد المتوافدين على مقرات الجمعية . ومن بين المبادرات الاجابية التي تهدف الى محاربة السيدا و دعم المتعايشين مع فيروس فقدان المناعة عملية سيداكسيون التي نقلتها وسائل الاعلام المغربية و تتبعتها مختلف وسائل الاعلام الدولية و التي أفضت الى وعود بالتبرع بلغت أزيد من 13 مليون درهم كما تم تنظيم مسيرة و طنية بمدينة أكادير استقطبت المئات من مختلف الشرائح و الذين انخرطوا بتلقائية في ترديد شعارات تنادي بمزيد من العمل من أجل وقف زحف فيروس فقدان المناعة البشري الذي يهدد كل الفئات خاصة الشباب و النساء التي وصلت نسبة اصابتهن الى 51 بالمئة . و تبقى الوقاية خير وسيلة للقضاء على السيدا من خلال التزام العفة و الاخلاص و الحرص على تجنب تعدد الشركاء الجنسيين حيث ان 88 بالمئة من المتعايشين مع الفيروس أصيبو عن طريق العلاقات الجنسية غير المحمية كما يعد الكشف عن الفيروس في مرحلة مبكرة بالنسبة للمرأة الحامل ضروريا من أجل تفادي انتقال الفروس الى جنينها . تبقى السيدا عدوا قاتلا الوقاية خير سلاح . نوفل بيروك المغرب