سيدي الرئيس , كلنا على علم بالأحداث المؤسفة والأليمة التي تمر بها بلدنا تونس ؟؟ وقد كان خطابك الأخير واضحا لم يترك لغيرك بعده بيان . كما وأن الحلول التي اقترحتها لحل الأزمة كانت شافية كافية ؟؟ ولكن ما ساءني وساء كثيرين مثلي ؟؟ هو أن الحل الذي جادت به قريحتكم لم يدخل بعد حيز التنفيذ ؟؟ كان الحل الذي اقترحتموه يا سيادة الرئيس هو الحزم ؟ ثم الحزم ؟ تجاه هؤلاء المتطرفين ؟ الذين يمتطون الأحداث لتحقيق مطالبهم السياسية ؟؟ فأين هو الحزم , الحزم يا سيادة الرئيس ؟؟ البلاد على كف عفريت منذ السابع عشر من ديسمبر ؟ أيى وزير الداخلية ؟ ماذا يفعل ؟ ألم تصله أوامرك ؟؟ ألم يسمع الخطاب الذي ألقيتموه ؟ هل أصابه صمم ؟ سيدي الرئيس لقد سخرتم له جيوشا من المخبرين ؟ والعملاء والمندسين ؟؟ لقد سخرتم له مائة وخمسين ألف شرطي (هذا ما علمناه وما خفي كان أعظم) فكيف لم يمسك بعد بزمام الأمور ؟؟ هذا العدد سخرته فرنسا لوزير داخليتها لشعب تعداده خمسة وستين مليونا تقريبا فقام بواجبه على أحسن وجه فما بال وزير داخليتك لم يسيطر بعد على الأمور والشعب لم يتجاوز الإثني عشر مليونا ؟ ولا زلنا نسمع عن مظاهرات ؟ وتحركات إلى هذه الساعة ؟ أين فرق الإرشاد التي مقراتها في كل منطقة للشرطة ؟ أين مكتب الأرشاد داخل كل مركز للأمن ؟؟ أين مكتب الإرشاد التابع لإقليم تونس الكبرى ؟؟ هؤلاء رجالك المختصون في التعذيب والتنكيل وفي انتزاع المعلومة ممن يعتقدون أن رؤوسهم أشد من الصخر ؟؟ فما بالهم إلى اليوم لم يتعرفوا على أولئك المتطرفين ؟؟ تبا لهم ؟ أين فرقة الإستعلامات ؟ أين ذهبوا بعد أن حولت مقرهم من نهج 18 جانفي إلى نهج عبد الرزاق الشرايبي وراء وزارة الداخلية ؟ ألم تحسن إليهم ؟ ألم تزد في أجورهم ؟ ألم تطلق أيديهم في البلاد يعيثون فسادا ؟؟ فما بالهم لم يخمدوا أصوات المتظاهرين إلى يومنا هذا ؟؟ لقد أخمدوا صوتي في تسعينات القرن الماضي أثناء جلسات التعذيب بأبسط الوسائل عندما أوجعت رؤوسهم بصراخي ؟؟ لقد أدخل أحدهم جواربي في فمي فملأه ثم عصبه فأسكتوني ؟ ولم أصرخ بعدها ؟ بل كنت أتألم (سكوتي ) ؟ ألم يكن كذلك حال الشعب قبل أن يصرخ مؤخرا ؟؟؟ ألا توجد جوارب تملأ بها أفواه هؤلاء المتظاهرين فيكفون عن صراخهم وإقلاق راحتك ؟؟ سيدي الرئيس لن يكلفك الأمر كثيرا فالطقس شتاء وكل يرتدي جوارب ( من لحيتو افتلو شكال ) ؟؟ سيدي الرئيس أين فرق أمن الدولة ؟؟ ماذا تفعل ؟؟يكفي من لعب الورق ( الكارطة ) ؟ أين الجلادون ؟ أين الكلاب المدربة التي ربيتها لتنهش لحوم البشر ؟؟ أين جنيح ؟ أين الجوادي ؟أين حلاس ؟أين رامبو ؟ أين الربع ؟ أين ذهب كل هؤلاء ؟ ويحهم ماذا يصنعون؟ لماذا لم تعرض التلفزة إلى اليوم أحد هؤلاء المتطرفين وهو يعترف بإرهابه وجرمه ؟ أين قانون الإرهاب الذي يجرم حتى النوايا ؟؟؟ أين جلادك الذي استنجدت به في سجن برج الرومي فجعل الأبطال يقاقون كالدجاج؟ أين هو ؟ ليأت الآن ليجعل الشعب ينقّ نقيق الضفادع ؟؟ أين عمار 404 ؟ كيف سمح لكثير من أفلام المظاهرات أن تمر عبر الإنترنت ؟ ماذا كان يفعل حينها ؟؟ لا بد وأنه ترك مكتبه حينها وذهب يدخن سيجارة ؟ فكما تعلم التدخين في الأماكن العمومية ممنوع ؟؟ ونحن دولة تحترم القانون ؟ أو لعله حينها كان يشاهد بعض الأفلام ...... على الإنترنت لعلك فهمت ما أقصده ؟؟ سيدي الرئيس ما فهمته أنا وفهمه غيري ؟ أن وزير داخليتك متآمر مع هؤلاء المتطرفين ؟؟ ولعله مولهم ودربهم ليطيحوا بعرشك فيصفو له الجو ؟ سيدي الرئيس هذا أمر دبر بليل ؟؟ فقد أذهب تقاعس وتآمر وزير داخليتك هيبتك ؟ تبا له ؟؟ أتراه يفعلها ؟؟ لساني يعجز عن قول ذلك ؟؟ أتراه يصبغ شعره أسودا مثلك فيصبح هو الشاب وأنت العجوز ؟؟ لا ؟ لا؟ لن يحدث ذلك أبدا ؟؟ هيا سيدي الرئيس افعل معه كما فعلت بالمنصف المرزوقي من قبل ؟؟ هيا سيدي الرئيس شلكه ؟؟ نعم شلّكه ؟ قبل أن يشلّكك هو ؟؟ هيا سيدي الرئيس اعزله ؟ اعزله؟؟؟ وإلا ذهبت كلمتك الحزم الحزم أدراج الرياح ؟ ولن يصدقك الشعب بعدها أبدا ؟ بل سيصرخ في وجهك ؟؟