ايقاف 22 محتجا خلال تظاهرة داعمة للفلسطينيين في متحف بنيويورك    مدير عام منظمة الصحة العالمية.. الجائحة التالية ليست سوى مسألة وقت    أخبار المال والأعمال    دليل مرافقة لفائدة باعثي الشركات الأهلية    انقسامات داخلية حادة تهز الاحتلال حول خطة بايدن لإنهاء الحرب    منوبة .. تهريب أفارقة في حشايا قديمة على متن شاحنة    برنامج الغذاء من أجل التقدم 110 مليون دينار لدعم إنتاج التمور في تونس    إطلاق منصّة جبائية    لوقف الحرب في غزّة .. هذه تفاصيل المقترح الأمريكي    رابطة الأبطال: الريال بطل للمرّة ال15 في تاريخه    علوش العيد .. أسواق الشمال الغربي «رحمة» للتونسيين    رادس: محام يعتدي بالعنف الشديد على رئيس مركز    عادل خضر نائب لأمين اتحاد الأدباء العرب    بن عروس.. نتائج عمليّة القرعة الخاصّة بتركيبة المجلس الجهوي و المجالس المحلية    أمطار الليلة بهذه المناطق..    الفيضانات تجتاح جنوب ألمانيا    إختيار بلدية صفاقس كأنظف بلدية على مستوى جهوي    الرابطة 2.. نتائج مباريات الدفعة الثانية من الجولة 24    كرة اليد: الترجي يحرز كأس تونس للمرة 30 ويتوج بالثنائي    بنزرت: وفاة أب غرقا ونجاة إبنيه في شاطئ سيدي سالم    شاطئ سيدي سالم ببنزرت: وفاة أب غرقا عند محاولته إنقاذ طفليه    تحذير طبي: الوشم يعزز فرص الإصابة ب''سرطان خطير''    إستقرار نسبة الفائدة عند 7.97% للشهر الثاني على التوالي    محرزية الطويل تكشف أسباب إعتزالها الفنّ    الحمادي: هيئة المحامين ترفض التحاق القضاة المعفيين رغم حصولها على مبالغ مالية منهم    عاجل/ الهلال الأحمر يكشف حجم المساعدات المالية لغزة وتفاصيل صرفها    بداية من اليوم: اعتماد تسعيرة موحّدة لبيع لحوم الضأن المحلية    بلاغ مروري بمناسبة دربي العاصمة    عاجل/ إتلاف تبرعات غزة: الهلال الأحمر يرد ويكشف معطيات خطيرة    إمكانية نفاذ منخرطي الكنام إلى فضاء المضمون الاجتماعي عبر منصة 'E-CNAM'    وزارة التربية: نشر أعداد ورموز المراقبة المستمرة الخاصة بالمترشحين لامتحان بكالوريا 2024    الهلال الأحمر : '' كل ما تم تدواله هي محاولة لتشويه صورة المنظمة ''    كرة اليد: اليوم نهائي كأس تونس أكابر وكبريات.    غدا : التونسيون في إنتظار دربي العاصمة فلمن سيكون التتويج ؟    تجربة أول لقاح للسرطان في العالم    بعد إغتيال 37 مترشحا : غدا المكسيك تجري الإنتخابات الاكثر دموية في العالم    وزيرة الإقتصاد و مدير المنطقة المغاربية للمغرب العربي في إجتماع لتنفيذ بعض المشاريع    حريق ضخم جنوب الجزائر    أنس جابر معربة عن حزنها: الحرب في غزة غير عادلة.. والعالم صامت    وزير الصحة : ضرورة دعم العمل المشترك لمكافحة آفة التدخين    اتحاد الفلاحة: هذه اسعار الأضاحي.. وما يتم تداوله مبالغ فيه    قتلى في موجة حر شديدة تضرب الهند    عاجل/ بنزرت: هذا ما تقرّر في حق قاتل والده    لأول مرة بالمهدية...دورة مغاربية ثقافية سياحية رياضية    من الواقع .. حكاية زوجة عذراء !    غمزة فنية ..الفنان التونسي مغلوب على أمره !    ماذا في مذكرة التفاهم بين الجمهورية التونسية والمجمع السعودي 'أكوا باور'؟    رئيس الحكومة يستقبل المدير العام للمجمع السعودي 'أكوا باور'    أول تعليق من نيللي كريم بعد الانفصال عن هشام عاشور    البرلمان : جلسة إستماع حول مقترح قانون الفنان و المهن الفنية    مستشفى الحبيب ثامر: لجنة مكافحة التدخين تنجح في مساعدة 70% من الوافدين عليها على الإقلاع عن التدخين    الشايبي يُشرف على افتتاح موسم الأنشطة الدّينية بمقام سيدي بالحسن الشّاذلي    الدخول إلى المتاحف والمواقع الأثرية والتاريخية مجانا يوم الأحد 2 جوان    الرابطة المحترفة الأولى: مرحلة تفادي النزول – الجولة 13: مباراة مصيرية لنجم المتلوي ومستقبل سليمان    الإعلان عن تنظيم الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية من 23 إلى 30 نوفمبر 2024    من أبرز سمات المجتمع المسلم .. التكافل الاجتماعي في الأعياد والمناسبات    مواطن التيسير في أداء مناسك الحج    عندك فكرة ...علاش سمي ''عيد الأضحى'' بهذا الاسم ؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لهذه الأسباب سينقض الغرب على ليبيا بتواطئ مع القدافي
نشر في الحوار نت يوم 25 - 02 - 2011


د.الطيب بيتي العلوي

"إن الإمبراطورية(أمريكا) ذات (الإيمان الواحد) يمكن أن تمارس حقها في"سياسة القوة" ما دامت"كنيستها مستقرة"،لأن ما يخدم الدولة يخدم عقيدتها،ويمكن في أي حال قهر "المنشقين"...،أما ديموقراطية متعددة العقائد الدينية والعلمانيات فهي بالمقارنة المستمرة دائما،في حرب مع نفسها حول مسائل الخير والشر،والصواب والخطأ والحكمة والحماقة.....،وفي السياسة المحلية(الداخلية)فإن ساحة المعركة هي القانون،أما في السياسة الخارجية فهي التقاليد المقدسة-النص المقدس- بإعتبار أن أمريكا، هي"أرض الميعاد، والدولة الصليبية- التي عليها أن تقود دبلوماسيتها وسياسياتها الخارجية"..من كتاب:Promised Land.Crusader State/The AmericainEncounter with The World Since 1776 byWalter.A .Mcougallأستاذ دراسات العلاقات الدولية في جامعة بنسلفانيا ومدرس التاريخ الدبلوماسي للولايات المتحدة
تنبيه هام: الأمريكيون يُنفون–بعد تلكإ وتماطل-إحتمال تدخل الأطلسي للإنقضاض على ليبيا،-ولم تكن سوى خدعة تاكتيكية،لإبعاد الأنظارعن هذه الفرضية التي تدرس الآن جديا في دهاليزو كواليس :(تل أبيب-بروكسيل -اشنطن-) لربح الوقت قبل البث في الإنقضاض، وفيديل كاسترو من كوبا، يحذر العرب من من الوقوع في أكبر الأفخاخ للإلتفاف على الثورات التي بدأت تهدد أمن عالم الشمال،بالتخطيط لوضع مؤامرة"سايس –بيكو"جديدة ،بغية تغيير الخرائط وتفكيك المناطق، حيث أن الغرب بدأ يتصرف تصرف الثورالهائج المذبوح، تخوفا على مصيره ومصالحه وإستمراريته
والعقلانية تفترض عدم إستبعاد أية فرضية تعطينا اياها أية مؤشرات تأتينا من الغرب-مهما صغرت- تستهدف إحتواء المنطقة بالكامل ،لمجرد الرفض الأهبل، لأنه ستبقى دائما تلك القاعدة الذهبية الأصولية لأبي حنيفة النعمان فقيه العراق، في منهجه المسمى ب" الأرأإيتين"أو "أريت إن...."، أو بإتباع القاعدة العقلانية الغربية الأصولية في علوم التاكتيكات والإستراتيجيات وهي: تصور أسوإ الإحتمالات بغية الوصول إلى أنجع الحلول،لتلافي كل المخاطر:zéro risque
مقدمة حول الظاهرة الليبية:

-إن الحدث الليبي لهو من الخطورة بمكان، بحيث يتجاوز كل الشعارات الإستنضالية الورقية، والاصطخابات الكلامية في الصحائف والقنوات والمواقع ،....في حين يواجه الليبيون وحدهم عالما مستهترا لامباليا يشاهد:
-مدنا ليبية تُقصف-رغم أن السفيه نجل القذافي خرج علينا يتحدى من يثبث عكس ذلك-
- ويتفرج على أناس عزل يبادون أبادة الهنود الحمرأو الحشرات الضارة، ونساء وأطفال وشيوخ تذبحهم مرتزقة غلاظ شداد من إفريقيا وأكرانيا وصربيا من خلص خيرة "بلطجية" العالم الآن- حسب تصريح صحفي فرنسي متخصص في شؤن المرتزقة- يبلغ عددهم حوالي الخمسمائة ألف ونيف أو يزيدون، ولايملك هؤلاء المرتزقة –بموجب التعاقد- إلا أن يَقتلوا ويخربوا ويغتصبوا،أو يُقتلوا في حال هروبهم أوعودتهم بعد العودة - (وهو ماتفكر في ممارسته أنظمة خليجية على شعوبها، إنتظارا لما ستسفرعنه الأحداث في ليبيا ،كما رشح عن مواقع أوروبية)

- و"مجتمع دولي حضاري" معتل مأفون يتفرج.....، عوامه ما بين حاقدين ومتحسرين ومتحيرين ومتشفين،
-وخواصه عابثون ،يخططون وينتظرون فرصة إنقضاض بلدانهم على ثروات البترول التي تهددسقوط حضارة "إنسانية"لا تملك من المقومات الأخلاقية والروحية أي سند يسند أسسها أويقيم أعمدتها، سوى مسوغات أطروحات:" المكننة والتقننة، وألوهية المال وربوبية الإقتصاد وكهنوت معابد الأبناك ،وقرمزيات مذاهب اللذات الأبيقورية اللامحدودة، التي روجتها مرجعيات الغرب منذ الزمن السرمدي لما قبل وبعد سقراط.

- بينما كان سيد الكون،الرئيس الأمريكي"أوباما"-الذي بدأ يعد العد التنازلي لأفول نجمه ونجم حزبه،- يجد نفسه مجبرا للعب ورقة أخيرة-مفاجئة- يتبنى بواسطتها النهج "الجمهوري المصادم العنيف" ،بمحاولة فعل شيء ما" بعد فشله في "خلق دولة فلسطينية بالمقاس الإسرائيلي- و بالنظر إلى عجزه المطبق في إستحداث أي"تغيير"جذري إيجابي–سوى الوعود والأهام وyes i can سواء في الداخل الأمريكي أوخارجه،ريتما يتصيد "صناعه"حصانا رابحا، قادرا –في آن واحد– على الإقبال والإدبار،والكر والفر- ليستجيب للمرحلة الإنتقالية الحرجة في العالم الآن،حيث تواجه" الأمبراطورية" مايلي:
- الشعب الأمريكي المفقر المنهار-من الداخل-الذي سيثور لامحالة- لانه قذ مل من شعارات السياسيين من ذات اليمين وذات الشمال،ولم تعد تهزأعطافه "الخطابات الطوباية"-لكل التحزبات- سوى عودة ألوهية تلك الورقة الخضراء: الدولار، المكتوب عليها ذلك الطلسم العبراني"القبالي" in god we trust
-ضغوط العالم المتغيراليومي باستمرار،الذي يقض مضجع أوبامابتسارع أحداثه اليومية المهولة
-ضغوط "صانعيه وصناع القرار،لكونه مجرد دمية مثله مثل دمانا،ولايختلفعنهم سوى في النوع والدرجة والجودة
-ضغوطات"لوبيات: اليهود والسلاح والمال والإقتصاد والكنائس المتكاثرة والمتنوعة المتصهينة الغريبة العجيبة –عقائديا وثيولوجيا –بالولايات المتحدة
-ضغوط ملفات الفلتان الأمني الداخلي،والبطالة الخانقة المتعملقة ،وإنهيارأسس البنيات التعليمية من روض الأطفال إلى الجامعات(1) في معظم الولايات المتحدة المؤشر لضرورة بزوغ "أعتى الراديكاليين " المنشقين عن الديموقراطين والجهوريين من الذين لديهم القدرة "الكاريزمية"على تثبيت الثنائية الكلاسيكية التي أسست لأصول "أمريكا :الدولة الصليبية،وأرض كنعان الجديدة، وأرض الميعاد كما قعد لها أبو الأمة "جورج واشنطن" عام 1776 وهما: العهد القديم": الجمهورويون" والعهد الجديد ": الديموقراطيون" وبدونهما لن تكون أمريكا هي أمريكا
-صمت أوباما عن البث في الحالة الليبية، كان بسبب التشاور المكثف بينه وبين جنرالات "الأطلسي" ورؤساء أوروبين وبعض رؤوس "دول الإعتدال " المتبقين في المنطقة، للإنقضاض على ليبيا،بضغوط من "العائلة القدافية" الذين تعهدوا على أنفسهم بإدخال ليبيا في"حالة الصوملة"، بعد أن سقطوا بغبائهم وغطرستهم في الفوضى والطريق المسدود- ليجبروا على تسليم بلدهم للأمريكيين ، مقابل شروط سرية أهمها ضمان "ما بعد القدافي" أو مقابل صفقة مالية قذرة بمبالغ مالية خيالية تعيد لنا نفس "قذارة "حسين- ماكماهون" في تسليم فلسطين ،وبهذا ستعيش المنطقة "سايس بيكو" ثانية-
-أعادأوباما للغرابة-،تجاه ليبيا،–نفس السلوك الملغوز، في حرب الإبادة على غزة في أول ولايته عام2008،...غير أن صمته هذه المرة هنا يختلف، لكونه كان يعاني من مغبات قلاقل داخلية وهبات طلابية واساتذة في"ماديسون"،مسكوت عنها في الاعلام الامريكي والغربي وصفها "ناعوم تشومسكي "بأنها الحدث الذي كان ينتظره المثقفون التقدميون منذ العشرينات

-غباء "الطريقة القدافية" هو أنهم سيخرجون "من المولد بلاحمص" وبخفي حنين، تحت ظروف المصير المرعب المجهول الذي ينتظرهم، وتحت ضغوط عامل الزمن، ومفاجئات الثورة وسلوكيات المتظاهرين-المستفَزين بغباء وعنجهية سلوكيات غلاظة" القدافيين"-
نحن وما يجري في ليبيا:
-أما نحن سكان هذه المنطقة-من المحيط إلى الخليج، ومن كل فج عميق- فأننا نكتفي بالحملقة في قنواتنا، والتركيز على"الدمية" القذافي وشيعته- في انتظار ما سيفعله "صانعو الدمى" العربية ، والتخبط في الطوفان الأهوج : نضرب الكف بالكف نغضب ونكبر ونحوقل ونرعد ونزبد ونتساءل عن أية طينة من البشر هذا القذافي ، وأية تركيبة كيماوية شاذة هذا "الإنسان" إن لم يكن من شياطين الجان،...وعن أسباب ذلك الحقد"بركاني" المرضي الذي يكنه هذا الرجل لأبناء "شعبه" لا كما ضل يردد أكثر من أربعين عام(في حين ان خطابه الأخيريوحي بنهايته المأساوية – وقد نسمع عن انتحاره أو جنونه- لما بدا عليه من هلوسات وهذاءات ستكون ميدانا لأبحاث تحت هذا العنوان: الرجل" السيكوبائي" المتعددالعقد النفسية الذي حكم شعبا لحوالي نصف قرن)
-أماالمتعلمونمنا فتذكرهم تلك المشاهد،بالصدمات المريعة التي عاشتها البشرية جراء الحربين الكبريين، وخاصة الحرب الكبرى الثانية،التي إستطالت الأولى في الفظاعة ، وتجاوزتهما في الفظاعة، الضربتان: الناغازاكية و الهيروشيمية اللتان أنجرتهما عبقرية "الإنسانوية" الأمريكية على اليابان، التي أسست لتصور كلي للتاريخ الإنساني الجديد،بالمنظورالغربي المركزي الجديد:ذلك التصور الأمريكي الأوحد ،... كتأريخ قذريؤصل "لشرعنة" الحروب وتفعيل وتحيين "حداثيات"النووي والإبادات(التي هي ثقافة حصرية أمريكية) المبشرة ببداية "الأنا" الأمريكي، التي طالما ظل يتبجح بها اليهودي الامريكي "هنري كيسينغر" طيلة السبعينات، بأن: الولايات المتحدة هي"الأنا"الجديدة للتأريخ الذي لابد له من وأد كل التواريخ ......،ومضيفا في تصريح آخر- بكل ما يسمح به تحجره اليهودي وصلافته الصهيونية ،عطفا على أطروحة ما بعد التاريخ قائلا: إن الولايات المتحدة وإسرائيل،هما صانعتا التاريخ الجديد، "لما بعد التاريخ" فانظر !،.
-بل الأدهي الأمر،... إن هناك من الإنفعالين المستعجلين من الليبيين وغيرهم من العرب ،من"يناشد الغرب بالتحرك والتدخل العسكري" وصل الأمر بالبعض الآخر إلى حالة الإستجداء المذل لما يسمى ب"المجتمع الدولي" ومنظماته "المافيوزية" المدافعة عن "حصرية"خصوصية المصالح (الأليغارشية المالية–الأمريكية-الأوروبية) التي"صوتت بالإجماع"عام 48 على"زرع التورم السرطاني الخبيث"في المنطقة "وكأنه لم"يتقعر"بعد في قيعان أدمغة أمثال هؤلاء، أن سكان المنطقة وبلدانها،لا تشكل في الحسابات الغربية ،-سواء أكان الغرب "صليبيا" أم "كولونياليا" أم "مافيوزيا لصوصيا" سوى أننا قوم خارج "الصور" الأثيني أو الروماني، ووهمج خارج المدنية للتخوم الرومانية ،فلا فرق عند الغرب ما بين الليبي المنتفض الحالي، والفلسطيني الكنعاني او المصري الفرعوني أو العراقي (الأشوري-البابلي –الكلداني) أوالخليجي الأسمر–الصقري الأنف ابن الربع الخالي ،- او الأبيض (الشامي-الفينيقي) أوالأمازيغي الأشقر الوندالي،- كما قال أحد خبثاء الصحفيين المحللين،في حوارلي معه-بعيد خطاب القدافي الثاني- قائلا باستفزاز ووقاحة: "إنكم بالنسبة إلينا، كلكم عرب قذرون"les sales arabes ...،غير أن خصوصية خطورة الفلسطيني، تكمن في أنه يتملك (الموقع الجيو-بوليتكو-الروحي) لأصول روحانيتنا في المنطقة ،ومعقل جذورأصول تقاليدنا: "اليهودية-المسيحية" بالرغم من إلحادنا و تعدد علمانياتنا ووضعياتنا،فلن نترك "أورشاليم"-كثقافة- أي بيت المقدس-ليدنسها همج العرب و المسلمين، ...،أما ليبيا، فتشكل لدينا أكبرمخزون طاقة في المنطقة-تفوق مخزون الخليج،- لتحريك مصانعنا وحماية مدننا وتدعيم رفاه عرقنا، والحفاظ على حضارتنا، التي بدون الطاقة ستنهارقلاعنا أ وينتهي عرقنا في رمشة عين،.....،وهي أيضا-أي ليبيا-في عنفوان شرارتها، تعطينا الفرصة السانحة للإنقضاض عليها كمركز"إستراتيجية" حيوية ووصلة الوصل ما بين سمج "برابرة" المغرب العربي-:عربا وأمازيغا ولقطاء زنج مولدين- .., وهمج المشرق العربي":-عربا وفرسا وأكرادا وتركمانا- وما يتبعهم من أراذيل الشعوب المسلمة من الأسويين من تركيا بالأناضول إلى داخل حوض سيكيانغ بالصين- فانظر إلى هذه الهسترة الغربية!وكيف ينظر الذئب المتربص بشعوبنا
والخلاصة:
يجب التوقف عن التركيز على مصائر الدمى في العالم العربي ،–على المدى القريب- فنهايتهم ستكون واحدة مهما تعددت الطرق والوسائل، سواء أرحل"الأذكياء منهم- أو سيُرحَلون، وسواء من سيستسلم منهم أومن سيقضي نحبه أو من سينتحر،وماخطابات القدافي ونجله سوى "شفرة مرمزة" لميول إنتحارية سيكوبائية" للأسرة القدافية" لمن يرغب في إشباع معلوماته في مجالات علم لنفس التحليلي،و علم نفس الأعماق وعلم ا لنفس السياسي-وعلوم الفراسة ورموز"السحنات"morpho-psychogie،وسيكولوجية الهندمة وخفايا الأمراض النفسية المستعصية،بل يجب التركيز على صانعي الدمى ورؤوس الأفعى ،وكيف يخططون ويهندسون،ومتى سينقضون !

أما الظاهرة الليبية وارتباطها" بالقدافية" –كمذهب وإنتماء-فقد هزت الغرب وزعزعته أكثر من مثيلاتها في تونس و مصر،أوالبحرين واليمن ،لكون "الدمية القدافي" قد طمئن الغرب –في السنوات الأخيرة، بخلوده وديمومة نظامه كملك الملوك والمتصرف في مهبات الرياح في العالم العربي والإفريقي، وإله السراء والضراء في ليبيا،... لذا فإن الغربيين سرعان ما انعكفوا على التحليل و"التسترج" و"التشطرج" ليل نهار،مما يفسر الصمت الغربي في أوائل أيام إندلاع شرارة الثورة، والتريث حتى في الشجب ،حيث بادروا إلى عمل مسح ميداني جديد على امتداد الرقعة العربية لأبعاد الثورات القائمة والمقبلة،للوصول إلى كيفية الإلتفاف عليها، قبل أن تتحول المنطقة الى مشاهد "نيازكية" بركانية يستحيل إخماد نيرانها.
أما االأرجح في أسباب وتلكإ الأمريكين وصمت رئيسهم ،فلم تكن سوى مؤشر لطبخ "مسوغات إنسانوية" للتدخل العسكري في ليبيا عن طريق الحلف الأطلسي، بممارسات الضغوط الخفية على هئية الأمم المتحدة والمجموعة الأوربية التي يعطينا رؤسائها الكبار"ساركوزي –ميركل" علاماتها الخفية ،حيق نبه الزعيم الكوبي 'فيديل كاسترو" فور الخطابين الصادرين عن كل من القدافي ونجله، يحذرمن التخطيط الجهنمي للتدخل الأمريكي السافر–والمحتمل جدا- لإحتلال ليبيا بتخطيط وتنسيق مع القدافي وذلك حسب المعطيات التالية:
-وضع الأيادي الأمريكية على مناطق البترول بها ،بسبب الرعب المهول الذي أصاب بورصات المال وتدهور العملات في وول ستريت،وبسبب هزات كيانات لوبيات شركات البترول الضاغطة على القرار الأمريكي ومظاهر الإرتعاب الأمريكي والأوروبي والإسرائليلي من شح مصادر الطاقة التي ستغرق الغرب في ظلامية( القرون أوسطية)- ممايدل على هشاشة هذه الحضارة الإدعائية القادرة على كل شيء،ويبدو أن قدرها الآن بين كفي عفريت،إذاحدثت تغييرات في المنطقة لغير صالحها –وهذا هو الرعب الحقيقي الغربي وليس سلامة "الدمى" أو صيانة الشعوب ،أو نشر الديموقراطية
-التعتيم الإعلامي الغربي الكلي على مايجري في ليبيا "اللهم سوى بعض مقتطفات للقطات "للفرجة" مأخوذة من قنوات مثل الجزيرة ، بحيث اختفت –للغرابة- كل وسائل الإعلام الكبرى التي نقلت أحداث العالم الكبرى منذ عقود في ظروف أكثر صعوبة
مثل الحروب في الفيتنام وأفغانستان والبوسنة والشيشان ورواندا والصومال ولييريا ،والكونغو وغيرها، ولم تتمكن-للغرابة- تغطية حدث لا يبعد سوى "بمسافة طيران عصفور"–كما يقول المثل الفرنسي- عن عواصم أوروبا- مما جعل بعض المراقيبن يؤكدون على التخطيط الوثيق بين"القدافيين" مع المخابرات الأمريكية –كما حدث ما بين مبارك وأوباما وجنرلاته المتربعين على العرش المصري الآن ،
-خطابات القدافي ونجله كانت تستهدف "تضخيم"عنصر الفوضى" المطلقة والمرعبة بليبيا ،بسلوكهما البربري –الموجهة"للمتفرج" الغربي، لبث الرعب فيه للتعجيل بتهيئ الرأي العلم الغربي بالتدخل الدولي،وإحلال الأمان بالمنطقة ،وضمان تحصين مصادر الطاقة لكي لا تسقط في "أيادي الامارات الإسلامية، وقاعدة بن لادن وفلول الجهاديين ،والتي كانت إشارة صريحة إلى"المجتمع الدولي"بضرورة تدخل الناتو –كما اكد علىذلك الزعيم الكوبي كاسترو في تصريحاته-، لحماية مصالح أمريكا والغرب وإسرائيل الإقتصادية والأمنية والإقتصادية قبل فوات الأوان وإلا "فعلي وعلى أعدائي ومن بعدي الطوفان، الذي هو لسان حال القدافيين العظام
-
مؤشرات الألتفاف على ظاهرة الاستقالات الجماعية - للدبلوماسيين والمسؤولين الليبيين الرفيعي المستوى –سواء بالأمم المتحدة او بسائر البلدان، إتخذه الغرب والامريكيون أيضا كفزاعة للإنقضاض على ليبيا (بحكم أنه لم يبق هناك نظام أو دولة ليبية) بقصد مايلي:
محاصرة الثورتين الفتيتين في كل من تونس ومصر، وحماية ملك البحرين من أستلاء "الشيعة " على الحكم وتمديد عمر النظام اليمني الذي هو الخلفية والبعد الجغرافي الأمني للحديقة الخلفية للنظام السعودي
-الإسراع بالإنقضاض على ليبيا-بدعوى إيقاف شيوع الفوضى المهددة لسلامة وأمن الجيران للبحر المتوسط ولسكانه،
-الإسراع لإتخاذ أول خطوة لإنجازحرية التبادل التجاري بفرض المنتوج الغربي وقتل الأنتاج المحلي(بمعنى الإبقاء على المنطقة مجرد سمج رهوط مستهلكين)،
المسارعة بإقامة الأسس الواقعية والعملاتية لنظام"حكومة العالم الجديدة" التي كان يسوق لها كل منذ عام2007 "ساركوزي ووزير خارجيته السابق "كوشنير "ومستشاره الحالي ،ومدير البنك الدولي الحالي والوزير الأسبق في حكومتي ميتيران وشيراك " /اليهودي دومنيك ستروتسكان" المرشح للفوز بالرئاسة القادمة بفرنسا حسب إستطلاعات الرأي العام الفرنسي
هوامش:
(1)- انظر بحث أكبر الوجوه الفلسفية المعاصرة في الولايات المتحدة الأمريكية مارتا نوشبوم"Martha Nussbaum وأستاذة القانون الأخلاقي بجامعة شيكاغو والباحثة في الأنثروبولوجية الثقافية مع الأقتصادي الامريكي المعروف Amartya Sen:" في كتابها الجديد الصادر عام2008 حول ازمة التعليم في الغرب وخاصة في الولايات المتحدة الامريكية بسبب قلة المصادر المالية ونقصان الأطر مما سيؤدي الى إغلاق مؤسسات تعليمية ذات تاريخ عريق في امريكا وبريطانيا وفرنسا-حيث كان موضوع الساعة في منتديات اليونسكو واقسام التخطيط التربوي بجنيف وغيرها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.