تبددت أمس مخاوف الأهالي والوافدين الى المنطقة الحدودية برأس جدير بعد الهلع الذي أصابهم نتيجة عمليات القصف وتبادل للطلق الناري الذي شهدته المناطق الليبية المتاخمة للحدود التونسية حيث هدأت الأوضاع بصفة نسبية ولم يسجل الى حدود مساء أمس حالات لتوافد جرحى أو مصابين ليبيين أو أجانب مقيمين بليبيا رغم توتر الوضع الذي عاشته مدينة زوارة القريبة من الحدود الليبية التونسية. وقد قام أمس وزير الشوؤن الأوروبية والتعاون الدولي الهولندي بزيارة الى مخيم "الشوشة" رفقة سفيرة هولندابتونس وعاين المجهودات المبذولة من مختلف الأطراف لمساعدة اللاجئين داخل هذا المخيم وقد وصل عدد الوافدين من ليبيا على مخيم "الشوشة" مساء يوم الاثنين الى أكثر من 157 ألف وافد منهم 8445 بنغالي وأكثر من 3 آلاف غاني وأكثر من ألفي مالي و499 من السودان و624 من الصومال و577 من نيجيريا في حين شهد مخيم الهلال الأحمر الاماراتي وفود 1100 شخص. وقام الوزير الهولندي بجولة داخل المخيم والتقى عددا من اللاجئين واستفسرهم عن ظروف اقامتهم بالمكان مشيدا بالمجهودات التي تبذلها الدولة التونسية ومختلف مكونات المجتمع التونسي والمنظمات الدولية والانسانية للاحاطة باللاجئين وفي هذا السياق أفادت الملحقة الاعلامية المرافقة للوزير في تصريح ل"الصباح" أن هولندا رصدت اعتمادات قدرها مليون أورو للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين لتخصيصها لاجلاء اللاجئين عبر الرحلات الجوية كما رصدت مبلغ ثان قدره نصف مليون أورولفائدة الهلال الأحمر لدعم أنشطته وتدخلاته في هذا الظرف الصعب الذي تعيشه الحدود التونسية الليبية. كما التقت "الصباح" على صعيد آخر بريم ندا المسؤولة الاعلامية عن برنامج الأغذية العالمي فأفادت أن البرنامج قرر حملة اغاثة طارئة تشمل متضررين من تونس ومصر وليبيا بسبب الاحداث وقد رصد لها كلفة جملية قدرها 39 مليون دولار أمريكي ويمتد على 3 أشهر لمساعدة أكثر من مليون شخص في الدول الثلاث كما قرر نفس البرنامج تقديم مساعدات للعائلات التونسية بخمس ولايات والتي تأثرت نتيجة مغادرة أفرادها التراب الليبي. كما تحول قنصل نيجيريا بتونس وقنصل غانا بالجزائر الى النقطة الحدودية برأس الجدير وتابعا رفقة ممثل المنظمة الدولية للهجرة طارق بن علي المجهودات المبذولة لاجلاء رعاياهم وأصدر قنصل نجيريا وثائق سفر وقتية للرعايا النجيريين وتزامن ذلك مع وجود القنصل العام الشرفي لغانا بتونس وقد ثمنوا المجهودات المبذولة من طرف الدوائر المسؤولة على جميع المستويات المحلية والجهوية والوطنية لمساعدة رعاياهم وحسن استقبالهم من طرف كافة المنظمات ومكونات المجتمع المدني التونسية ومن خارج أرض الوطن. رعاية صحية وغياب الأوبئة على الصعيد الصحي ذكر الدكتور زهير الفقي منسق التدخلات الصحية على الحدود التونسية الليبية ان عدد العيادات الطبية ارتفع منذ يوم 23 فيفري الفارط الى غاية 13 مارس الجاري ليصل الى 15500 عيادة بمعدل ما يزيد عن 700 تدخل في اليوم وأضاف أنه لم يقع الى حد الآن تسجيل أوبئة خطيرة ما عدا حالات محدودة من الجرب وأمراض العيون وقد تمكن الاطار الطبي الموجود بالمكان من السيطرة على هذه الحالات وعلاجها. من جهة أخرى بلغ عدد العمليات الجراحية طيلة الفترة المذكورة 20 عملية اضافة الى تسجيل 4 حالات ولادة آخرها لسيدة صومالية. وقد أنهى الجيش الوطني أمس عمليات نقل المستشفى العسكري المتنقل ليصبح قريبا من مخيم "الشوشة" علما بأنه يضم 23 طبيبا من جميع الاختصاصات و27 اطارا شبه طبي و5 في مجالات الصيانة واللوجستيك اضافة الى مكان لهبوط لطائرة عمودية لاجلاء الحالات المستعجلة أما الاطار الطبي الراجع بالنظر لوزارة الصحة العمومية فيضم7 اطباء وجراح و16 عونا شبه طبي ويعاضد مجهودات هؤلاء الاطار الطبي الراجع بالنظر للحماية المدنية والمنظمات الدولية الأخرى من عديد الدول اضافة الى أطباء متطوعين ينشطون ضمن مكونات المجتمع المدني التونسي. ونظرا لهبوب رياح رملية صباح أمس فقد تقرر تأجيل عمليات التلقيح لفائدة الأطفال اللاجئين الذي بلغ عددهم يوم امس قرابة 150 طفلا. تحويل 60 طنا من الأوساخ من جهة أخرى تواصلت الجهود المبذولة لتجاوز الاخلالات المتصلة بموضوع النظافة والعناية بالبيئة وقد بلغت الكميات المجمعة عن طريق الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات 60 طنا تم تحويلها الى مصب على أن تتواصل حملات النظافة من مختلف الاطراف المعنية بهذا الجانب. كما عرف مطار جربة-جرجيس الدولي أمس قيام 7 رحلات لاجلاء 2200 بنغالي و4 رحلات لاجلاء 720 مالي و9 رحلات لاجلاء 1500 غاني ورحلة نحو نيجيريا لاجلاء 180 مسافرا أما عن حركة العبور خلال الفترة المتراوحة بين منتصف الليل الى غاية منتصف النهار فقد بلغت 2845 وافدا وكان أكبر عدد من الوافدين من ليبيا وبلغ عددهم 1340 شخصا.