شكري بلعيد, الناطق الرسمي لحركة الديمقراطيين, هذا الذي لا يعرفه الشعب التونسي لولا قناة حنبعل, وما أدراك ما قناة حنبعل, التي جعلت له في استوديوهاتها مكان دائما, ليعلن لنا بأنه ثوري بامتياز وانه ديمقراطي من طراز رفيع جدا. يعتقد السيد شكري بان كل من سمى حزبه ديمقراطيا وأردف بتقدمي فهو كذلك, وربما لهم مفاهيم أخرى لهذه المصطلحات العميقة. ولعل ما أدلى به السيد بلعيد لأحد اليوميات التونسية في 25 أفريل كان يدلل على شيئين بان بلعيد لا يفهم ما هي الديمقراطية وبالتالي فلن يكون تقدميا بأي حال, واعترف اعترافا رسميا بأنه خاسر لا محالة أمام النهضة وانه يبحث عن من يساعده في الداخل وربما في الخارج. يقول السيد شكري " يوجد الآن قطب رجعي معاد للحرية ويردي الالتفاف على الثورة وعلى رأسه حركة النهضة" وهو اعتراف منه بان النهضة قطب وقوة انتخابية جبارة, أما قوله بأنها رجعية, فكان لا بد من الاتفاق أولا عن مفاهيم الرجعية, إذا كانت الرجوع إلى الماضي, فهم يريد أيضا الرجوع إلى الخلف إلى قطب سقط بفعل الواقع فلا لينين بقى ولا تروتسكي, إذا حركة النهضة تريد الرجوع إلى الإسلام فلاحظ يا شكري إن كنت ديمقراطيا بان المليارات في العالم يعتنقون الإسلام ويطبقونه, وأما الشيوعية والاشتراكية والجدلية المادية والتاريخية فقط سقط ويتهاوى عدد معتنقيها كل يوم. وأما إن النهضة "معادية للحرية", فلا يا سيد شكري لقد أخطأت خطأ فادحا, فالنهضة لم تتجرأ يوما على الوقوف أمام إرادة الشعب, مثلما تفعل أنت, حكمك يدلل على انك أنت محترف في معاداة الحرية لأنك تريد إقصاء من أحسست بان الشعب يميل إليه وقد يختاره للحكم, ارجع إلى كل أدبيات النهضة وكل مواقفها, وان وجدت دعوة واحدة معادية للحرية فأتي ببرهانك إن كنت صادقا.. وسوف لن تجد. وأما قولك بان النهضة تعتمد "على المال السياسي الأتي من بعيد (بترودولار)", فهي قضية قانونية يا شكري إن كنت لا تعلم وتهمة قد توصلك للسجن.. النهضة تتعامل بالمال الخارجي؟ إذا كان كلامك صحيحا يا شكري فأبواب المحاكم مفتوحة وما عليكم إلا رفع دعوى قضائية ضد هذه الحركة المتواطئة.. وأين الحكومة لتلعب دورها ومحاسبة هذه الحركة... وان كنت لا تعرف يا شكري, واعرف بأنك تعرف, بان ثلاثون ألفا من النهضة دخلوا السجون, وليس هم فقط فقد عذبت عائلاتهم وقطعت أرزاقهم.. ولولا الأحرار والثورة يا شكري التي أعادتهم إلى مواقع عملهم لماتوا من الجوع.. منذ أيام فقط عادت لهم الروح وعاد بعضهم إلى عمله.. ولم يتقاضى أجره بعد يا شكري.. كم أنت مؤلم وغليظ وحاقد لتدعي على الفقراء.. ولن أذكرك بتحالف أغلب اليسار لقتل كل نهضوي.. لن أذكرك يا شكري لأنك تعلم تماما مثلما أعلم كل الذي فعلتموه.. ثم يقفز شكري إلى أكثر من ذلك ليتحدث عن "أهمية أن يكون المجلس التأسيسي تعدديا بأغلبية ديمقراطية تقدمية تكرس مدنية الدولة" وهو اعتراف صريح بأنه يريد ومن معه الالتفاف على الثورة وتسخير المجلس التأسيسي لليسار فقط, وهو ما حدث منذ بداية تأسيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والتي كانون يعنون بها أهداف اليسار وهو إقصاء النهضة. ثم أعلن "الانخراط اللامشروط في مشروع تأسيس جبهة تقدمية ديمقراطية لقطع الطريق على أعداء الوطن والشعب", بهذا يؤلب الأطراف الأخرى على أعداء الوطن وهم النهضة حسب اعتقاده, وهذا تأليب الرأي العام على حركة وطنية حرة وديمقراطية ومدنية وسلمية مثل النهضة, وهو يعلم علم اليقين بان في المحافظات الداخلية توجد النهضة, ويجتمع في مقراتها المئات والآلاف.. وحزبه الوطني الديمقراطي لا يوجد له ولو مقر واحد في هذه المناطق, لأنه وبل بساطة لا يجد من يستمع إليه ويلتف حوله. شهادة أخرى تنضاف إلى النهضة من خصم يدعي الديمقراطية وهو ابعد عنها ما يكون, لأنه سخر نفسه لتشويه أغلبية يجتمع حولها الكثير ويساندونها.. لقد شهد السيد شكري بأنه رجل إقصاء ودعاية وفرتها له قناة تلفزية واحدة.. وشهد بان النهضة هي الحاكم المقبل لتونس عن طريق صناديق الاقتراع. الدكتور محجوب احمد قاهري 26/04/2011