بسم الله الرّحمن الرّحيم تونس في 4 جمادى الثّانية 1432 الموافق ل 15 ماي 2011 سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ تحيي أمّتنا العربيّة والإسلاميّة اليوم الخامس عشر من ماي, الذّكرى الثّالثة والسّتّين للنّكبة, ذكرى اغتصاب الأرض التي بارك فيها ربّ العالمين وذكرها في كتابه العزيز وذكرى اغتصاب أرض المسجد الأقصى المبارك, أولى القبلتين وثالث الحرمين. وتتميّز هذه السّنة عن سابقاتها بالظّروف الخطيرة والمرحلة الدّقيقة التي تمرّ بها أمّتنا العربيّة والإسلاميّة, مرحلة تعيش فيها أمّتنا على وقع قمع آلات الاحتلال لشعبنا الصّامد في فلسطين والعراق وأفغانستان, مرحلة تشهد فيها أمّتنا تواصل المجازر التي ترتكبها أنظمة الاستبداد والفساد ضدّ شعبنا الصّابر في ليبيا وسوريا واليمن. وتتميّز هذه السّنة أيضا بإحياء هذه الذّكرى وقد عاد لمصر بريقها وثقلها ودورها الإقليمي كحاضنة للقضيّة الفلسطينيّة ومنافحة عن العروبة والإسلام بعد تحرّرها من نظام العمالة والخيانة. بريق ساطع ودور لامع بان في رعايتها لات"ّفاق المصالحة الفلسطينيّة الذي نباركه ونرجو من الله أن يكون الخطوة الأولى نحو وحدة فلسطينيّة حول مشروع المقاومة والتّحرّر. كما تتميّز هذه السّنة أيضا بالظّرف الذي نحيي فيه هذه الذّكرى في تونس الثّورة, تونس ما بعد بن علي, تونس المتجذّرة في هويّتها العربيّة والإسلاميّة, تونس المرتبطة بعمقها الإقليمي وبعدها القومي وامتدادها العقدي والحضاري, تونس الرّافضة للتّطبيع مع العدوّ الصّهيوني والدّاعمة للمقاومة كسبيل وحيد لتحرير أرض فلسطين, كلّ فلسطين.. والشّباب الإسلامي بالجامعة, إذ يحيي هذه الذّكرى الأليمة, فإنّه يؤكّد ما يلي: 1- دعمه للمصالحة الفلسطينيّة بين مختلف فصائل المقاومة وضرورة التحام الفلسطينيّين قيادة وشعبا وانصهارهم في بوتقة مشروع موحّد يرفع راية المقاومة ضدّ الاحتلال ويهدف إلى تحرير فلسطين. 2- رفضه لأيّ حلّ جزئيّ يسقط حقّ العودة الشّرعي للمهجّرين الفلسطينيّين. 3- اعتباره القضيّة الفلسطينيّة قضيّة الأمّة العربيّة والإسلاميّة وقضيّة كلّ الشّرفاء والأحرار في العالم وبالتّالي ضرورة دعمها الكلّي والغير مشروط, أفعالا ومواقف, من طرف الدّول العربيّة والإسلاميّة أنظمة وشعوبا. 4- الدّور الأساسي للشّباب في خدمة القضيّة الفلسطينيّة من خلال التّعريف بها والمنافحة عنها وتوفير الدّعم المادّي والمعنوي لشعبنا في فلسطين وفي هذا الإطار نؤكّد انخراط الشّباب الإسلامي بالجامعة في جهود شباب الأمّة العربيّة والإسلاميّة في دعم المشروع المقاوم بالمنطقة. 5- رفض الشّباب الإسلامي بالجامعة لمحاولات التّطبيع مع الكيان الصّهيوني التي تقودها بعض الأطراف المعروفة بعدائها لهويّة البلاد وبولائها لأطراف خارجيّة. 6- خطورة ما تتعرّض له مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك من محاولات للتّهويد ولطمس معالم الهويّة العربيّة الإسلاميّة فلا بدّ من هبّة شعبيّة لحماية القدس والمسجد الأقصى.
إنّ الشّباب الإسلامي بالجامعة يعتبر أنّ رياح التّغيير التي هبّت في الأمّة العربيّة الإسلاميّة انطلاقا من أرض الزّيتونة مرورا بمصر الكنانة وليبيا المقاومة ويمن الأصالة وشام العروبة, لا بدّ أن تشمل بقيّة أرجاء الأمّة العربيّة الإسلاميّة حتّى تتحرّر شعوبها من الظّلم والاستبداد ومن أنظمة الخيانة والعمالة تمهيدا لتحرير أرض الإسراء قلب الأمّة النّابض وقضيّتها المركزيّة. وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون الشّباب الإسلامي بالجامعة