حزب البديل الحضاري .. من أجل نهوض جديد (إشارات في طريق الإسلاميين الديمقراطيين) د مصطفى المسعودي* تقديم : بخروج الأستاذين المصطفى المعتصم أمين عام حزب البديل الحضاري و محمد الأمين الركَالة من الاعتقال الظالم يوم ( 14أبريل2011 ) و الذي ابتلعهما لثلاث سنوات تدخل تجربة البديل مرحلة جديد في مسارها النضالي الذي دشنته لعقود من الزمن بحثا عن بناء واقع مغربي جديد. ولقد كان الاعتقال رهانا آخر من رهانات قوى الظلام والاستبداد في بلادنا لإسكات صوت مزعج ظل يشوش لأكثر من مرة على كثير من الترتيبات السياسية البليدة التي كانت تطبخ من طرف الأجهزة النافذة من أجل الهيمنة المطلقة على المشهد السياسي المغربي والحيلولة دون بروز معارضة سياسية شعبية قوية وناضجة قد تقلب موازين القوى لصالح الشعب المغربي وقواه الديمقراطية . واليوم يجد صوت الإسلاميين الديقراطيين المغاربة نفسه أمام تحديات ذاتية وموضوعية كبيرة تستلزم الكثير من وضوح الرؤية من أجل الاستمرارفي مساره النضالي عبراستكمال شروط المؤسسة الحزبية القوية برؤيتها الاستراتيجية وجهازها التنظيمي المتين وحضورهاالفاعل. البديل الحضاري وسؤال المرجعية : البديل الحضاري حزب سياسي مغربي يقوم على المرجعية الإسلامية في منطلقاته ونظرته إلى الوجود والإنسان وما يرتبط بذلك من سلوك فردي واجتماعي ، وبالموازاة مع المرجعية الإسلامية يستند البديل إلى مرجعية الحكمة الإنسانية بكل روافدها التي لا تتناقض مع المعتقد الإسلامي ،من هنا يتداخل في البديل البعدان الإسلامي والإنساني في انسجام كامل باعتبار أن العنصرين معا يلتقيان في مصبّ واحد هو بناء الوجود الراقي للإنسان، وهذا التمثل المزدوج للإسلام والحكمة الإنسانية هو عنصر القوة في فكرة البديل باعتباره يجيب عن معضلة ظلت عالقة لدى الكثير من التجارب السياسية والجماهيرية نتيجة غياب الوضوح في العلاقة بين البعدين أو سوء فهم هذه العلاقة . ولقد جاء حزب البديل الحضاري لبنة ضمن صرح شامخ من العمل المدني والنضالي الذي باشره المغاربة مباشرة بعد الجلاء العسكري البغيض لقوى الاستعمار عن بلادنا وقدموا في مساره الطويل الكثير من التضحيات والجهود سعيا إلى بناء دولة ديمقراطية معاصرة تجيب عن طموحات الشعب في الكرامة والعدل والحرية . في رسالة البديل الحضاري : جاء البديل مبشرا برسالة نبيلة هي المساهمة إلى جانب كل المكونات الجادة في صياغة الأجوبة عن التحديات الكبرى التي تعيشها بلادنا ،ولقد كانت التجربة واضحة في فهمها لطبيعة المعضلة التي تعيشها بلادنا ومعها باقي بلدان الأمة ،وتجلى الوضوح من خلال الشعار المركزي الذي حملته والمتمثل في أن : (مشكل الأمة حضاري وجوهر المشكل الحضاري سياسي ) وبالتالي فان المدخل نحو التغيير الحضاري العميق يبدأ بالسعي إلى انجاز تغيير سياسي مدني في أفق بناء دولة ديمقراطية تكون إطارا لمعالجة كل المعضلات بأبعادها الثقافية والسياسية والاجتماعية ..هكذا فهمت التجربة أن الإصلاح السياسي مشروع طويل الأمد صعب الخطوات بالنظر إلى هيمنة الاستبداد على المشهد من هنا انخرطت منذ بداياتها الأولى في مسلسل التدافع السياسي على جبهتين اثنتين: الأولى داخلية تجسدت في السعي لبناء تجربة سياسية تتمثل كل شروط الحزب المدني العصري بكل مقوماته باعتباره الأداة الضرورية لمباشرة فعل الممارسة السياسية إلى جانب باقي الفرقاء والثانية موضوعية تتمثل في الحضور العملي في المشهد عبر المساهمة في استكمال مسار النضال المغربي لإرساء دعائم حياة سليمة قوامها الديمقراطية والكرامة التوحيد والعدل مرتكز التجربة : حاول البديل الحضاري أن يجيب عن سؤال مركزي لامسته كل المدارس السياسية والفكرية الإسلامية المعاصرة هو كيف ننطلق من المنظومة الإسلامية لمعالجة متغيرات الزمن الراهن؟ ، وإنه لتحدّ كبير بالفعل لأن الإجابة عن السؤال هي التي ترسم ملامح النموذج الذي نتصوره في علاقته بعنصرين أساسين هما : الإسلام من جهة والعصر من جهة ثانية . والواقع أنه بالتركيز على مفهومي التوحيد والعدل واعتبارهما إطارا فلسفيا عاما ينتظم المنظومة الأيديولجية للحزب أجاب البديل الحضاري عن إشكالية الانقسام في العقل السياسي الإسلامي المعاصر بين السياسة والدعوة والسياسة والأخلاق فالتوحيد بمعناه المتجدد على مستوى الفهم والتلقي هو منطلق النظرة التربوية والإجابة الحقيقية عن سؤال القيمة الأخلاقية في العمل السياسي ،ولقد راكمت التجربة رصيدا هاما في نحت مجمل هذه القيم الأخلاقية من خلال برامج تربوية ركزت على (خصائص الفرد المؤمن و خصائص الجماعة... أنظر الرؤية التربوية ) وثمة حقيقة لا تخطؤها العين هي أن قوة الحزب ونجاحه رهين بمدى التمثل الجمعي والفرداني للقيمتين معا باعتبار أن مرجعية القيمتين (الإسلام) تتمثل في ذاتها منطقها الداخلي المحدد لهوية الأشياء واختيار النهج الإسلامي منطلقا للفعل إنما يتحدد نجاحه أو فشله بمدى الوفاء و(الاخلاص =التوحيد)للمنطق الداخلي المؤسس للمنظومة ككل ، وهذا هو سر نجاح الرسول الأكرم (ص) في رسالته ونجاح التجارب الإسلامية عبر التاريخ والعكس صحيح (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ) . إن التوحيد وتمثله بشكل فردي وجماعي هو القوة المعنوية الجبارة التي تعطي للحزب ومناضليه معنى الالتزام الديني في جوهره العميق وليس في شكله الظاهري ، فمن خلال ربط العمل بابتغاء مرضاة الله وما يترتب عن ذلك من قيم (التجرد والإخلاص والتفاني ونكران الذات والحرص على النجاح ...) يأخذ النضال السياسي أفقا واسعا يتجاوز ما هو لحظي وأرضي ليحدد سقف المبدأ في مستواه العُلوي ونفس القيمة المعنوية تستمد من مرتكز العدل باعتباره فلسفة في الحياة تترجم إلى سلوك حضاري فردي وجمعي ومطلب سياسي يأخذ صيغة الحزب الديمقراطي الطامح إلى بناء الدولة الديمقراطية الإضافة النوعية: إسلاميون ديمقراطيون كانت العلاقة ولازالت ملتبسة بين كثير من الإسلاميين ومفاهيم مركزية في العصرالراهن ؛ففي الوقت الذي تطور الزمان بوتيرة رهيبة ظل العقل الإسلامي في كثير من مواقعه عاجزا عن فهم هذه التحولات بله الالتحاق بها أو تجاوز مفاتيحها ومن أبرز تجليات هذا العجز الارتهان إلى عقل (مُتفيقه) يتمثل حدا كبير من التردد والعجز عن استيعاب المتغيرات ويرهن الزمان في كل سيرورته وتفاصيله لعصر الرسول (ص) دون تمييز بين الثابت والمتغيرمن مضامين رسالة الاسلام (أنظربعض كوارث هذا العقل في فتاوي الجثث والرضاعة )؛ والواقع أن الإسلام العظيم جاء لكل محطات البشرية وليس لزمان الرسول والصحابة رضوان الله عليهم ،بل للعقل الإنساني في كل امتداداته الزمانية والمكانية ، وهو المكلف بأن يكون في مستوى هذه الرسالة من أجل استيعاب مضامينها الربانية وتمثلها عبر استنباط نَبيه حتى تأخذ أشكالا حضارية تتفاوت في الزمان والمكان والجنس أيضا عوض حصرها وتكليسها في لحظة بعينها واعتبار أن المقدس هو الرسالة وزمان الرسالة في نفس الآن وهذا هو مأزق العقل التقليداني المتفيقه الذي ينظر إلى رسالة الإسلام في حالة من الثبات عوض أن يستوعبها في حالة من التحول والدينامية المتجهة نحو الأمام . أن الإضافة النوعية التي يزعم البديل الحضاري تمثلها تكمن في نظرته إلى الإسلام في مسار الحركة عوض دائرة الثبات من هنا هو يعطي لنفسه حق الاجتهاد من خلال الانفتاح على كل منجزات الحكمة الإنسانية واستيعابها ضمن الرؤية الذاتية بحيث تصير منجزا للذات أيضا سواء كان هذا المُنجز معطى ماديا أو نسقا رمزيا يتعلق بالاجتماع البشري وما وصل إليه الإنسان من صياغات هامة تتعلق خاصة بالصياغة الإجرائية لمفهوم العدل عبرمُنجزالديمقراطية، هذه الصياغة التي لا يمكن التنكر لها من خلال هروب العقل التقليداني العاجز نحو مزايدات الشعاراتية من قبيل أن لدينا الحل الشامل في مفهوم الشورى على سبيل التمثيل ، والواقع أن هذا الهروب هو ارتكاس في أنفاق الذات الخائفة من الإبداع والمولعة بشكل الأشياء (المصطلح)على حساب حمولاتها لماذا حورب البديل الحضاري: زامنت تجربة البديل سياقا سياسيا وطنيا تميز بهيمنة كاملة لأجهزة الفساد المخزنية وقد وصلت هذه الهيمنة ذروتها في أواخر سنوات الحسن الثاني حيث لم يرحل هذا الأخير حتى ترك وراءه واقع سياسيا رسّخ فيه كل مقومات الثبات والاستمراية عبر مسار طويل من مشاريع الإفساد والتمييع لعب فيها مهندسون كبار من أمثال وزير الداخلية إدريس البصري دورا مركزيا وتجلت أبرز مظاهر هذا الإفساد في القتل شبه الكامل لمفاهيم الاجتماع البشري المركزية في مقدمتها مفهوم السياسة بما تفيده من معنى المشاركة في الفعل ، ونتيجة ذلك أخذت الساحة شكل لعبة محكمة كل خيوطها في يد السلطة ..ولاشئ يُترك للصدفة والمفاجأة فالأطراف (مع استثناء طبعا المكونات الديمقراطية الشريفة ) تأخذ مواقعها في المشهد برتابة بليدة وتواطؤ مسبق لتدور اللعبة باستبلاد وغباء وضمن هذه اللعبة الصماء تتفاعل مفاهيم جوفاء لامعنى لها : التناوب التوافق الديمقراطية الحكومة المعارضة ..ويظل المعنى الحقيقي للأشياء الضحية الكبرى والشعب مسرح المهزلة والضحك على الذقون وقد شهد هذا الأسلوب الظلامي ميلاده الثاني مع العهد الجديد بكل ما استلزمه من تكتيكات الانتقال السلس ، وما أن استوت السفينة على سوقها حتى قفز مهندسو المأساة الجدد إلى قلب المشهد معلنين الانقلاب على كل شئ ، ومؤكدين على أن ماكان لم يكن سوى استراحة محارب كان البديل الحضاري من الأصوات القليل التي تمردت على هذا الترتيب المخزني البئيس ورفض الانضمام إلى الملهاة وتشبث بحقه في النضال المدني من أجل بناء الدولة الديمقراطية وضرورة أن تأخذ الأشياء والمفاهيم مضامينها الحقيقية بأن يكون الحزب حزبا والمعارضة معارضة والسياسة سياسة ، وأن تكون الديمقراطية بحمولتها الإنسانية هي المشترك بين جميع أطياف المشهد السياسي المغربي ، فيما تُحال الاختلافات الأيديولوجية بين هذه المكونات إلى فضاءاتها الطبيعية في المنتديات والساحات الثقافية من أجل التداول فيها وليصير الاختلاف في الرؤى الفكرية والأيديولوجية عنصر إثراء للمنظومة الحضارية المغربية عوض أن يكون عنصر هدم أواحتراب أو توظيف سخيف في الصراع السياسي من أجل تمييع المشهد واستغراقه بما يَنسفه ولا يؤسسه لواقع سليم. هذه الرؤية التوحيدية هي التي جَلبت الكراهية نحو البديل كراهية الذين يتفنون في إفساد الساحة واختلاق الصراعات وضرب الأطراف بعضها ببعض حتى يبقى صوتهم مهيمنا فوق الجميع وتبقى خيوط اللعبة كلها بأيديهم ، فهم يريدون دورا محددا للإسلاميين عليهم أن يلعبوه ودورا لليسار عليهم أن يلعبوه ، والمطلوب أن يُدفع الراديكالي هناك بعيدا في انزوائه ويُهيّئ السلفي ليكون كبش فداء وقت الحاجة والمطلوب أن ينتظم الجميع بكثير من الرزانة والأدب والرتابة في تفاصيل اللعبة ، والعصا لمن عصى
تجربة الاعتقال وحظر البديل : بعد سنوات من المضايقات العلنية والسرية قررت أجهزة الفساد الإجهاز الكامل على حزب البديل الحضاري بالإقدام على اعتقال عنصرين أساسين في قيادته هما أمين عام الحزب الأستاذ مصطفى المعتصم والناطق الرسمي باسم الحزب الأستاذ محمد الأمين الركالة يوم (18فبراير 2008)، لقد كانت الضربة قوية جدا ورامت استئصال الحزب كلية عبر حظره وزعْم ارتباط قيادته بمشروع إرهابي عنيف ثم كانت الفرصة حسب السيناريو المخطط أن يتم ترتيب الساحة السياسية المغربية بما يفتح الطريق مُشرعا أمام كائن سياسي غريب الملامح تم إسقاطة على المشهد بين عشية وضحاها وتمّ التمكين له ليأخذ موقع الصدارة إلا أن الذي لم ينتبه له الذين وضعوا السيناريو الإجرامي هو أن صوت البديل لم يكن بالضعف الذي اعتقدوه، حيث انبرى خيرة أبناء المغرب من محامين ومناضلين ومثقفين وإعلاميين من كل طيف الساحة السياسية للدفاع عن براءة رجال البديل ومن معهم مُسفهين مزاعم الرواية الرسمية البئيسة ، وبعد مسار نضالي طويل لعبت في عائلات المعتقلين السياسيين والمعتقلون أنفسهم من وراء القضبان دوراهاما ، حَدث أيضا ما لم يكن بالحسبان إذ انفجر الوضع العربي انفجارا هائلا بأن استرد الشارع العربي مبادرته النضالية الهائلة فزلزل الأرض من تحت أرجل فراعنة كانوا يعتقدون أنهم قد صاروا آلهة في الأرض فهرب من هرب واعتقل من اعتقل ، وارتفع سقف المطالب الشعبية والشبابية عاليا بحيث لم يكن للاستبداد أن يَبقى على تعنته في التعامل مع ملف المعتقلين السياسيين المغاربة المظلومين تتقدمهم قيادة حزب البديل. ما العمل ؟: لم ينكسر البديل الحضاري كما خطط المخططون ، بل انتفض من تحت الرماد من جديد وهو اليوم يتلمس جراحه بحثا عن الذات بعد أن راكم رصيدا هاما إلى سجله النضالي وسِجل كل المغاربة بإثبات أن التجارب الشريفة ليست لقمة سهلة بين فكّي وحش الاستبداد وخطا خطوة هامة في اتجاه بناء مفهوم الحزب السياسي بما يعنيه من مصداقية واستقلالية وذلك ضدا على استراتيجية قوى الفساد التي لم تسْع يوما للسماح ببروز أحزاب سياسية حقيقية ومستقلة في المغرب . نعم كسّر البديل أغلال الاعتقال إلا أنه اليوم يجد نفسه أمام مهام نضالية جمّة على المستويين الذاتي والموضوعي ؛ فعلى المستوى الذاتي الحزب مطالب بإعادة بناء وترميم مؤسساته التنظيمية الوطنية والجهوية والمحلية واستجماع كل قواه النضالية التي بَعثرتها الضربة المخزنية ، والانخراط الفعال في برنامج نضالي قوي لإسقاط قرار الحظر التعسفي الذي أقدم عليه الوزير الأول بشكل غير قانوني . وعلى المستوى الموضوعي نحن مطالبون بتكثيف حضورنا الفعال في كل نضالات الشعب المغربي وجميع المحطات الحاسمة التي تقف على أعتابها بلادنا اليوم حضورا رزينا وقويا
إشارة لابد منها : برغم كل محاولات اغتيال البديل الحضاري ظل هذا الصوت قائما متحديا ، إلا أن هذا لا يجعله في مأمن من أن تجهض رسالته أو يدفع نحو الفشل لاقدر الله ، فالبديل تجربة غضّة وأصيلة تتحرك في واقع شرس سكاكين الاستبداد فيه لاترحم أحدا ،من هنا ضرورة التأكيد على أمور نظنها جوهرية لتجربتنا : إن قوة تجربة البديل الحضاري وأصالتها تكمن في مرتكزها المبدئي و مدى تمثله على المستويين الفردي والجماعي ، ونقصد كما سلفت الإشارة مفهومي التوحيد والعدل ، فأكبرمقتل لاقدر الله يمكن أن تصاب فيه التجربة هوأن تموت أو حتى تضعف فيها قيمة التوحيد بما تعنيه من قيم الإسلامية والارتباط بالمبدأ الإسلامي اعتقادا وسلوكا وأخلاقا وأن تتحول التالي إلى تجربة بلا روح تماما كما هو حاصل في العديد من التجارب لتصير مجرد تجمّع لمجموعة من الطامحين والانتهازيين والمراهنين على أغراض دنيوية فانية وعابرة . إن البديل هو سليل المدرسة الإسلامية المعاصرة في أرقى اجتهاداتها وأساس نجاحه هو الوفاء لهذا الانتماء وبنفس القدر الذي ينبغي أن نحرص فيه على العمق الإسلامي لتجربتنا ينبغي الحرص على أن تكون التجربة في مستوى عصرها بأن تستفيد من كل زخم الحكمة الإنسانية المعاصرة دون أي تردد في الأخذ بها . ومن خلال هذا التوليف النبيه بين العمق الإسلامي والعمق الزمني يتولد العقل العبقري القادر على صياغة إجابات حقيقية للإشكالات المطروحة هذا هو التحدي الأساس المطروح اليوم على البديل كيف نترجم ماراكمانه لحد الآن من جهد نضالي وفكرى استغرق زمنا طويلا إلى مؤسسة سياسية تجسد تلاقي المبدأ الإسلامي بالحكمة الإنسانية وتكون عاملا مساعدا لولادة النهضة المغربية المنشودة والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل طنجة 19ماي 2011
