بث التلفزيون الليبي الجمعة كلمة صوتية للزعيم الليبي معمر القذافي تعهد فيها بإلحاق الهزيمة بالائتلاف الذي يقوده حلف شمال الاطلسي ويحاول الاطاحة به من السلطة. وقال القذافي 'أول مرة يواجهون الشعب المسلح. يواجهون مليون ومليون. أول مرة يتورطون في هذه الورطة'. واضاف 'سيهزمون. سيهزم الحلف حتما... سيولون الأدبار خائفين'. وقال التلفزيون ان الكلمة من 'مداخلة هاتفية للاخ القائد' الجمعة ولم يتسن التحقق من ذلك بشكل مستقل. وقال القذافي 'فليضربوا بالقنابل الذرية فليكن ذلك كذلك. نحن في بلادنا لم نغزهم .. لم نعتد عليهم...'. ووصف المعارضين الذين يسعون للاطاحة به بأنهم 'خونة' و'جبناء'. وتبادل المعارضون المسلحون وقوات القذافي نيران المدفعية الثقيلة قرب مدينة زليطن في غرب البلاد الجمعة، مع محاولة المعارضة التوغل في مناطق تسيطر عليها الحكومة إلى الشرق من العاصمة طرابلس. جاء ذلك فيما قال مبعوث الرئيس الروسي للشؤون الأفريقية، ميخائيل مارغيلوف، إن بلاده اتفقت مع تونس للعمل من أجل التوسط بين طرفي النزاع المسلح في ليبيا لإنهاء الأزمة القائمة. وأوضح ميخائيل مارغيلوف في تصريحات للصحافيين في أعقاب اجتماعه الجمعة مع رئيس الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي، أنه 'اتفق مع السبسي على العمل معا لإطلاق مفاوضات سياسية بين أطراف الأزمة الليبية'. وأضاف المبعوث الروسي الذي بدأ زيارة إلى تونس تندرج في سياق جولة في المنطقة زار خلالها طرابلس وبنغازي الليبيتين، أن الاتفاق جعله 'يقرر تأجيل مغادرته تونس'. وبحث المبعوث الروسي خلال اجتماعه مع رئيس الحكومة التونسية المؤقتة تطورات الأوضاع في ليبيا والسبل الكفيلة بإيجاد حل للنزاع المسلح بين النظام الليبي بقيادة العقيد معمر القذافي والمعارضة المسلحة التي يقودها المجلس الوطني الانتقالي. واعتبر المبعوث الروسي أن بلاده 'تؤمن بوجود فرص لتحقيق هذا الهدف'، ولكنه استدرك قائلا إن 'تحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا يبدو صعبا في الوقت الراهن، باعتبار التعقيدات التي افرزتها التطورات الماضية على الساحة'. وكان مبعوث الرئيس الروسي قد اجتمع قبل ذلك مع وزير الخارجية التونسي المولدي الكافي، واستعرض معه العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، إلى جانب استعراض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ودعا في أعقاب هذا الاجتماع تونس إلى التوسط بين طرفي النزاع في ليبيا، قائلا 'نعتقد أن تونس لها دور كبير في الوساطة الدولية وتجربة مهمة في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في بداية التسعينات'. وكان المبعوث الروسي قد كشف في أعقاب زيارته لطرابلس وبنغازي الليبيتين عن اتصالات جرت بين مندوبين عن النظام الليبي بقيادة القذافي والمعارضة المسلحة في عدة عواصم أوروبية، منها فرنسا والنرويج وألمانيا. يشار إلى أن تصريحات المبعوث الروسي حول وساطة تونسية - روسية بين النظام الليبي والمعارضة المسلحة، تأتي قبل يوم فقط من وصول مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي إلى تونس في زيارة له هي الأولى منذ اندلاع الأزمة الليبية في السابع عشر من شباط (فبراير) الماضي. ويُنتظر أن يسعى مصطفى عبد الجليل خلال هذه الزيارة إلى إقناع السلطات التونسية بالاعتراف بالمجلس المذكور كممثل شرعي للشعب الليبي، علما بان تونس كانت قد مهدت لهذا الاعتراف المقترب بالإعلان عن فتح ممثلية تجارية لها في مدينة بنغازي.