إن ما حدث بنزل أفريكا ليس غريبا و لا مفاجئا، بل هو منتظر بسبب الإحتقان المتزايد و الفوضى العارمة الذين زادتهما سلبية الحكومة المؤقتة و عجزها عن إتخاذ مواقف حازمة و رادعة للتجاوزات من أي مصدر كانت . و قد لاحظ العديد من المتابعين للشأن السياسي التونسي وجود مؤشرات للتطاحن و الصراع من أهم أسبابها: سياسة المكيالين التي تعتمدها بعض الأطراف بما فيها الرسمية و الصحفية فهي تندد بكل تعرض لدعاة الإلحاد وتمتنع عن التعليق على إعتداءاتهم السافرة على الدين الإسلامي و مقدساته.. تأجيل موعد الإنتخابات لأسباب ظاهرها تقنية و باطنها ربح مزيد من الوقت لتوريط الإسلاميين و افتعال مشاكل معهم و استفزازهم ليقع المحظور و يظهروا بمظهر المعادي للحرية و الديمقراطية. نزع القناع عن هيئة بن عاشور ليبرز وجهها الحقيقي المسخر لخدمة أغراض حزبية و فرض قوانين لا شرعية و إفتعال مشاكل لتعكير الأجواء عوض الإكتفاء بالإعداد لإنتخابات نزيهة و شفافة. إثارة مشكل تمويل الأحزاب بشكل استفزازي و تجاهل تدفق الأموال الغربية على جمعيات و منظمات لا هدف لها غير خدمة المصالح الأمبريالية و الإستعمارية. فعندما يعمد البعض لعرض فيلم لمخرجة تتباهى بإلحادها و تسيء للمقدسات أليس ذلك إستفزازا لمشاعر المسلمين و فخا للإسلاميين؟ أما ما يدعو للإستغراب فعلا فهو موقف حكومة قايد السبسي التي تترك الحبل على الغارب متناسية أن الفصل الأول للدستور لم يتغير لحد الآن على الأقل و ينص على أن الإسلام هو دين البلاد و لا يحق لنكرات و مفسدين أن يسيؤوا له. و لقد لاحظنا أن وزير الثقافة قد استنكر ما قام به السلفيون و لم يدعو حتى لذر الرماد عن العيون إلى عدم إستفزاز المشاعر الدينية. و تلته جوقة "تنديدية" لم يجرأ أحد فيها لتوجيه اللوم للمفسدين. أما موقف وزارة الشؤون الدينية فهو مخجل و مخزي إن لم يكن متواطئا . فهذه الوزارة من المفروض أن تحرص على إحترام قدسية الأديان و لكنها في سبات عميق لم تحرك ساكنا ضد دعوات اللائكية المتكررة و لا ضد تصريحات المخرجة المقرفة في قناة حنبعل و لا ضد محاولة فرض المواقع الإباحية و لا ضد محاولة الإعتداء على هوية الشعب الذي لم يعد عربيا مسلما بفضل هيئة بن عاشور بل يتكلم العربية و بعض أفراده يعتنقون دينا إسمه الإسلام. و حتى لا أظلم الوزير الصحبي الميزوري فقد أصدر بيانا مرة ندد فيه بالصلاة في الشارع (تبارك الله) نحن ضد استعمال العنف ازاء المتآمرين على الدين و الهوية و لكننا نحمل المسؤولية كاملة للحكومة و وزير الشؤون الدينية فما دام بعض المتحمسين لدينهم يصدمهم حياد و تواطؤ الحكومة و عدم دعوتها لتهدئة الخواطر، و هو أضعف الأيمان، فسوف يلجؤون للدفاع على دينهم و مقدساتهم بأنفسهم و قد يزداد عددهم و يزداد عدد كتائب المناوئين و نسير معا للهاوية لا قدر الله مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=19460&t=حادثة "أفريكا" و مسؤولية الحكومة و وزارة الشؤون الدينية : محمد العكريمي&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"