دخل انتشار فيروس 1N1AH في تونس مرحلة الانتقال بين المجموعات أو مرحلة الانتشار الجماعي للمرض، بمعني أن حامل الفيروس الان ينقل العدوى بصفة تكاد تكون آلية بين عائلته والمحيطين به. وقد بلغ عدد الاصابات المؤكدة بالفيروس إلى غاية 15 نوفمبر الجاري حوالي 338 حالة وتوفي شخصان. وسجلت حوالي 60 بالمائة من الحالات الجديدة (201 حالة) في الاوساط المدرسية والجامعية لا سيما في المؤسسات التربوية التابعة للبعثة الفرنسية. وأكدت مصادر وزارة الصحة العمومية خلال الندوة الصحفية الملتئمة عشية أمس بحضور كل من محمد بن العايبة المدير العام للصحة ومنجي الحمروني مدير الرعاية الصحية الاساسية ونور الدين عاشور مدير عام المرصد الوطني للامراض الجديدة والمستجدة، أنه لوحظ تسارع في انتشار الفيروس ابتداء من الاسبوع الاخير لشهر أكتوبر حيث سجلت 35 حالة جديدة وتزايد العدد خلال الاسبوع الاول من شهر نوفمبر ليصل إلى 44 حالة جديدة ثم قفز عدد الحالات الجديدة ليبلغ حوالي 154 حالة خلال الاسبوع الثاني من شهر نوفمبر. وأكدت المصادر ذاتها أن 95 بالمائة من الحالات المسجلة كانت عادية وتلقى الجميع العلاج في منازلهم باستثناء حوالي 20 حالة فقط أقامت في المستشفيات. الوضع في المؤسسات التربوية وفيما يتعلق بالوضع الحالي في المؤسسات التربوية أشارت مصادر الوزارة أنه تم غلق مؤسستين بصفة ظرفية ولمدة أسبوع وهي على التوالي مدرسة paul verlain ابتداء من 10 نوفمبر ومعهد Gustave Flaubert بداية من 13 نوفمبر في حين تقرر مواصلة متابعة الوضع بالنسبة إلى معهد Pierre Mendés France. أما بخصوص المؤسسات التربوية والجامعية الوطنية فقد سجلت خلال الايام الاخيرة عدة إصابات مؤكدة بالفيروس بكل من المعهد الرياضي بالمنزه ومدرسة إعدادية بنابل ومدرستين ابتدائيتين بالعاصمة. وتؤكد مصادر وزارة الصحة أنه يتواصل حاليا متابعة تطور الوضع بالمؤسسات التي سجلت فيها حالات إصابة، وذلك لاتخاذ القرار والاجراءات الضرورية والتي تم الاعلان عنها في السابق والمتمثلة في غلق كل قسم تسجل فيه أكثر من 3 إصابات وغلق كل مدرسة تسجل فيها أصابات في أكثر من 3 أقسام. الانتشار في الجهات سجلت حالات الاصابة المؤكدة بالخصوص في إقليمتونس بحوالي 215 حالة وفي صفاقس حوالي 28 حالة ونابل 38 حالة إلى جانب بنزرت التي سجلت 14 حالة إصابة. وذكر مدير الرعاية الصحية الاساسية أنه بعد دخول الفيروس في مرحلة الانتقال بين المجموعات يتوقع أن يصل الفيروس إلى بقية الجهات داخل البلاد لا سيما أن عيد الاضحى على الابواب وستكون هناك حركة سفر كثيفة بين الجهات. وفيما يتعلق بحالتي الوفاة المسجلة(شاب من المهدية يبلغ 34 عاما وشاب من العاصمة يبلغ 36 عاما) ذكرت مصادر الوزارة أنهما كانا يشكوان من أمراض مزمنة (الكبد في الحالة الاولى والقلب في الحالة الثانية) وهو ما أدى إلى مضاعفات خطيرة نجمت عنها الوفاة. وقد بينت التحاليل سلامة عائلاتهم والمحيطين بهم. التلاقيح من جهة أخرى أشار المدير العام للصحة إلى انطلاق عملية تلقيح أعوان الصحة وأعوان الدولة يوم 9 نوفمبر الجاري فيما ينطلق تلقيح المصابين بأمراض مزمنة خلال الاسبوع الجاري كما تم ضبط روزنامة للغرض تتواصل بصفة تدريجية خلال موسم الشتاء.وقد تم إلى حد الان توريد 100 ألف وحدة من مجموع 700 ألف وحدة مبرمجة وستصل بقية الكمية على دفعات خلال الاسابيع القادمة. وأضاف مدير الرعاية الصحية الاساسية في هذا السياق أن التلاقيح بالنسبة للمصابين بالامراض المزمنة والحوامل والاطفال يتم الان بصفة مجانية وبوصفة طبية من الطبيب المباشر. وبعد فتح باب التلاقيح للعموم سيكون سعر الجرعة من التلقيح في حدود 10 دنانير. الاستراتيجية الوطنية للوقاية وتحدث المدير العام للصحة عن الاستراتيجية الوطنية للتصدي لانفلونزا الخنازير مشيرا إلى أنه نظرا لتزايد عدد الحالات خلال الفترة الاخيرة والتسارع المحتمل لانتشار الفيروس مع موسم الشتاء، ستركز الاستراتيجية خلال الفترة القادمة على التقليص من انتشار الفيروس واحتواء انعكاساته الصحية وذلك من خلال اعتبار كل شخص تظهر عليه علامات النزلة حالة أصابة مشبوهة والتكفل بها عبر التركيز في رفع العينات على حالات معينة ثم تقديم المعالجة بالادوية المضادة للفيروس لكل شخص تظهر عليه أعراض النزلة من بين الفئات ذوى الاختطار. هذا إلى جانب تفعيل تدابير العزلة خاصة بغلق المؤسسات التربوية والجامعية في حال بروز إصابات جماعية. ويبقي الاهم الذي سيتم التركيز عليه خلال الفترة المقبلة هو تكثيف عمليات التحسيس الموجهة لمختلف الفئات ودعوتهم لانتهاج أساليب تجنبهم العدوى على غرار الالتزام بقواعد حفظ الصحة كغسل اليدين مرات عديدة في اليوم وتجنب الاحتكاك بالاشخاص المصابين إلى جانب مراجعة الطبيب في حال بروز أعراض النزلة، مع دعوة المصابين بالامراض المزمنة والحوامل لمراجعة أطبائهم المباشرين للقيام بالتلاقيح... يذكر أن تلقيح المرأة الحامل يكون خلال فترة 6 أشهر و9 أشهر من الحمل.