لندن - بعدما عصفت بالشركات العملاقة وتسببت في خسائر مادية هائلة، تنذر الأزمة المالية العالمية بإغلاق كل المدارس الإسلامية البريطانية تقريبا. محمد مخدم، رئيس رابطة المدارس الإسلامية في بريطانيا، قال لهيئة الإذاعة البريطانية الجمعة 20-11-2009: "تسببت الأزمة المالية في وضع المدارس الإسلامية تحت ضغوط هائلة حتى أنها تمر يوميا بصعوبات كبيرة". وأضاف: "باتت إمكانية إغلاق هذه المدارس، وخاصة الصغيرة، تلوح في الأفق؛ حيث تقف حائرة الآن حول كيفية تغطية نفقاتها". ويفكر أولياء أمور الطلاب المسلمين أن يرسلوا أبناءهم إلى دول مثل باكستان لإتمام تعليمهم حال إغلاق المدارس الإسلامية. ويقول حجت رمزي، مدير مدرسة "اقرأ" للفتيات، وهي إحدى المدارس الإسلامية الخاصة المهددة بالإغلاق: "سيكون الأمر مزريا للغاية لأن الطلاب المسلمين لن يحصلوا في باكستان على نفس جودة التعليم في المدارس البريطانية الأخرى". وتقول زينب رحمن، طالبة بمدرسة "اقرأ": "أحببت أن أتعلم عن ديني هنا وأن أتحدث عنه صراحة، ولا أريد أن أذهب لمكان آخر إذا أُغلقت المدرسة"، وأعربت عن تخوفها أن يرسلها أبواها إلى باكستان لتدرس وتعيش مع أقاربها هناك. وكانت أقرب صديقاتها في هذه المدرسة قد تم إرسالها إلى باكستان الشهر الماضي بسبب انخفاض رسوم الدراسة بها ولأن أولياء أمورها لم يستطيعوا دفع رسوم الدراسة في بريطانيا. وتقول رحمن: "لم يتم تخييرها حتى بالذهاب إلى الخارج، وقد انقطعت الصلات بيننا منذ ذلك الحين". خيار غير مجدٍ من جانبه، قال المتحدث باسم إدارة شئون الأطفال والمدارس والعائلات في وزارة التعليم البريطانية إن المدارس الإسلامية المتعثرة يمكن أن تُضم إلى منظومة التعليم العام في البلاد، لكن مسئولي تلك المدارس قالوا إن ذلك الخيار غير مجدٍ لأن ذلك من شأنه تعزيز سيطرة الحكومة البريطانية على المناهج الدراسية التي تقدمها تلك المدارس. وتعتمد معظم المدارس الإسلامية في بريطانيا على التبرعات والرسوم التي يدفعها أولياء أمور الطلاب لتغطية نفقاتها. وتحتاج تلك المدارس إلى حوالي 2000 جنيه إسترليني للطالب الواحد سنويا، لكن الأزمة المالية العالمية قلصت التبرعات بشكل كبير كما أن أولياء الأمور أصبحوا غير قادرين على دفع رسوم المدارس، وبذلك أصبحت مهددة بالإغلاق. وهناك حوالي 130 ألف مدرسة إسلامية في بريطانيا، منها 119 مدرسة خاصة و11 مدرسة حكومية، يدرس فيها حوالي 400 ألف طالب مسلم. ويصل عدد المسلمين في بريطانيا إلى حوالي 2.5 مليون مسلم طبقا لآخر إحصاءات رسمية، من إجمالي عدد السكان الذي يزيد على 60 مليون نسمة.