حكومة قائد السبسي خسرت 10 نقاط من نسبة الرضاء منذ أفريل يقيم أكثر من نصف التونسيين الوضعية الحالية في البلاد بأنها غامضة وغير مفهومة. وتونسي على عشرة يعتبرها وضعية مريبة وغير مريحة. هذا ما كشفته نتائج سبر آراء حول التونسي والحياة السياسية أنجزته مؤخرا وكالة تونس افريقيا للأنباء بالتعاون مع معهد "إستيس" لسبر الآراء وتحليل المعطيات في الفترة المتراوحة بين15 و28 أوت الفارط وكان أمس محور لقاء إعلامي لتقديم أهم نتائجه.
وقد يعتبر البعض نتائج هذا البحث الذي شمل عينة من2717 شخصا متشائما إلى أبعد الحدود لكن يؤكد القائمون على انجازه أنهم سعوا ليكون سبر آراء ممثلا ليعكس واقع حال التونسي اليوم.
كشفت نتائج سبر الآراء أيضا أن11 بالمائة من المشاركين في الاستبيان يعتبرون أنه لم يتغير شيئ. وأن 20 بالمائة يقيمون المسار الحالي للبلاد بأنه سائر نحو التعكر أكثر فأكثر.نجد أيضا أكثر من نصف المشاركين في الاستبيان غير راضين على الوضعية الأمنية وأكثر من 61 بالمائةغير راضين على الوضعية الإقتصادية.
آداء الحكومة
وفي تقييم آداء الحكومة عبر48 بالمائة عن عدم رضاهم عن الحكومة الحالية وفي مقارنة مع نتائج سبر الآراء المنجز في شهر أفريل الفارط تبين أن حكومة الباجي قائد السبسي خسرت عشر نقاط كاملة من نسبة الرضاء عن آدائها. وحمل68 بالمائة من المشاركين في الاستبيان الحكومة المؤقتة مسؤولية تواصل التوتر الإجتماعي. زاد كذلك الاستياء من آداء الأحزاب فبعد أن كانت نسبة عدم الرضاء عن الأحزاب والجماعات السياسية في حدود 64 بالمائة خلال شهر أفريل الفارط ،ناهزت ال70 بالمائة خلال شهر أوت الماضى. وفي ابداء الرأي حول آراء المحليين بشأن المخاطر المستقبلية التي تشوب التجربة التونسية أبدى نصف المشاركين في الاستبيان مخاوف من عودة الانفلات الأمنى ومن تعطل الحركة الأقتصادية والدخول في أزمة اقتصادية. أبدى أيضا حوالي43 بالمائة من العينة مخاوف من عدم التوجه إلى تنمية حقيقية و18 بالمائة مازالوا متخوفين من عودة نظام دكتاتوري.
بينت نتائج الإستبيان أيضا أن التونسي ليس راض عن آداء الإعلام بنسبة حوالي 47 بالمائة والملاحظ أن هذه النسبة في نسق تصاعدي سيما وأنها كانت في حدود 42 بالمائة خلال شهر أفريل الفارط. تراجع أيضا أهتمام التونسي بالأخبار فبعد أن تجاوزت نسبة المتابعة91 بالمائة خلال أفريل الماضي تراجعت حاليا إلى حدود71 بالمائة ولعل السبب في ذلك حالة الإحباط التي يبدو عليها المواطن من آداء الحكومة ومن آداء الطبقة السياسية برمتها. ولا يتابع البرامج الحوارية الخاصة بالأحزاب سوى46 بالمائة من العينة و34 منهم يعتبرون هذه البرامج سيئة.
معرفة الأحزاب السياسية
كشف الاستبيان كذلك أن معرفة التونسي للأحزاب لا زالت محدودة فقد عبر حوالي 19 بالمائة من العينة أنهم لا يعرفون أي حزب في حين نجد 22 بالمائة يعرفون حزبا فقط.وأكثر من نصف العينة لا تحبذ أي حزب. وفي ترتيب الأحزاب المعروفة لدى التونسي احتلت النهضة المرتبة الأولى بأكثر من70 بالمائة يليها حزب العمال الشيوعي بنسبة24 بالمائة.ثم الديمقراطي التقدمي (22 بالمائة) والتكتل(20 بالمائة) والوطن ثم التجديد (10 بالمائة لكل منهما)... وفيما يتعلق بالأحزاب المحبذة جاءت النهضة في المرتبة الأولى بنسبة ناهزت 23 بالمائة يليها مباشرة الديمقراطي التقدمي بحوالي8 بالمائة ثم التكتل(5 بالمائة) وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين (حوالي 3 بالمائة) ثم حزب العمال الشيوعي التونسي (حوالي 2 بالمائة)... في المقابل يعتبر43 بالمائة من المشاركين في الاستبيان أن الأحزاب الموجودة حاليا لا تمثلهم ولا تعبر عن رأيهم.
المشاركة في الانتخابات
كشف الإستبيان أيضا أن60 بالمائة من العينة معرفتها ضعيفة بمفهوم المجلس التأسيسي و20 بالمائة معرفتها متوسطة. وأكد 72 بالمائة أنهم سيقومون بواجبهم الانتخابي يوم 23 أكتوبر المقبل عبر منهم 34 بالمائة فقط بأنهم اختاروا لمن سيصوتون ونصف الذين حسموا قرار تصويتهم أكدوا أنه ليس اختيارا نهائيا.