جسد شيخ في الثمانين ممدّد على سرير... يداه مكبلتان بأصفاد حديدية، هو السجين عبد المالك السبوعي المتهم بمحاولة سرقة واقتحام منزل، متواجد منذ ثلاثة أيام بقسم الاستعجالي بمستشفى شارل نيكول. لم يعامل كانسان بل كعبد في هذا المستشفى، وصورته في هذه الحالة التي هي عليها قد تفوق فظاعة صور المجاعة في الصومال ولكن لسنا في الصومال بل في تونس واحتراما منا للحقيقة اتصلنا بجميع الأطراف سواء من وزارة العدل أو بالمنظمة الحقوقية حرية وانصاف التي تابعت هذه القضية منذ البداية، وقد أثار هذا السجين غضب الشارع التونسي لوحشية الموقف الذي هو عليه. المحامية ايمان الطريفي (رئيسة منظمة حريّة وانصاف): «سأعيد كرامة هذا السجين» كانت على عين المكان في قسم الاستعجالي بشارل نيكول والتقينا بها فسألناها عن ردّة فعل المنظمة الانسانية الى ترأسها فتقول «لقد ذهلت وصدمت لمشهد هذا الشيخ وحتى ولو سجين يجب أن يعامل كإنسان وجدناه في حالة صحية خطيرة جدا ملقى في السرير دون أي رعاية صحية والذباب منتشر في جسده المخرب بالجروح وخاصة يداه اللتّان كانتا مكبلتان بالأصفاد ولم أفهم الى غاية هذه اللحظة لماذا؟ فهو لن يستطيع حتى التحرك فهل سيقدر على الهروب، فعلا عيب وضد الانسانية ما وقع لهذا السجين. وأحمل المسؤولية لادارة مستشفى شارل نيكول ورئيس قسم الاستعجالي بهذا المستشفى وإدارة السجون لأنها لم تعط ملفه الصحي الكامل للمستشفى، والطبيب المشرف عليه لأنه ترك الأصفاد بيديه تحت تعلة أنه العبد المأمور ولن تمر هذه الحادثة مرور الكرام لأني سأواصل البحث في هذه القضية. ردّ وزارة العدل عن طريق الناطق الرسمي كاظم زين العابدين تم توقيف السجين عبد المالك السبوعي من أجل محاولة سرقة وفي السجن ساءت حالته كثيرا ونقلناه الى مستشفى الرابطة، ولكن دون جدوى ثم الى مستشفى الرازي وأخيرا بمستشفى شارل نيكول وحتى جلسات محاكمته لم يحضرها، إذا فقد قمنا بواجبنا على أكمل وجه واعتنينا به وأي تقصير من المستشفى يُلزمها هي فقط، أما بالنسبة لموضوع الأصفاد فهي أمور أمنية فقط.