طرابلس- وشمالي بني وليد- (رويترز): واجهت قوات حكام ليبيا الجدد مقاومة "شرسة" دارت من شارع إلى شارع خلال هجوم على واحد من آخر معاقل الموالين للزعيم السابق معمر القذافي لكنها واصلت تقدمها صوب سرت مسقط رأسه. وقال المجلس الوطني الانتقالي الاحد إن مقاتليه يواجهون مقاومة شرسة من نحو الف مقاتل موالين للقذافي في بلدة بني وليد التي تقع على بعد 150 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من طرابلس وقالوا انهم يزحفون ايضا نحو سرت. ويزيد عدد المقاتلين الموالين للقذافي كثيرا عن تقدير سابق لهم تراوح بين مئة و150 فقط. وتحدث سكان فارون من بني وليد عن معارك عنيفة تجري في شوارع البلدة بينما كانت طائرات حلف شمال الاطلسي تحلق في سمائها. وقال جليل الجلال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي لرويترز الاحد "كانت هناك مقاومة شرسة من جانبهم (الموالين للقذافي) في بني وليد. لا أعرف الوقت الذي ستستغرقه (السيطرة على البلدة)". واعلنت النيجر الواقعة جنوبي ليبيا أن الساعدي نجل القذافي ظهر هناك بعد عبور الحدود الصحراوية النائية. وأعلن المجلس الوطني الانتقالي الذي يحاول بسط سيطرته على البلاد بأكملها بعد ثلاثة اسابيع من اقتحام مقاتليه العاصمة طرابلس انه يعتزم الكشف عن حكومة جديدة للبلاد ذات قاعدة أوسع خلال ما بين سبعة وعشرة ايام. وقال ايضا انه بدأ في انتاج النفط شريان الحياة الاقتصادية لليبيا بعد توقفه بشكل شبه كامل خلال ستة اشهر من الحرب الاهلية. لكن شهودا قالوا إن قوات القذافي هاجمت اليوم البوابة الأمامية لمصفاة نفطية على بعد 20 كيلومترا من بلدة راس لانوف الساحلية مما أسفر عن مقتل 15 حارسا وإصابة اثنين. والمصفاة التي يطلق عليها (شركة راس لانوف لتصنيع النفط والغاز) لم تكن تعمل بالكامل. وفي طرابلس كشف مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي عن اعتقالهم رئيس المخابرات الخارجية للقذافي. واعلن المجلس انه لن يعلن أن ليبيا "محررة" الا بعد السيطرة على البلدات التي مازالت في قبضة الموالين للقذافي. وكان المجلس قد اعطى البلدات التي تعد معاقل للقذافي مهلة نهائية للاستسلام انتهت يوم السبت ويقاتل مقاتلوه منذ يوم الجمعة داخل بلدة بني وليد. وذكر المجلس انه يواجه مقاومة أعنف مما كان متوقعا في بني وليد لكن مقاتليه يتقدمون صوب سرت على الساحل الذي يربط بين شرق وغرب البلاد. وقالت قوات المجلس الوطني ان خط المواجهة يبعد 90 كيلومترا شرقي سرت . ويطلق المقاتلون نيران الدبابات ومدافع الهاوتزر وسط دوي اطلاق نيران مدافع رشاشة ثقيلة وهدير طائرات حلف شمال الاطلسي في الاعلى. وقال المقاتل صلاح الشيري "وقعت اشتباكات هذا الصباح واطلقت قوات القذافي صواريخ جراد ولكننا تمكنا من التقدم قليلا وسندخل سرت قريبا جدا". وارسلت الحكومة المؤقتة ألوية اضافية الى بني وليد ولكن بعض المقاتلين على الارض قالوا إن هذه الخطوة لم تؤد الا إلى تفاقم الحساسيات القبلية الموجودة. وقال المقاتل عصام حربش "السكان المحليين لا يستمعون لقادة المجلس الوطني الانتقالي . انهم يفعلون ما يريدون انهم يريدون أن ينظر اليهم على انهم محررو المدينة". وفرت بعض الاسر المحاصرة في بني وليد منذ اسابيع من البلدة اليوم الاثنين بعد ان تخلت قوات القذافي عن بعض نقاط التفتيش على مشارف المدينة. وخرجت من المنطقة عشرات السيارات المحملة بالمدنيين. وقال رجل يقود سيارة خارجة من بني وليد بها الكثير من النساء والاطفال إن قوات القذافي تقصف المناطق المدنية لمنع مقاتلي المجلس الوطني من التقدم. وقال حكام ليبيا الجدد أمس الاحد ان مقاتليهم اوقفوا هجوما على بني وليد بعد ان اقتحموا البلدة ووجدوا مدنيين عرضة للخطر. وقال علي حسين وهو من السكان "رحلنا لان الصواريخ تسقط قرب منازل المدنيين". وصرح محمد الفاسي وهو من قادة المجلس الوطني الانتقالي بأن القوات التي أرسلت من مناطق مختلفة من ليبيا لتعزيز الهجوم على القوات الموالية للقذافي جعلت التقدم أكثر صعوبة في واقع الامر. وقال "حين دخلنا بني وليد قوات القذافي بدأت تطلق الصواريخ على المناطق السكنية مستهدفة مقاتلينا" وأضاف ان البعض تقدم في البلدة دون أوامر مما ساهم في عدم احراز تقدم على الجبهة. وقال ايضا المقاتلون الذين يحاولون السيطرة على البلدة انهم يشكون في ان المقاتلين المحليين من قبيلة ورفلة ينقلون معلومات الى القوات الموالية للقذافي داخل بني وليد. وقال محمد الجهدي وهو مقاتل من من مدينة الخمس الساحلية "نعتقد انه يوجد بيننا خونة". وقال احمد باني المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي ان خطط القتال في بني وليد تأجلت في الوقت الحالي. وصرح للصحفيين بأن قوات المجلس تبينت أن قوات القذافي تستخدم المدنيين كدروع بشرية وقال ان القوات اقتحمت البلدة لتؤكد قدرتها على ذلك لكنها رأت بنفسها صواريخ جراد فوق الابنية السكنية ورأت استخدام المدنيين كدروع. وقال ان هناك منازل تسكنها عائلات بينما يقف المقاتلون الموالون للقذافي امام هذه المنازل بينما نصبوا صواريخ فوق المنازل ولا يمكن قصف هذه المنازل لأن بداخلها مدنيين. وقال ان حلف شمال الاطلسي ايضا لا يستطيع التحرك في هذا الظرف وان البديل هو حصار البلدة وانتظار الحل من سكان البلدة انفسهم. واعلن وزير العدل في النيجر انه تم اعتراض الساعدي نجل القذافي في قافلة بعد عبوره الحدود متجها الى واحة اجاديز. ومازال ثلاثة ابناء للقذافي هاربين وهم المعتصم وخميس وكلاهما يقود وحدات عسكرية خاصة وسيف الاسلام المطلوب مثل والده في المحكمة الدولية في لاهاي لارتكاب جرائم حرب. وافادت انباء بمقتل احد ابنائه وهو سيف العرب. وسئل وزير العدل في النيجر عن وضع الساعدي القذافي في البلاد فقال فقط ان النيجر ستفي بالتزاماتها الانسانية. وتضغط واشنطن ودول اخرى على دول الجوار كي لا تأوي القذافي او مسؤولين مطلوبين لارتكاب جرائم. ويواجه المجلس الوطني الانتقالي المهمة الصعبة المتعلقة بكسب تأييد كل الليبيين ومن بينهم مقاتلون من بلدات ومدن في الغرب والذين تحملوا العبء الاكبر للقتال في التقدم السريع في طرابلس. ويتعين ايضا على الحكومة الانتقالية الوفاء بوعود لاعادة بدء اقتصاد جمدته العقوبات الدولية وتوقف انتاج النفط ونزوح العمال الاجانب. وفي طرابلس شاهد مراسلون لرويترز بوزيد دوردة رئيس الوزراء السابق في ليبيا والذي كان يدير مخابرات القذافي وقد احتجزته مجموعة من 20 مقاتلا تحت الحراسة في منزل في حي زناتة في العاصمة. وقال مقاتل من معارضي القذافي ان دوردة سيسلم إلى المجلس الانتقالي. وجلس دوردة بهدوء داخل المنزل غير مقيد لكن جنديا مسلحا كان يقف بجواره. ورفض دوردة اجراء مقابلة لكنه رد على واحد من المقاتلين اتهمه بأنه قاتل بقوله "اثبت ذلك". وقال انه برئ حتى تثبت ادانته وانه يريد أن يحول إلى المدعي العام. وقال بغضب واضح ان على الجميع أن يتذكروا انه كان نظاما قائما. وقالت الاممالمتحدة انها تشعر بقلق على مصير المدنيين المحاصرين داخل معاقل مؤيدي القذافي المحاصرة. وقالت فاليري اموس كبيرة المسؤولين عن المساعدات الانسانية بالاممالمتحدة ان "اكبر ما يقلقنا الان هو سرت حيث نتلقى تقارير من عدم وجود ماء ولا كهرباء". واضافت إن الاممالمتحدة تشعر ايضا بقلق بشأن مصير المهاجرين الافارقة من الدول الواقعة جنوب الصحراء والذين يواجهون هجمات انتقامية للاشتباه بانهم مرتزقة حتى على الرغم من ان معظمهم عمال عاديون.