انتقد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا سليمان عبد القادر بغطوس أداء المكتب التنفيذي برئاسة محمود جبريل في الداخل, وسلط الضوء على مواقف الجماعة من مختلف الملفات في الساحتين الداخلية والخارجية. وقال بغطوس في حوار خاص بالجزيرة نت إن جبريل لم يتناول قضية المصالحة الوطنية ضمن مشروع، كما أنه لم يتعامل مع قضية انتشار السلاح واحتياجات الثوار "بمسؤولية". وتعليقا على تصريحات القيادي الإسلامي وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي الصلابي -التي هاجم فيها مسؤولين بالمجلس الوطني الانتقالي وطالب منهم الرحيل- قال عبد القادر إن الصلابي يمثل نفسه ولا يتحدث باسم الجماعة. ولدى سؤاله عن تأييده لمشروع سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي الخاص بالإصلاح –الذي ربما كان ينظر إليه وسيلة للتوريث- قال عبد القادر إنه أيد المشروع ولم يؤيد سيف الإسلام لشخصه. وأضاف "لا يمكن التعامل بمواقف مبدئية مع مشروع شعاره الإصلاح، بل لا بد لمن يمارس العمل السياسي إذا أراد أن يكشف مصداقية ما يطرح، أن يحارب بالشعارات الوطنية ويطالب بالاستحقاقات العملية لهذه الشعارات". " القضاء المستقل هو من سيتولى ملف تجاوزات الثوار، وهو من سيكون له كلمة الفصل " المشهد السياسي وفي ما يتعلق بالمشهد السياسي في المستقبل، أكد المراقب العام للإخوان أن الجماعة منفتحة على أي طرف "ما دام هدفه تحقيق المصلحة الوطنية، واحترام إرادة هذا الشعب.. وبالطبع لن نتخلى عن النضال السياسي، بل سنواصله ضمن حدود العمل السياسي السلمي". وتعليقا على الحكومة الانتقالية –وليس الحكومة المؤقتة القريبة- التي سيتم تشكيلها بعد إعلان التحرير الكامل للبلاد، أكد عبد القادر على ضرورة اعتمادها على الكفاءة الحقيقية وليس على المحاصّة الجهوية أو القبلية، مشددا على استبعاد من وصفهم بأزلام النظام السابق. وعن التجاوزات التي يتهم الثوار بارتكابها، يرى عبد القادر أن القضاء المستقل هو من سيتولى مثل هذه الملفات، وهو من سيكون له كلمة الفصل. النموذج التركي أما عن نظام الحكم ومدى الاسترشاد بالنموذج التركي، استبعد ما وصفه بفكرة التجارب المستوردة، وقال إن لكل بلد خصوصياته، مشيرا إلى وجوب قيام الدولة على أسس العدل والحرية والمساواة واحترام كرامة الإنسان. وردا على سؤال بشأن عودته المتأخرة إلى بنغازي ومدى تقبل الشعب له، قال إن الكثير من الإخوان في الخارج رجعوا وساهموا في كثير من أعمال الثورة. يشار إلى أن المراقب العام للإخوان بليبيا غادر إلى سويسرا عام 1995 هربا من ملاحقة القذافي، ولكنه عاد إلى بنغازي مطلع مايو/أيار الماضي بعد تحريرها من قبضة العقيد الليبي. وتعليقا على مساعدة حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومواقف الإخوان من القضايا العربية، قال إن الحلف لم يصنع الثورة الليبية بل جاء لحماية المدنيين. وأضاف "ونحن أبناء هذه الثورة التي قامت من أجل تحرير إرادة الشعب وتحقيق العدل والمساواة، وبالتالي سنكون أوفياء لهذه المبادئ في تناولنا لكل قضية من قضايا شعوب العالم".