نحن شريحة من المجتمع التونسي، خيّرنا الاصداع والتصريح بقضيتنا لإخراجها للعلن، بدل حشوها في مربّعات الصمت المؤجل، وتجميدها ضمن الفعل السياسي الداكن، حيث أننا مجموعة من التلاميذ والطلبة والموظفين والعمال الموزعين في العديد من مدن الجمهورية التونسية، كنا قد تعرّضنا لمظلمة من الوزن الثقيل انطلقت منذ التسعينات واستمرت إلى حدود سقوط الطاغية على اثر ثورة الكرامة، تمثلت في قطع كل الطرق أمام مواصلة تعليمنا أو ممارسة وظائفنا، أو إنجاز أعمالنا على إثر تعرضنا للسجن والاعتقال، أو الملاحقات الأمنية، أو المراقبة الإدارية، أو التشريد والفرار من البلاد، نتيجة قضايا سياسية وآراء فكرية وتعبيرات نقدية، صنفت في خانة المحظور في عهد النظام الجائر البائد، أفضت إلى مأساة متعددة الجوانب والمظاهر، وقودها التلميذ الذي لم يستطع إنهاء تعليمه والطالب الذي تعذر عليه إتمام رسالته والموظف الذي حرم من حقه في التدرّج والترقي، والعامل الذي سدّت أمامه الأبواب، إلى جانب معاناة عائلاتنا وكل أنواع الأذى والمضايقات التي لحقتهم، وبذلك نكون قد دفعنا ضريبة باهظة من أجل الحرية والكرامة، مهدت الطريق لانبلاج ثورة العزة والانعتاق ثورة 14جانفي. من هنا فإننا نتوجه من موقعنا وباسمنا جميعا إلى الرأي العام الوطني والدولي، من أجل الالتفاف حول قضيتنا هذه. قصد استرداد حقنا في التعويض المعنوي والمادي، حسب ما يكفله القانون، من أجل جبر الأضرار التي لحقت بنا وبعائلاتنا، ومحاولات إطفاء سنوات الجمر.
للإمضاء على العريضة يرجى الاتصال على العنوان التالي :