دعوني لحظة، سأعود إلى هذا التّصريح بعد أن أضع لكم المدخل التّالي:
"العلامنة " في تونس، مضيعة العصر وتركة السّقوط و الخسران و مهزلة الفكر المعاصر في بلادنا، الفارّون إلى نداء تونس. كغيرهم من العالمانيين والمحاربين للدين، علموا أنّ لا مفرّ من خطاب الإيمان للنّاس وأيقنوا من أنّ مواجهة الدّين علانية لا فائدة منها إذ المواجهة تكون ورقة خاسرة مائة في المائة أمام شعب مؤمن، وهم هنا على رأي / توماس جيفرسون / ثالث رئيس للولايات المتّحدة الأمريكية إذ يقول:
// إن الإكراه في مسائل الدّين أو السّلوك الاجتماعي هو خطيئة واستبداد، وإن الحقيقة تسود إذا ما سُمح للنّاس بالاحتفاظ بآرائهم وحرّية تصرّفاتهم //
أو إن شئتم قبل ذلك بكثير إذا ما علمنا أن المحافل الماسونية الخربة انتبهتْ إلى قضية الإكراه العقدي فعالجته حيث وضعت بُندا أساسيا في دستورها في بداية القرن الثامن عشر يقول:
// لا يمكن أن يكون الماسوني ملحداً أحمقاً //
لذلك فالعالمانيون في تونس ليسوا بحمقى فهم منذ زمن ليس بالقريب بصدد صياغة مفصّلة لدين وإسلام بمقاييس مضبوطة حسب خططهم وأحلام أنفسهم المريضة..
ولكي يتمّ لهم ذلك فهم لهم رموزهم الدّينية ومفكّريهم ومنظّريهم ، ومن أولائك العلماء العباقرة الّذين يقدّمونهم لنا المسمّى:
الدّكتور محمّد الطّالبي وهو عجوز في أرذل العمر، عميد قديم لجامعة تونس، اتّخذوه ركزة من ركائز إسلامهم هم...
فقد تردّد عنه استهزاءه بالصّحابة وأمّهات المسلمين مثله مثل يوسف الصدّيق وأيضا العائق لدار العلم الّتي تربّى فيها /عياض بن عاشور/ وغيرهم.
والطّالبي هذا ينسبون له المقولة الّتي بدأت بها مقالتي هذه أريد أن أطرحها عليكم وهي تدور على صفحات الفيسبوك وتلوكها ألْسِنة الذّيول التّبع و الحثالات والقطعان التّابعة لمثل هؤلاء العلماء، علماء " الهانة و الغلبة " حيث يقول سي الطالبي:
// أنا لا أخاف اللّه بل أحبّه ولا يخاف الله إلاّ إلّي يعمل الشرّ //
فقلت وبناءً عليه:
لابدّ إذن، أن نعْمد إلى الآيات الكريمة الّتي تأمر المؤمن بالخوف من الله وهي كثيرة في القرآن الكريم علينا أن نمْسحها ونلغيها من بين دفّتيْ المصحف ونتعلّم ونعلّم شعبنا إيمانا جديدا وإليكم بعضها إذ يقول تعالى:
{الذين إذا ذُكرَ الله وَجلَتْ قلُوبُهم } (الحج:35).
وباختصار هي آيات كثيرة تحرّض المؤمن على الخوف والوجل والرّهبة الدّائمة من الله حتّى أصبحت في تونس كلمة ( هذا راجل يخاف ربّي ) متداولة بين النّاس وعنوان إستقامة وكمال إيمان و " بلاكة " مرور للتّعامل مع شخص ما..
إذن علينا مسح كلّ ذلك من القرآن وما جاء على منواله من أحاديث في السنّة..!
أقول لهؤلاء:
" أيّا تحبّوش نعملو قرآن آخر ونطيّشوا علينا من هذا ... ماكانش شوفولنا سي محمّد الطالبي متاعكم يكتبلنا قرآن باهي على مزاجو هو"
هؤلاء لا شكّ أصحاب فكر ضال إمّا أن يهديهم الله وليس ذلك على الله بعزيز أو فليزدهم ضلالا على ضلالهم ثمّ يأخذهم أخذ عزيز مقتدر. ..
على أهل الغيرة أن لا يدّخروا جهدا من تحذير شعبنا منهم ...