انتهى الفصل الأول من مسلسل ملف مرض رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة بعدما شاهد الملايون من الجزائريين صورة التُقطت لرئيس غاب عن أنظارهم مدة 47 يوما- بسب جلطة دماغية- وهويستقبل رأس السلطة التنفيذية الوزير الأول سلال و رئيس الأركان الفريق قايد في مضافة خارج حدود الوطن. وبقدرما وضعت صورة الاجتماع الباريسي حدا للشائعات التي روجت لوفاة الرئيس، إلا أنها لم تعطي التطمينات الكافية لمسار الأحداث الذي تتجه إليه الجزائر فيما أصبح يُعرف بمرحلة ما بعد بوتفليقة. فالصورة التي بثها التلفزيون الجزائري أظهرت رئيسا مُقعدا تمكن المرض من بعض وظائفه الحركية، صورة تبعث على الشفقة والعرفان لرجل قدم ما عليه لبلده، قبل وبعد استرجاع السيادة الوطنية، رجل تقدم به العمرويحتاج لتسليم الراية لمن يختاره الشعب رئيسا للبلاد. وإذا كان هذا هوالمأمول من رئيس اعترف ذات يوم بأن جيله قد أعطى كل ما يملك، وأنه آن الأوان لتحقيق التواصل بين الأجيال في معركة البناء، فإن بطانة الرئيس من أصحاب المال و السلطان ما فتئوا يعملون ليل نهار، و منذ دخول الرئيس المستشفى العسكري الفرنسي، على تعطيل أية مبادرة للانتقال السلمي و السلس للسلطة، وبالتالي تعطيل كل المؤسسات الدستورية المخولة بتطبيق القانون في مثل الظروف التي تمر بها الجزائر، في مقابل أطراف أخرى في السلطة تعمل على شيطنة كل من له صلة من قريب أو من بعيد ببوتفليقة، في ظل صراع محموم- خفي تارة و معلن تارة أخرى- يغيب فيه صوت العقل و تغليب المصلحة العليا للوطن. هذا الوضع الخطير الذي يرهن اليوم مستقبل الجزائرلإرادات متعارضة ويجعلها مختطفة من مراكز نفوذ، يقف حجر عثرة أمام تجسيد مطلب التغييرالحقيقي الذي تطالب به شرائح كبيرة من المجتمع. فبين رئيس مريض طال مرضه، وبين خليفة يتشاكس حوله الفرقاء في أعلى هرم السلطة، يبقى مستقبل الجزائر مفتوحا على كل الاحتمالات. فسواء أقيمت انتخابات رئاسية مسبقة أو في وقتها في شهر أبريل /نيسان من السنة القادمة، فكل المؤشرات تؤكد نية أصحاب الحل والعقد في الجزائر على الاستمرار في سياسة استبعاد الشعب عن حقه في اختيار حكامه. فمعسكر بوتفليقة يعمل على تمكين سلال أو رجل آخر من محيط الرئيس ليستمر نمط من الحكم بدأ في سنة 1999 ونُهبت به المليارات من أموال الشعب.شعب يريده خصوم الرئيس مجرد قطيع تسوقه أبواق الإعلام وأدوات شراء الذمم لتزكية و مساندة من يرنوه جديرا بإتباع توجيهاتهم و تعليماتهم. عبد الحميد فطوش