إن ما تشهده الساحة العربية و الاسلامية اليوم شعوبا و أحزابا و حكاما، يشير إلى أن المعركة اليوم معركة حول "احتكار الاسلام". لقد أحدث الربيع العربية زلزالا فكريا، إذ أعاد روح الإرادة المُشبعة بإمكانية التحقق و التغييرإلى الشعوب. و أعادنا إلى روح الإسلام التغييرية التي يمكن أن تحقق من خلالها الاستقلالية و القوة. فهو زلزال فكري قبل أن يكون سياسيا. و لكن حجب عنا السياسيون ذلك قصدا أو تآمرا. و ربما صحب هذا التحول التاريخي المهم بعض التشوهات ولادة أو صناعة!، و لكن كخلاصة صعد الإسلام ليكون أملا للشعوب في التحرر من الاستبداد و الظلم و قاطرة إلى الحرية و الكرامة و العدل و الحقوق. لذلك انتقلت المعركة اليوم إلى معركة لتحديد مسارات تأثير الإسلام في الحياة العامة. سيقول البعض هذا ما كنت أحذر منه! فالسلامة في ترك صناعة التاريخ لأولي الأمر و ما عليك إلا الإنكفاء في "زوايا الدعوة". و سيقول الآخر سلامة الدين في فصل الدين و يكفيك ما يكفي العابد المتزهد في معبده!.. و سيقول آخرون ..و لكن جميعهم ينخرطون في معركة تحديد مسارات الإسلام عن حسن نية أو عكسها!. و في لقاء سريع مع الدكتور نورالدين الخادمي بعد أن "تحرّر" من عبء المشاركة في السلطة، سألناه عن تجربة الفقيه و الأصولي في الحكم .. قال بلسان مبين: أقولها بصدق لم أدرك كنه العديد من الآيات القرآنية إلا بعد أن خضت هذه التجربة. و الخشية اليوم بأن يتطور و تحدث ثورة في فقه السياسة الشرعية و يتعرّى بعض "الأوصياء" على الإسلام لينكشف المستور.. و نسأله الستر و العافية في الدنيا و الآخرة.. فالمعركة ليست معركة فصيل أو فرقة أو جماعة أو قطر بل أكبر من ذلك بكثير.. و الدعوة إلى الإرتقاء بالإسلام و الصعود به انتاجا و تجديدا إلى مدارج التغيير الحقيقي، حتى يسلم من عبث العابثين.. و الله أعلم ابراهيم بالكيلاني (النروج)