تشهد مدينة بنغازي بشرق ليبيا حالة من التأهب استعدادا لمواجهة محتملة بين قوات الجيش الليبي المدعومة بمسلحين والعناصر الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر ، في وقت دعا فيه رئيس المؤتمر الوطني نوري أبو سهمين لاستنفار قوات درع ليبيا لمواجهة الموالين لحفتر، بينما دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف لتجنب استخدام القوة. وقال مراسل الجزيرة في بنغازي إن قوات الجيش الليبي وعناصر حفتر متأهبة في قواعدها بعدما أعلنت قوة خاصة من الجيش في وقت سابق النفير والاستعداد، وطالبت سكان بنغازي بعدم الاقتراب من المطار مع ترقب عملية عسكرية ضد قوات حفتر. وأوضح المراسل أن المدينة تشهد هدوءا حذرا، وأشار إلى أن مواطنين عبروا عن رغبتهم في تحقيق مصالحة وتجنيب البلاد مزيدا من الدماء، وعبروا عن رفضهم أية عمليات اغتيال أو استهداف لعسكريين أو مدنيين. وأشار إلى أن ثوار كتائب 17 فبراير قرروا تأجيل مؤتمر صحفي كان من المقرر عقده في وقت سابق اليوم، وذلك لأسباب أمنية ومن أجل إجراء تعديلات على البيان الذي سيكشفون فيه عن موقفهم من المواجهات مع القوات الموالية لحفتر. وقررت سلطات مطار بنغازي مد إغلاقه حتى 25 مايو/أيار الحالي بسبب تواصل الإضرابات. وكان المطار قد هوجم الليلة الماضية بصواريخ غراد من دون سقوط خسائر بشرية.
دعوة للاستنفار وفي طرابلس، دعا رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين إلى استنفار قوات درع ليبيا -التي يشكل ثوار مصراتة أغلب أعضائها- من أجل مواجهة القوات الموالية لحفتر. وجاءت هذه الدعوة بعد أن شهدت العاصمة طرابلس أمس الأحد هجوما مسلحا على مقر المؤتمر من قبل مسلحين طالبوا بتجميد أعماله وتكليف لجنة الستين -المنوط بها صياغة الدستور- بالمهام التشريعية والرقابية. ودعا قائد الشرطة العسكرية العقيد مختار فرنانة -في بيان باسم ما أطلق عليه الجيش الوطني- الحكومة المؤقتة إلى الاستمرار في عملها حتى انتخاب البرلمان والرئاسة، وأشار إلى أن ما تم من "حراك في طرابلس ليس انقلابا على السلطة، بل هو انحياز لإرادة الشعب الليبي". في المقابل، أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي "التزامها بالشرعية في ليبيا الجديدة، واستهجانها ما سمتها "الأعمال الإرهابية" التي تستهدف منتسبي الجيش وغيرهم من المواطنين، ودعمها الثوار الحقيقيين الذين يعملون لصالح الوطن وتحقيق إرادة الشعب". واستنكرت الحكومة الليبية المؤقتة التعبير عن الرأي السياسي باستخدام القوة المسلحة، وطالبت بالتوقف الفوري عن استخدام السلاح وتبني سياسة التعقل والحوار. انضمام لحفتر من جانب آخر، قالت قاعدة جوية في مدينة طبرق بشرق البلاد في بيان نشر اليوم إنها قررت الانضمام لقوات حفتر.
دوره، أكد الرائد محمد الحجازي المتحدث باسم ما يعرف ب"الجيش الليبي الوطني" بقيادة خليفة حفتر أن جميع "القيادات والعناصر الإرهابية" مرصودة وسيتم القبض عليها وإحالتها لجهات الاختصاص القضائية. وتعهد الحجازي بملاحقة كل المتورطين في عمليات مسلحة وسرقة المال العام، وقال إن الملاحقة لن تستثني المراقب العام للإخوان المسلمين بليبيا أو رئيس حزب العدالة والبناء المنبثق عن الجماعة، وقال إن الشعب الليبي هو من فوضهم للقبض على هؤلاء وتسليمهم لجهات الاختصاص القضائية. وفي ظل التوتر المتصاعد بليبيا، أعلنت السعودية اليوم الاثنين إغلاق سفارتها وقنصليتها بطرابلس وإجلاء كافة أعضاء بعثتها الدبلوماسية. من جانبه، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه "قلق جدا" تجاه "استمرار تدهور" الأوضاع في ليبيا، وقال مايكل مان الناطق باسم مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إن الاتحاد يدعو جميع الأطراف إلى تجنب أي استخدام للقوة"، وإلى "العمل معا" من أجل تعزيز احتمالات "انتقال ناجح" في ليبيا.