في صباح يوم أسود ودع اٍينه و قَبّل و الدته .. اٍمتطى سيارته ليشارك صحبة شرفاء مدينته في الوقوف أمام أسلحة الداخلية التي أرادت اٍخماد نار الغضب و و وأد أصوات المظلومين .. صاح هاتفا و قد بلغت القلوب الحناجر وعملت السيوف البواتر ودارت عليهم الحوافر ” يسقط جلاد الشعب ، يسقط حزب الدستور” .. ” تسقط الديكتاتورية ” .. أشعل ميدان الحرية يقظاً عالي الصوت عظيم الرجاء رافعاً رأسه يجاهد بشجاعة وجرأه في طلب الاستقلال والحرية صاح وسط مقابر لم تعرف الثورة من قبل ، كانت هذه المنطقة المعتمة من العالم، منطقة لا تبتعد عن مدينتي ،كانت مجرد مقبرة الضعفاء مترامية الأطراف، غابة متخمة ببشر لم يتأنسنوا بعد..!! حشود عدمية في “صحراء بلا أبعاد” في مدينة الرجال .. مرّت دقائق و فجأه و بدون سابق إنذار !! خمد صوته !! خيم السكوت و كأن الجلاد أراد أن ينهي المهمة مبكرا !! وقع من طوله واتهبد فى الأرض !! .. صاحت الحناجر “حاتم ضربوه بالكرطوش”.. “حاتم مضروب يا رجال “!!! .. في ثوانٍ محدودة جداً امتلأ المكان بالماء أملا في اٍنقاذ قائد المسيرة و أسد الرجال !! بقيت منصة الشرفاء منكسّة مؤقتا في موقف مرعب والزملاء متناثرون !! صاح أحدهم لقد تزايدت الدماء !! و كانت حينها الدماء فعلا تخرج من مكان الحواجب حيث أطلق الرصاص على الرأس من أحد أعوان الأمن الذي أرادو من خلاله قتل روح العزة و الشهامة التي تملأ قلوب الرجال .. و في دقيقة و ثانيتين معلومتين صاحت الحناجر حاتم مات يا ناس !! حاتم توفى !! حاتم قتلوه يا ناس !! حاتم اٍلى الرفيق الأعلى !! فانفجرت ينابيع الحرية من كل قلب وباب ونافذة .. سقط الشهيد و بكت الرجال .. حزنت الحرائر و بكت الثكالى .. اٍنتفض الشرفاء .. اٍنتشر الأمل و سقط الخوف .. ثاررت العشائر و وقف أصحاب الشهامة و الشرف .. مرت أيام و هرب الديكتاتور و انتقل حاتم بالطاهر الى الرفيق الأعلى مخضبا بدمه الطاهرة يوم يلاقي ربه وهو مظلوم مستبشراً بأجره ومكانته عند الله عز وجل .. هنيئا له سوف يلاقي ربه وشعبه راض عنه نم يا قرير العين يا أستاذي و يا حبيب الملايين هذا الشهيد لم يفر من المعركة قبل أن يقتل ، هذه أسباب تجعل هذا الرجل لو قتل نعامله معاملة الشهيد … شهيد الآخرة المقتول ظلماً من غير قتال كالميت بداء البطن أو بالطاعون أو بالغرق .. سيبقى داخل القلوب .. عندما هرب الديكتاتور و اٍختفى الأزلام .. انتقل حاتم بالطاهر الى الرفيق الأعلى مخضبا بدمه الطاهرة أراضي طاهرة ..سيلاقي ربه وهو مظلوم مستبشراً بأجره ومكانته عند الله عز وجل .. هنيئا له سوف يلاقي ربه وشعبه راض عنه نم يا قرير العين يا أستاذي و يا حبيب الملايين اليوم و أمام عودة قاتليه لن يرضخ هذا الشعب الثائر .. ببساطة هو شعب يستحق الحياة بجدارة .. لن يتأثر أبناء هذا البلد لمجرد أموال قتلت روح الاٍنسانية في جزء من أبنائه .. الحرب كر و فر .. خسرنا المعركة لكن لم نخسر الحرب .. لازال طريق الحق طويلا .. اٍستفيق يا شعبي الطيب .. أنتم الشرفاء زمن النذالة