الكثير من المرشحين للرئاسة يتكلمون بكل ثقة عن أنهم سيمرون إلى الدور الثاني. لست أدري إن كانت هناك منشطات معينة تجعلهم يعتقدون ذلك، وليست هناك في بلادنا تقاليد لإجراء عمليات سبر الآراء، وحتى إن وقعت فنتائجها متضاربة. وعلى أية حال نعتقد بدورنا أن هناك أسماء معينة مرشحة لأن يمر اثنان منها إلى الدور الثاني. ما هي حظوظها بالنظر إلى النتائج المسجلة في الانتخابات التشريعية ليوم 26 أكتوبر؟ 7-السبسي: أقصى ما يمكن أن يحصل عليه الأصوات التي ذهبت إلى نداء تونس في الانتخابات التشريعية، ولا يزيده شيئا انسحاب مرشحي المنظومة القديمة ومنهم كمال النابلي. علما وأن الكثير من الأصوات التي ذهبت إلى نداء تونس كانت في إطار التصويت الناجع، للحيلولة دون تغول حركة النهضة. نتائج انتخابات 26 أكتوبر بينت تغول نداء تونس، وهو ما قد يدفع أولئك الناخبين إلى عدم التصويت إلى مرشحه في الرئاسيات. خاصة وأن الضغط الذي جعلهم يصوتون لفائدة نداء تونس لم يعد قائما الآن إذ النهضة خارج السباق الرئاسي. بحيث قد تذهب أصواتهم إلى مرشحين آخرين وفيهم تجمعيون مثل المنذر الزنايدي. النتيجة أن السبسي لن يحصل على العدد الذي حصل عليه حزبه في 26 أكتوبر. 24-المرزوقي: تقدم للانتخابات كمترشح مستقل، وليس عن المؤتمر تحديدا، والدليل على ذلك أن حملته تتولاها تنسيقيات جهوية خاصة. في الأثناء حظي المرزوقي بدعم من عدد من الأحزاب من بينها حزب المؤتمر والتيار الديمقراطي اللذين صوّت لهما في 26 اكتوبر 136 ألفا، كذلك من الأحزاب البرلمانية حركة الشعب… أما حركة النهضة التي التزمت الحياد، فيبدو أن قواعدها في نسبة كبيرة منها غير ملتزمة بتوجهات قيادتها، وهي تقف إلى جانب المرزوقي. هؤلاء بمئات الآلاف. ذلك ما قد يفسر السيل البشري العارم الذي يصطف إلى جانب المرزوقي، كما يظهر خلال الاجتماعات والاستقبالات الشعبية التي لقيها أينما حل، وفيهم حضور شبابي مكثف من مشارب مختلفة بعد أن كان الشباب قد غاب عن انتخابات 26 أكتوبر. 27-حمة: حسابيا يبدو أنه سيكسب الأصوات التي ذهبت إلى قائمات الجبهة الشعبية خلال الانتخابات التشريعية أي حوالي 120 ألفا، يحذف منها ما قد يذهب إلى المرشحة كلثوم كنو. في مقابل ذلك الأصوات التي ذهبت إلى نداء تونس في إطار التصويت الناجع قد تحول وجهتها في الانتخابات الرئاسية إلى حساب حمة. كما قد يحوز على أصوات اليساريين الذين صوتوا لقائمات مستقلة. كذلك قد يمنحه المعطى الجهوي أصوات أخرى. فيما عدا ذلك حمة لا يمكن له في الدور الأول أن يأمل في الحصول على أصوات ناخبي النهضة ولا نداء تونس. رغم أن هناك محاولة لمد اليد له عله يحصل على المرتبة الثانية، ومن المؤشرات على ذلك المعلقات الضخمة وخاصة الدعم من قناة نسمة. من منهم سيبقى للدور الثاني؟ هذا ما سيقرره الشعب التونسي في 23 نوفمبر. أما أنا فسأصوت للمرزوقي، وأتمنى أن يكون المرزوقي وحمة في الدور الثاني، علاش لا؟