قفلت عائدة الى غير رجعة تاركة خلفها الاما و جراحا محال ان تندمل , انسحبت بهدوء و التجاعيد قد علت محياها من كثرة ما لاقت من نصب و تعب في مسيرتها التي توجت بكل المتناقضات. بين امل و الم ,و فرح و قرح, ابتسامة و انتكاسة غير انها قررت الا تعود , تتبعتها العيون غير مصدقة لما رات من اهوال و أحوال محاولة لملمة مايمكن لملمته من بقايا التطلعات . بينما اختها قد لاح قوامها الممشوق و مشيتها المغناجة و ابتسامتها الوضاحة تعلن نفسها ضيفة بيننا الى اجل مسمى . رحلت السنة بما ثقل من حمولتها و اشرقت اخرى بما خفي من احداثها غير ان الاهم هو اين نحن من كل هذا ؟ هل سنستطيع استجماع انفاسنا لمتابعة المسير صوب افق مجهول مدججين بفوانيس الامل المشرقة ام ان قوانا قد خارت لنسلم الامر للزمن يفعل بنا ما يشاء ؟ّ. ان الحكمة تقتضي منا استنفار كل القوى الخفية التي تكمن بغياباتنا لخوض تحد جديد مع العزم و الاصرار على ان تكون السنة خيرا من سابقاتها مستفيدين مما مر من تجارب دون ان تبقى عالقة بتلابيبنا و ان نضع رأي العين اهدافا موضوعية طموحة نسعى اليها بكل امكانيتنا و مكاسبنا مصرين على عيش اللحظة التي نملكها دون ندم على الماضي او خوف من الاتي ,فلكل منا قوى خارقة تحتاج لمن يحفزها و يخرجها من قمقمها الذي اغلقناه عليها باحكام معتقدين بوهم ( هادشي لي عطا الله) بينما العكس حتما هو الصحيح الله عز وجل مكن لنا في الارض لنمشي في مناكبها سعيا للرزق محملين بمواهب وقدرات فطرنا الله عليها ما علينا سوى استغلالها اما اليأس و الاحباط فما هما الا عدوان و هنان سحرا اعيننا ليظهرا بمظهر الحتمية . الماضي فات بحلوه و مره بجميله و قبيحه لكن اليوم بيدنا و الغذ لا محالة ات فالكيس من رتب اوراق حياته من جديد و اعاد كتابة سيناريو تطلعاته و اماله لتلائم القيمة التي اعطانها الله عز وجل ( لقد كرمنا بني ادم) . فالحياة ملك للمتفائلين اما المتشائمون فليسوا سوى جمهور يتفرج على الاحداث بكسل و وهن . فلنشمر السواعد و نجدد النية و لنرض بما قسم الله لنا و لنتوكل عليه فلا ريب سنصل يوما الى الاعالي (و من يتوكل على الله فهو حسبه) ايوا نجمعو راسنا . نوفل بيروك المغرب