لم تنطلق مشاورات هذا الأسبوع حول تشكيلة حكومة الحبيب الصيد إلا ظهر أمس في حدود الساعة الثالثة ظهرا، حيث كان لهذا الأخير لقاء مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي صباحا، لتُستهل المفاوضات بعد ذلك بمقر دار الضيافة، فكان أول الوافدين الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة. فدام اللقاء بينهما أقل من ساعة لم يكن فيها جديد يذكر، غير الذي اكتفى به الغنوشي في تصريحه للصحفيين. فأكد إن المشاورات لا تزال متواصلة حول تركيبة الحكومة وبرنامجها وتصوراتها، نافيا أن يكون قد قدم خلال لقاء أمس أسماء عن حركة النهضة للمشاركة في الحكومة المقبلة. في ذات الوقت ذكّر بأن الحركة قد وافقت على المشاركة في انتظار حصول توافق بين جميع الأطراف التي ستشارك فيها. غير أنه في المقابل، قال القيادي بحزب حركة النهضة حسين الجزيري في برنامج "ميدي شاو" على موجات إذاعة "موزاييك آف آم" إن النهضة قدّمت لرئيس الحكومة أسماء من الحركة لتولي مناصب وزارية إضافة إلى أسماء أخرى مقربة من الحركة بطلب من رئيس الحكومة، على حد تعبيره. وأكّد الجزيري مشاركة النهضة في الحكومة المقبلة، معتبرا أنه ليس من السهل على النهضة مشاركة نداء تونس في الحكومة كما هو الحال بالنسبة للنداء. وأضاف أن النهضة ليست معنية بوزارات السيادة، معتبرة أنها يجب أن تكون محايدة وان هناك شبه توافق حول ذلك. حول ذات الموضوع، كان رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر قد أكد أنّ رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد سيقدم في الأسبوع المقبل للمجلس تركيبة الحكومة الجديدة لتحديد جلسة عامة للمصادقة عليها. غير أنه في المقابل تعددت التسريبات والتصريحات دون أن يكون لها ملمحا واضحا غير ما يقال على لسان قياديي الأحزاب المعنية بالمشاركة على غرار حزب الاتحاد الوطني الحر وآفاق تونس وأيضا عن عدد من قياديي حزب نداء تونس حول هيكلية التركيبة ونوعيتها. فقد قال المدير التنفيذي لنداء تونس بوجمعة الرميلي في برنامج "ميدي شاو" على موجات إذاعة "موزاييك" إن للحكومة شروطا سياسية ومعايير معيّنة أولها أن تكون ائتلافية، موضحا أنّ المقياس الأول لحكومة الصيد هي أن تكون حكومة كفاءات وانه لا مجال أن يكون وزير في منصب ما لأنه من حزب معين، إضافة إلى مقاييس أخرى كحضور المرأة والسن. وأضاف الرميلي أن الكلمة الفصل في تشكيل الحكومة هي لرئيس الحكومة الحبيب الصيد بالتشاور مع الهيئة التأسيسية والكتلة النيابة لنداء تونس التي تولت اقتراح الأسماء إضافة إلى رئيس الجمهورية. وأشار الرميلي إلى ان النداء اقترح أسماء ل10 وزارات من غير وزارات السيادة، موضّحا ان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي هو من سيقترح أسماء من سيتولى وزارتي الدفاع والخارجية. وأفاد أنه إلى حد الآن المفاوضات ما تزال متواصلة بخصوص تشكيل الحكومة مع أحزاب اتحاد من أجل تونس وآفاق تونس والاتحاد الوطني الحر، إضافة إلى أن مشاورات حول البرنامج الاقتصادي والاجتماعي مع حركة النهضة التي بإمكانها ان تساند الحكومة دون الانضمام إليها. وبخصوص المشاورات حول الملف الاجتماعي في الحكومة القادمة، التقى أمس أيضا حسين العباسي الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل بالحبيب الصيد رئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة لمناقشة روزنامة المرحلة القادمة التي وقع تسليمها مؤخرا للصيد تضمنت ملفات اجتماعية منها العاجل، ومنها ما هو على مدى المتوسط وعلى المدى البعيد.