كتب الاعلامي التونسي بقناة بي بي سي عربي مكي هلال مقالا عنونه ب " كبوات مبكرة للنداء " تناول فيه ما قال انها عزلة ومحاصرو لرئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في قصر قرطاج من قبل مستشاريه. وأوضح مكي هلال أن السبسي قد انعزل عن محيطه الحزبي والسياسي بعد دخوله قصر قرطاج وهو ما يعيد الى الأذهان أواخر فترة حكم الزعيم الحبيب بورقيبة. وفيما يلي المقال كاملا: كنا نظن أن حزب نداء تونس يضم كفاءات سياسية ممن يمكن اعتبارهم من دهاقنة السياسة في تونس لكن سكرة الفوز يبدو أنها عبثت بالحزب بمجرد أن بدأت حرب الحقائب فتفاقم عجزه وساد منطق الترضيات والتوازنات بدل البحث عن كفاءات وظهر هذا التخبط جليا في تشكيل الحكومة وبطء العملية وترددها ورداءة الاختيارات وعدم تجانسها بدءا من رئيس الحكومة وعدم وضوح تحالفات الحزب ونكوصه عن وعود الحملة الانتخابية ومقولة التصويت المفيد وخاصة عجزه عن مجاراة الدهاء السياسي لحركة النهضة أو كسب مناوئيها في صفه ضمن جبهة حداثية ديموقراطية مدنية ، ثم إن القطيعة بدت واضحة بين ندائيي القصر وندائيي باردو وتعدد مراكز النفوذ وتضارب القوى والتصريحات ، مع تهميش واضح لقواعد الحزب بعد أن خدموه بالتعبئة وبأصواتهم خلال الانتخابات وقد كثر الغاضبون في صفوفهم ولا أحد من الحزب يهتم لخطورة ذلك . والمفارقة الأكبر أن حزبا يفترض أن يقود البلاد على طريق الديموقراطية لم ينجز مؤتمره الوطني حتى الان ولم يفرز قياداته بشكل ديموقراطي ومازالت الامور فيه تسير بالتعليمات والولاءات ودرجة القرب من رئيسه ومن ابنه (هل قطعنا فعلا مع آليات عمل التجمع ) بل من دائرة القصر الضيقة التي يبدو أنها قطعت السبسي عن محيط الحزب الخارجي ولا تريه إلا ما ترى هي (تجربة بورقيبة حين تقدم في السن مازالت في الأذهان ) . انظروا فقط للزعيم اليوناني اليساري الشاب كيف فاز وشكل حكومته بسرعة مع حزب يميني راديكالي وأدى اليمين الدستورية رئيساً لحكومة إنقاذ للبلد خلال يومين فقط ، حينها ستفهمون كل الفرق بين الأيادي الشابة القوية والحاسمة والأيادي المسنة المرتعشة والمترددة. مكي هلال / لندن