القاهرة – «القدس العربي» وكالات: أمرت محكمة جنايات مصرية الخميس بالافراج عن صحافيي الجزيرة محمد فهمي وباهر محمد بكفالة للأول وضمان محل الإقامة للثاني، في أولى جلسات إعادة محاكمتهما بعد إلغاء حكم الإدانة السابق. وقررت المحكمة برئاسة القاضي حسن فريد الإفراج عن الكندي محمد فهمي بكفالة 250 ألف جنيه (قرابة 33 ألف دولار)، بينما أمرت بإطلاق سراح المصري باهر محمد وعدد من الطلاب المتهمين في القضية بضمان محل إقامتهم. وبمجرد أن أعلن القاضي الإفراج عن فهمي ومحمد اللذين حضرا الجلسة ضجت القاعة بالتصفيق والتهليل فرحا، كما احتضن فهمي وباهر بعضهما البعض داخل قفص الاتهام. ولكن وفاء بسيوني والدة محمد فهمي قالت «فرحتنا ناقصة لانه لم يحصل على البراءة ولأن الكفالة مبلغ ضخم وسنعمل كل شيء لجمع هذا المبلغ حتى يعود الينا». أما جيهان راشد، زوجة باهر محمد، فقالت ودموعها تنهمر من شدة الفرح «نصف الكابوس انتهى الآن، انا أنتظر البراءة». وكتب باهر محمد بعد لحظات من صدور قرار المحكمة على حسابه على تويتر بالإنكليزية «أنا حر». وقررت المحكمة استئناف نظر القضية إلى 23 شباط/فبراير للاستماع إلى شهود الاثبات. ورغم ترحيله لبلاده، نادى القاضي فريد على اسم بيتر غريست في بداية الجلسة فأخبره شرطي انه ليس موجودا. وقال متحدث باسم شبكة الجزيرة بعيد صدور الحكم في بيان إن الإفراج عن باهر محمد ومحمدة فهمي «هو خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح ويتيح لمحمد وباهر قضاء وقت مع أسرتيهما بعد 411 يوما بعيدا عنهما. يظل الاهتمام مركزا على ان تصل المحكمة إلى القرار الصحيح» وحصول الصحافيين على «البراءة». وتنازل فهمي الذي يحمل الجنسيتين المصرية والكندية عن جنسيته المصرية الشهر الماضي من أجل أن يسري عليه القانون الصادر مؤخرا بإمكانية ترحيل الأجانب الذين صدرت بحقهم أحكام في مصر، وهو نفس القانون الذي تم بموجبه ترحيل بيتر غريست. وسمح القاضي أمس لفهمي بالخروج من قفص الاتهام والدفاع عن نفسه مباشرة. وقال فهمي الذي كان يرتدي معطفا كحليا فوق ملابس السجن البيضاء وذراعه اليمنى مرفوعة بحامل يد طبي أزرق «لم اطلب التنازل عن الجنسية، زارني مسؤول من جهة أمنية عليا وطلب مني التنازل عن الجنسية المصرية لأن الدولة تريد ان تتخلص من هذه القضية التي اصبحت كابوسا». وتابع «ثم وصلتني مكالمة هاتفية من أحد القياديين الكبار في الدولة وقال لي الجنسية ليست في الورق الجنسية في القلب، ويمكنك ان تقدم طلبا باستعادتها أمام القضاء»، قبل ان يخرج من جيبه علم مصر ويلوح به. واعتبر عادل شقيق محمد فهمي أن الكفالة المفروضة «باهظة للغاية»، لكنه أضاف «سنجدا حلا لاستعادة شقيقي».