في ساعة مبكرة من فجر الجمعة 20 فبراير 2015 ، وصل إلي معبر رأس جدير الحدودي أكثر من 200 مصري، قادمين من ليبيا. حيث قالت مصادر مطلعة بالمعبر إن حافلة خاصة ستنقل المصريين مباشرة إلي مطار جربة جرجيس الدولي في إطار جسر جوي نحو القاهرة وامتنع الممثل عن السفارة المصرية الذي كان حاضرا في المعبر من الإدلاء بأي تصريح صحفي، وينتظر أن يقام جسر جوي بين جربة والقاهرة في إطار تعاون تونسي مصري لترحيل كل الوافدين المصريين، بحسب المصادر ذاتها. بعد الأحداث الأليمة التي جدت في ليبيا من طرف تنظيم "داعش" الذي قتل 21 مصريا بدم بارد و بطريقة جد بشعة وأوضحت المصادر أنه يتوقع أن يعبر عدد كبير من المصريين إلي تونس عبر معبر راس جدير بعد تدهور الوضع الأمني في ليبيا ويغلق متظاهرون في مدينة بن قردان من ولاية مدنين منذ أيام طريقا تؤدي إلى المطار، لمطالبة الحكومة التونسية بتنمية مدينتهم التي تعيش أساسا على التجارة والتهريب مع ليبيا. ولا يسمح المتظاهرون الذين نصبوا خياما على بعد خمسة كيلومترات من معبر رأس الجدير، بالمرور إلا لليبيين والتونسيين العائدين إلى بلدهم وينتظر مصريون عددهم غير محدد على الجانب الليبي من معبر رأس الجدير لدخول الأراضي التونسية، بعدما أعلنت مصر إقامة جسر جوي لإجلائهم عبر المطارات التونسية وأعلنت تونس أنها لن تسمح للأجانب الآتين من ليبيا بدخول أراضيها إلا إذا تكفلت حكومات بلدانهم بترحيلهم على الفور، حيث تخشى من تدفق مئات الآلاف من الأجانب الهاربين من الصراع في ليبيا نحو أراضيها مثلما حصل عقب الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في 2011 وفي يوليو/ تموز 2014 بقي آلاف من المصريين عالقين لأيام على الجانب الليبي من الحدود مع تونس بسبب غياب خطة لإجلائهم، وفي أغسطس/ آب من العام نفسه أجلت مصر أكثر من 16 ألفا من رعاياها في ليبيا عبر جسر جوي مع تونس استمر لنحو عشرة أيام وأعلنت شركة مصر للطيران الرسمية أنها " أتمت استعداداتها الكاملة لتنظيم جسر جوي لإجلاء المصريين المتواجدين في ليبيا عبر المطارات التونسية، في ظل توقف الرحلات إلى المطارات الليبية بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في ليبيا وتشير تقديرات مصرية غير رسمية إلى وجود ما بين 200 و250 ألف مصري حاليا في ليبيا، ونصحت وزارة الخارجية المصرية مواطنيها بالتوجه إلى الحدود مع تونس حيث سيتم تسهيل مرورهم ونقلهم إلى أرض الوطن، وذلك في حال تعذر وصولهم إلى الحدود المصرية الليبية عبر معبر السلوم. و قد وصل عدد هام من المصريين التراب التونسي حيث تم مساعدتهم و مدهم بالمؤونة و امتطوا مباشرة حافلات كانت في انتظارهم و نقلهم إلى مطار جربة جرجيس الدولي ليتوجهوا إلى بلدهم أكثر من 1500 مصري يغادرون عبر معبر السلوم و في ذات السياق, أكدت السلطات المصرية أن إجمالي عدد العائدين من ليبيا عبر منفذ السلوم حتى اليوم بلغ 1770 مصرياً، ويوجد نحو ربع مليون مصري حالياً في ليبيا وكانت مصر قد أعلنت عن إعداد خطة لإعادة جميع مواطنيها من ليبيا بواقع أربع رحلات لنقل نحو 2000 مصري يومياً يعبرون من راس جدير التونسية وقد نصحت وزارة الخارجية المصرية مواطنيها بالتوجه “إلى الحدود مع تونس حيث سيتم تسهيل مرورهم ونقلهم إلى أرض الوطن بالتنسيق الكامل مع التونسيين ”، ذلك إذا ما تعذر وصولهم إلى الحدود المصرية الليبية عبر معبر السلوم وسيتم نقل المصريين العالقين في ليبيا جواً عبر مطاري جربة وقابس في تونس، مثلما حصل في مرات سابقة وكانت حكومة الإنقاذ الوطني الليبية دعت العمالة المصرية لمغادرة البلاد تجنبا لاستهدافهم من قبل مخابرات أجنبية لتبرير تدخل عسكري في ليبيا وتوقفت رحلات مصر للطيران المباشرة بين مصر وليبيا قبل أكثر من عامين، فيما أجلت مصر بعثتها الدبلوماسية من طرابلس وبنغازي نهاية الشهر الفائت وفي أغسطس الماضي، أجلت مصر أكثر من 16 ألفاً من رعاياها في ليبيا في جسر جوي استمر لنحو 10 أيام رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار إعلامي