الاتّحاد في قيمته المطلقة إجراء إيجابيّ يُرجى منه التقوّي والنّجاعة في الأداء والتبصّر في التمشّي!... غير أنّ هذه النّتيجة غير مضمونة دائما، فقد يعتريها الخلل فيقلبها رأسا على عقب ويغيّر وجهتها باتّجاه عكس مآربها، فتمسي ضعفا يخلخل الصفّ ويضعفه، وحملا يثقل كأسفار بني إسرائيل... فمن ناشد هدفه السامي بلغه ومن ناشد أهدافا لا يوفّرها إلّا اتّحاد استنبطه لخدمته؛ جناها شوكا جارحا وضعفا مقعدا وشتاتا لا يجمعه أيّ نداء... فالاتّحاد يسير إذًا بخطوات المتّحدين فيه... إن صلحوا وأخلصوا تقدّم وقوِي وقوّى وأفاد، وإن فسدوا ودسّوا نكص على عقبيه وأضعف وأردى وأخسر!... ولن يشذّ عن هذه المآلات الخاضعة للسلوكيات أيّ اتّحاد ولو انتحل الصفة الإسلاميّة!... بل لعلّها تكون (الاتّحادات الإسلاميّة) - إن أصرّ المسؤولون فيها على المصلحة الشخصية - أكثر جرأة على الفساد وأكثر إضعافا للصفّ وبعثرة له، ذلك أنّ الانتساب إلى الإسلام قد يدلّس على النّاس الذين لم يعهدوا جرأة "الإسلامي" على اقتراف المفاسد!... وعلى الجميع الانتباه إلى كلّ صغيرة وكبيرة في هذا الزمن الذي كثرت فيه المتشابهات... والله من وراء القصد