يعرض اصحاب المحلات التجارية التي يتهافت عليها التونسيون هذه الايام في فترة (الصولد) اسعارا مغرية ولافتة للانتباه يعتبرها بعض الحرفاء شكلية وغير حقيقية فما خفي وراء ملصقات التخفيضات كان اعظم فيكفي ان تتجول بين صفوف بعض الحرفاء الاوفياء لهذه الفترة فتلاحظ خيبة الامل والتعجب المرسومة على وجوههم امام الاسعار المتخفية وراء ستار ال50و70بالمائة من التخفيض. تقول ايناس الضاوي ( 24سنة)التي كانت محملة باكياس الملابس التي اشترتها «انا ساتزوج قريبا وفضلت انتظار( الصولد) لاقتناء الملابس الضرورية لهذه المناسبة ولكنني فوجئت بعرض ملابس تحمل نفس السعر الذي كان معمولا به منذ شهرين رغم انني رايته قد تراجع قبل فترة الصولد باسبوع ليعود الى السعر القديم وتتساءل ايناس «اين التخفيض الذي يتحدثون عنه». واغلب الحرفاء الذين تحدثنا معهم يرون ان الصولد بقي شكليا فقط ولم يطبق كليا فسندس واقبال ووئام رفيقات يتحاورن حول اسعار الملابس باحد المراكز التجارية التي تشهد اكتظاظا لافتا للانتباه هذه الايام وبتقصي ارائهن اجمعن بان اغلب الملابس التي تكون اسعارها رحيمة وخاضعةللتخفيض ليست ذات جودة كافية في حين بقيت اسعار الملابس المتميزة والجيدة مرتفعة ولم تخضع لاي تخفيض رغم ادعاء التجار ذلك. ويتفق محمد القريشي (27سنة) مع الحرفاء الذين اكدوا وجود سلع تباع بالاسعار التي كانت تحملها قبل فترة الصولد بشهرين او اكثر فيقول «انا لاحظت وجود ملابس كان سعرها منذ اشهر 50دينارا وتباع حاليا ب53دينارا وتحمل بطاقة السعر القديم المسجل عليها 70دينارا وان التخفيض بنسبة 30بالمائة فكيف يمكن ذلك». مروان بن هدي( 27سنة تاجر مغربي) صادفناه يتفحص واجهات المحلات باحد المركبات التجارية عبر عن استيائه من بعض «المراوغات» التي يقوم بها بعض التجار مؤكدا ان هؤلاء يلجؤون الى مثل هذه التجاوزللتخلص من السلع القديمة عديمة الجودة اضافة الى تحقيق الربح المادي الوفير في زمن وجيز لتفادي الكساد التجاري الذي قد يحدث في فترات معينة. التونسي حريف صعب هذا «التذمر» اعتبره التجار الذين صادفناهم طبيعيا وغير مبررويقول التاجر عبد الوهاب بوعتور حاملا بيده احد الاحذية المخفضة بنسبة 50بالمائة والتي يعتبرها ذات جودة عالية ان اسعاره معقولة وفي المتناول مضيفا» التخفيض في محلنا يتراوح بين 20و50بالمائة على السلع المتميزة وذات الجودة ولكن المشكل يكمن في الحرفاء الذين يتهافتون على السلع في فترة الصولد فقط ولايمكنهم ان يلاحظوا الفرق بين الاسعار». ويؤيد السيد المنجي( تاجر47سنة) هذا الراي قائلا «ان ارضاء التونسي امر صعب فهويتذمر بشكل مستمر من الاسعار حتى وان تم عرض السلع (بلاش) مضيفا ان اسعاره معقولة وتناسب مختلف شرائح المجتمع ورغم ذلك يجد صعوبة في اقناع الحرفاء. ورغم عمل وزارة التجارة والهيئات التابعة لها على تكثيف حملات المراقبة للحد من هذه التجاوزات يواصل بعض التجار حبك الخطط للكسب في هذه الفترة وهذا لاينفي وجود تجار يعملون في اطار مشروع محترمين القانون المتعلق بالبيع بالتخفيض الدوري.