فتاة 20سنة «ابحث عن رجل طيب وحنون»... شاب 27 سنة «ابحث عن فتاة بيضاء جميلة ولديها عمل قار»... كثيرا ما تعترضنا مثل هذه الشروط في صفحات بعض الصحف والمجلات ومن الوسائل التي اصبح يلجأ إليها الباحثون عن نصفهم الآخر مكاتب التزويج حيث يقوم الراغب في الزواج بالتقدم إلى احد هذه المكاتب للإدلاء بالشروط المرغوب توفرها في الشريك المنشود وتعمير استمارة والسؤال المطروح هنا هو لماذا يلجأ هؤلاء إلى هذه المكاتب للبحث عن الشريك المناسب. والمطلوب من المتقدم الى مكاتب الزواج دفع مبلغ مالي محدد يقدر عند بعض المكاتب ب400 دينارثم يعمر الراغب في الزواج استمارة يسجل فيها الاسم والسن والمستوى التعليمي والحالة الاجتماعية(أعزب أرمل او مطلق) الوظيفة العنوان ورقم الهاتف وتدوين الملاحظات الشخصية ثم يقع اختيار الشريك المناسب من بين احد المسجلين بنفس المكتب وتحديد موعد مقابلة الطرفين وبعدها ينتهي دور مكتب الوساطة. فرص قليلة تقول سناء (28سنةعزباء)، تنوي التسجيل باحد هذه المكاتب انها تؤيد فكرة الزواج بهذه الطريقة لان الأفراد المسجلين بها اغلبهم ناضجون يبحثون عن علاقات جدية ودائمة خاصة انه يصعب تحديد مدى صدق الطرف الاخر في العلاقات العادية المباشرة وتضيف سناء أن فرص الزواج أصبحت قليلة لانشغال الشباب في العمل وبناء المستقبل معتبرين ان الوقت مايزال مبكرا لخوض تجربة الزواج. ويقول نصيف (40سنة انفصل مؤخرا عن زوجته بعد زواج دام 12سنة) «ارتبطت بزوجتي السابقة بعد قصة حب ورغم ذلك لم تنجح علاقتنا الزوجية واعتقد ان الزواج عبر مكاتب الوساطة قد يكون ناجحا خاصة ان الاطراف المتقدمين يحددون شروطهم ويكشفون عن رغباتهم ونواياهم منذ البداية على عكس بعض العلاقات العاطفية المباشرة التي قد تبنى على الخداع وابراز الخصال الايجابية فقط فتظهر العيوب المخيبة للامال بعد الزواج التي قد ينجر عنها الطلاق». خدمة اجتماعية يرى الدكتور محمد الجويلي مختص في علم الاجتماع ان هذا النوع من الزواج هو شكل جديد من اشكال الروابط الاجتماعية الحديثة مضيفا ان هذه المكاتب تقدم الى المقبلين عليها خدمة اجتماعية كغيرها من الخدمات باعتبارها تتم بمقابل مادي معتبرا اقبال بعض الافراد عن هذه المكاتب عائدا الى تفشي مفهوم الفردانية ونزعة تحمل المسؤولية في مجتمعنا. ويضيف الدكتور ان البعد الانساني لهذه المكاتب لا ينفصل عن البعد التجاري باعتبارها خدمة على غرار باقي الخدمات المقدمة في المجالات الاخرى وبالتالي لايمكن تحديد نسبة حتمية لدرجة نجاح او فشل العلاقات الزوجية المنبثقة عن مكاتب الزواج. وتقول المختصة النفسية بن عمارة ان هذه المكاتب مجرد شكل جديد «للخاطبة» فهو شبيه بالزواج التقليدي الذي يمثل سببا رئيسيا لاستفحال ظاهرة الطلاق في مجتمعاتنا فكيف يمكن ان يتحول رابط انساني مقدس مثل الزواج الى مشروع يخطط له مسبقا وضمن شروط مادية كطلب هذه المكاتب من الراغبين في الزواج الاستظهار بالشهادات المهنية او العلمية وغيرها...وتضيف المختصة ان وسائل التعارف هذه (الانترنات -مكاتب الوساطة -الاعلانات...) افقدت الزواج قداسته وحولته الى مجرد خدمة تباع وتشترى. الهدف انساني تتضارب الآراء حول الأهداف الحقيقية لعمل هذه المكاتب فهناك من يرى أنها تسعى الى استعمال هذه الطرق لتحقيق الربح المادي والبعض الآخر يعتبرها طريقة حديثة تعوض دور الوسيط في الزيجات التقليدية وتقول صاحبة احد هذه المكاتب ان هدفها الأساسي في تأسيس هذا المكتب هو التوفيق بين الشريكين ومساعدة الأفراد على تحقيق حياة زوجية جدية وناجحة. واكدت أن اعمار حرفائها تتراوح بين 22و75سنة وان 70بالمائة من المنخرطين بمكتبها هم موظفون وأصحاب شهائد. السيدة فاطمة رجيس، مختصة في علم الاجتماع لا ترفض فكرة هذه المكاتب في حالة توفر عنصري الأمانة والصدق وبشرط ان لا يتحول الامر الى تجارة مضيفة ان المكاتب التي تتوفر فيها هذه الشروط غالبا ما تكون ناجحة باعتبارها تعمل على التوفيق بين الاشخاص الذين تكون صفاتهم وشروطهم متقاربة على كافة المستويات (المستوى الثقافي الاجتماعي...).. ويتأرجح موضوع الزواج عبر مكاتب الوساطة بين مؤيد ومعارض له فمنهم من يراه ذا بعد انساني واجتماعي والبعض الاخر يتفق في انه شكل من اشكال الخدمات التجارية.