فتحت أزمة ارتفاع تسعيرة البنزين في تونس، فرصة اللقاءات العابرة بين الأشقاء من الجزائروتونس بمحطات توزيع الوقود عبر البلديات الحدودية بالطارف، فكانت الفرصة لإحياء ذاكرة الملاحم الرياضية المغاربية من إنجاز أم درمان إلى تتويج نسور قرطاج لكرة اليد ومنبر قناة نسمة التونسية، على اعتبار أنها منبرا مغاربيا جمع ملايين المشاهدين ووحدت شعوب المنطقة. تضاعفت ابتداء من أول أمس سيارات الترقيم من تونس الشقيقة، وأغلبها السيارات الجماعية لنقل المسافرين من المناطق التونسية المجاورة للشريط الحدودي بالطارف، في غزو محطات توزيع الوقود وحملت شعارها لتأشيرة المرور والاستقبال ''وان، تو، ثري فيفا لالجيري ولاتونيزي''. ولم يعد تموينها بهذه المادة محصورا كالسابق ببلديتي أم الطبول والقالة، بل زحفت هذه المرة إلى البلديات الداخلية كعين العسل، الطارف، بوثلجة وبحيرة الطيور على محور الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين القالة وعنابة وأيضا البلديات الحدودية على الطريق الوطني الحدودي 82 الرابط بين الطارف وسوق أهراس مرورا بدائرة بوحجار. وحسب مصالح العبور الحدودي بمركزي أم الطبول والعيون، فإن حركة دخول السيارات التونسية خلال 72 ساعة الأخيرة فاقت أكثر من 400 سيارة تونسية أغلبها عربات النقل الجماعي وعودتها للخروج من التراب الوطني بعد قضاء ساعتين إلى أربع ساعات من دخولها وهذا بغرض تزويدها بالبنزين الذي عرف مؤخرا زيادة 50 مليما في التسعيرة التونسية. ورغم زحمة السيارات التونسية مع الجزائرية في محطات توزيع الوقود، فإن ذلك لم يكن مقلقا أو مملا بين الأشقاء في طوابير مشتركة بقدر ما أضفى عليها استرجاع الملحمة الكروية ل ''الخضراء'' والتتويج الباهر لنسور قرطاج لكرة اليد، وكلها انتصارات وحدت شعوب المغرب العربي في جبهة واحدة ضد مهازل الحكام في هذه المحافل الرياضية. كما دارت دردشات الأشقاء أثناء تخفيف متاعبهم من زحمة الانتظار في محطات الوقود حول قناة ''نسمة'' التونسية التي كانت منبرا مغاربيا استقطب ملايين المشاهدين في بلدان المغرب العربي. وفي جولة قامت بها ''الخبر'' لعدد من محطات توزيع البنزين لاستطلاع ظاهرة طوابير السيارات، أين عشنا أجواء حميمية وتضامنية، من خلال تبادل أطراف الحديث والدردشة بين الجزائريين وضيوفهم التونسيين وتكفل الكثير من الجزائريين بحاجيات بعض الزائرين من كلفة البنزين وفي محطات الوقود، توطدت علاقات التعارف بين الطرفين مع الدعوة المتبادلة للزيارات العائلية في العطلة الصيفية القادمة. الطارف: أونيس ملوك