جدعون ليفي في القاهرة : تل ابيب عاصمة الثقافة العربية جدعون ليفي في القاهرة : تل ابيب عاصمة الثقافة العربية تملكتني الحيرة و الدهشة من الخبر الذي نشرته جريدة المصري اليوم تحت عنوان " صحفي إسرائيلي: القاهرة تنبض بالحياة مقارنة ب«تل أبيب».. وأكثر أمناً من حيفا" في يوم 21/2/2010 من الجدوى من نشر مثل هذا الخير, و ما الفائدة التي تعود علي القارئ في قراءة مثل هذا الخبر , اللهم إلا الترويج لثقافة السلام المزعومة , وإن إسرائيل واحدة من دول المنطقة , و يجب متابعة أخبار مشاهير الفكر و الثقافة فيها , و لذلك فإن الصحيفة عرضت الخبر في معرض المدح , بدليل أنها وصفته " بالمعروف بمواقفه الرافضة للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية " و هو من أشد المعجبين بالكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل. وقد ألقى قبل حوالي عام محاضرة استمرت ساعات في جامعة «بار إيلان» حول الأستاذ هيكل، وصفه خلالها بأسطورة الصحافة، وتعرض ليفي لهجوم شديد من جمهور الحاضرين أثناء الندوة بسبب ما اعتبروه «مديحا» في هيكل. بداية هذا الصحفي الإسرائيلي هو جدعون ليفي عضو مجلس تحرير صحيفة هاآرتس الإسرائيلية و اليساري التوجه , و قد نشرت الصحيفة المذكورة الخبر بعد أن نشر السيد ليفي مقالاُ قصيراً عن زيارته لمصر في صحيفته هاآرتس , و احتفت الجريدة بالمقال و اعتبرته انه مقال يشيد فيه بمصر , يروى فيه تفاصيل زيارته الأخيرة للقاهرة، ألمح فيه لزيارة قام بها إلى قرية برقاش، تجول خلالها في سوق الجمال، وشاهد معالم القرية، دون أن يفصح عن سبب الزيارة، وكشف فيه عن إقامته لمدة أربعة أيام في فندق شهير يطل على النيل، وقدم مقارنة تفصيلية بين القاهرة وميادينها وشوارعها التي وصفها بأنها تنبض بالحياة في مقابل مدينة تل أبيب العصرية الخالية من سحر الشرق وروحه. وأشار إلى أن القاهرة أكثر أمانا بالنسبة للإسرائيليين من حيفا، وأشار ليفي إلى زيارة قام بها إلى مكتبة الإسكندرية، كما زار المتحف المصري، وابتهج بمقابلة مواطنين إسرائيليين يتجولون داخل المتحف. و أنا أقول و هو ليس من باب الفذلكة السياسية, ليفي الصحفي في القاهرة أربعة أيام لماذا ؟ مجرد تساؤل , زيارة قرية برقاش ,القرية ليس بها أي معالم سياحية , فلماذا زيارة هذا المكان تحديداً . مجرد تساؤل ! ,أما ما ورد في عنوان الخبر , القاهرة تنبض بالحياة أكثر من تل أبيب , و هل هذه كلمات تستحق الاهتمام , هل تتساوي القاهرة مدينة التاريخ , أكثر من ألف عام مع مدينة أرضها مغتصبة , و هل يتساوي سكان القاهرة المصريون مع اليهود مختلفي العرق و النسب الساكنين تل أبيب , و الذين لم يجتمعوا إلا علي قتل العرب و المسلمين في هذه الأرض , هل شوارع و ميادين القاهرة التي شيدت بيد أبنائها تتساوي مع الشوارع التي أقيمت علي منازل الفلسطينيين , وإقامة المذابح تلو المذابح , لإقامة المستوطنات و الميادين علي أجساد العرب من الفلسطينيين , هل تتساوي مدينه صنعت التاريخ , من مدينة تسرق التاريخ , إنه لا يشفع له أنه ضد الاحتلال , لأن هذا ليس حقيقي , لأنه لو كان ضد الاحتلال كان الآولي له ترك مسكنه و مدينته التي صنعها علي أنقاض مساكن العرب و الفلسطينيين , و يعود من حيث أتي هو و عائلته , و يترك لنا الأرض المغتصبة , و منذ متى و نحن نذكر تل أبيب علي إنها مدينة اعترفنا بها , لم يتبقي للصحيفة المذكورة أن تعلن تل أبيب عاصمة للثقافة العربية قريباً , و إن عواصم الشرق الكبيرة مثل القاهرة و دمشق و عمان و بيروت و بغداد أصبحت تل أبيب أيضا منهم , , أي سلام يدعوننا إليه , جدعون ليفي الصحفي الصهيوني يقول إن حيفا أكثر أمنا من القاهرة و الفلسطيني لا يجد الأمان في غزة و الضفة و القدس , نحن نرحب و نحتفي بالصحفي , و اليهود يطردون العرب من أراضيهم , ليفي يزور مكتبة الإسكندرية و المتحف و حكومته تعلن ضم الآثار الإسلامية في الخليل إلي التراث اليهودي , أي سلام هذا انه السلام المبتور الذي فرق بين ارض العرب , بين القاهرة و القدس , و بين مدينة برقاش و مدينة الخليل , إنني أحذر الآن من ماهو قادم و ما خططت له أمريكا و معه اللوبي اليهودي في أمريكا من المخطط المتجه نحو الاعتراف الشعبي بالدولة العبرية ضمن نطاق الشرق الأوسط , و بداية التعامل مع الكيان اليهودي علي أساس أنها دولة من دول المنطقة , و قد بدأ ذلك بالفعل و بدأ استقبال وزراء الكيان اليهودي في عواصم الدول العربية حتى التي لم توجد بينها و بين إسرائيل أي اتفاقيات سلام مثل قطر و المغرب و الإمارات , و هذا قد يكون هو هدف الخبر أي اعتبار إن الاهتمام بزيارة الصحفي الإسرائيلي هو نوع من الاهتمام بصحفيين المنطقة سواء أكان عرب أو يهود , و لا يشفع له حبه و تقديره لهيكل عن كونه صحفي صهيوني يدعو إلي إقامة دولة اليهود علي أنقاض فلسطينيين التاريخية و التي هي حيفا و يافا و عكا و عسقلان و النقب , و لا عزاء في وطنكم المسلوب فلسطين مادام يقف علي رأس قضاياها صحف يتساوي فيها المغتصب و الضحية. محمود طرشوبي