نعود إلى الحديث عن العودة إلى تونس من جديد بعد طول غياب ؟ في رأيي المتواضع أن مفهوم العودة إلى تونس بالنسبة للمهجّرين التونسيين وخصوصا بالنسبة لأبناء حركة النهضة والمنتمين إليها سابقا قد اكتنفه الغموض في أذهان البعض, فهناك من يعتبره رمز للإنتصار ؟ وآخر يعتبره رمز للعزة والنخوة ؟ ومثله جواز السفر التونسي الذي لا يعدو أن يكون وثيقة إدارية صار رمزا للعزّة ؟؟ لقد خرج من خرج من أرض تونس من أبناء الحركة الإسلامية لأسباب كثيرة ولكن عموما السبب الأكبر للهروب الجماعي , الخوف على النفس من السجن ,الإستبداد, الظلم المسلط على رقاب العباد ؟؟ باختصار شديد فرّ من فر من تونس بعد أن ضاقت السبل ولم يعد من ملجأ من الطغيان الذي عمّ سوى الهرب والهجرة ,وهذا الهروب قاسم مشترك مع شباب تونس الذي ضاقت به السبل فلم يجد من حل سوى أن يلقي بنفسه في البحر ؟؟ والآن نرى من يتحدث عن العودة الفردية ويضع لها النظريات , وآخرون يصفون مهادنة السلطة أوإلقاء أنفسهم في أحضانها بالعزّة وقد توحي لهم أنفسهم بأن ذلك طريقة لحلحلة الوضع المتردي , أو فرصة لإثبات حسن نية الإسلاميين عموما ؟؟؟ وعموما نسأل أنفسنا سؤالا هل تغير الوضع السياسي في تونس تغيرا يمكّن الشخص الذي هرب من تونس لظلم وطغيان وحقد النظام التونسي وكرهه للإسلاميين , والإسلام , والديمقراطية واحترام القانون ......؟؟ الجواب دون تفاصيل لأنها معلومة للجميع ولأنه يكاد يكون بديهيا ؟ لا ؟ لا؟ لا؟ فدار لقمان على حالها ولا داعي للإستدلال على ذلك ؟ فالحديث في الواضحات يزيدها غموضا فعلام العودة إذن ؟ بل وكيف ؟ وما ثمنها ؟ ما أقلق وأقضّ مضجع النظام التونسي طيلة هذه السنوات العجاف هم المهجّرون التونسيون وكلنا يعلم سياسة النظام التونسي المتغطرس الذي يرفع شعار دعوني أعذب وأقتل وأنتهك كرامة الشعب بصمت ؟ لا أريد أن يسمع العالم بما أقترفه من جرائم ؟ ......... والمهجّرون عموما صاروا شوكة في حلق النّظام الفاشي التونسي فكان لزاما على النظام التونسي أن يجد حلا لهذه المعضلة ؟ إحدى هذه الحلول مقايضة بعض من ضعفت نفوسهم في الغربة بزيارة لتونس دون تبعات الهدف منها كسر وحدة صف المهجرين ومحاولة الفصل بين الحركة وأبنائها ؟؟ ولكن العجب أن تنطلي هذه الحيلة على الدكتور النجار ؟؟ وقد يقال أن هذه مبادرة أواتفاقا سريا بين الحركة والدكتور لتحريك المياه الراكدة ؟؟ فهل تراها تنجح ؟ وهل تنطلي مثل هذه الحيل على نظام يشكّ في نفسه فضلا عن غيره ؟؟ يا دكتور والله إني مشفق عليك من غدر النظام رغم ما أبديته( من حسن نية في نظره ) ولن يدعك هذا النظام حتى تنسلخ من جلدك ؟؟ وحينها سيقولها لك بصراحة لن أصدقك ؟؟ يا دكتور النظام التونسي يحارب الإسلام جهرة و بلا حياء ؟ بل ويفتخر فكيف سيكون موقفك إن عدت حقا لتونس وقد سبق منك الإطراء له ؟ هل ستسكت ؟؟ هل سيتركك النظام تمارس قناعاتك طيلة مدة زيارتك ؟؟ هل سيتركك تزور رفاق الأمس وتحسن إليهم ؟ هل سيتركك وأنت العالم تدرس في المساجد و ... ؟هل سيتركك تمارس حقك وواجبك في الدعوة إلى الله ؟؟ هل ..هل .. وهل ......... ....؟؟؟؟ اسمعني يا دكتور و أستبق الحديث بالقول بأني مستعد وغيري كثيرون لنسيان الماضي هل ينفع الحوار مع هذا النظام من موقع المطالب بالحرية والدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية والدفاع عن الإسلام المضطهد في أرضه ؟؟؟ الجواب بلا تردد ؟ لا ؟ هذا النظام لا يحاور إلا من خلع رداءه وانضم تحت لوائه ؟؟ يا دكتور هذا النظام أذلّنا وضربنا وأهاننا وعذبنا بعد أن قدر علينا في السجن لأننا ؟؟كنا نصلي صلاة الصبح قبل أن يأذن هو بذلك أي قبل الساعة الثامنة صباحا ؟؟ لأنك نظرت إلى أعين أخيك في السجن ؟؟ لأنك صليت صلاتك الجهرية جهرا ؟؟....... لقد مزق المصحف وركل بالأرجل وألقي في الزبالة و...... إخوان الأمس يا دكتور محاصرون في أرزاقهم ومضيق عليهم ؟؟ وهم بالآلاف فهل ستحل أزمتهم برجوعك لوطن الظلم ؟؟ يا دكتور نظام تونس ما ترك فعلا خسيسا إلا وفعله ولا وصفا قبيحا إلا واتصف به فكيف يمكننا أن نحاوره بله أن نصدقه ؟؟ يا دكتور أرجو لك السلامة ؟ ولكنني أقول لن يستفيد من زيارتك سوى النظام الذي سيجمل بزيارتك وجهه القبيح ؟؟؟ وقد تكون زيارتك هذه حجة بيد الدول الأوروبية فترفع الحصانة عنا ويلقى بنا من جديد في جحر الثعلب فنموت حسرة وغما وكمدا لا تعذيبا وألما ؟؟ العمري التونسي