ونسب مبارك لنفسه في الخطاب الذي ألقاه في الذكرى الثامنة والعشرين لانسحاب إسرائيل من آخر جزء من سيناء طبقا لمعاهدة السلام التي وقعت بين البلدين عام 1979 النشاط السياسي المتزايد في البلاد قائلا "ما تشهده مصر اليوم في تفاعل نشط لقوى المجتمع هو نتاج ما بادرت إليه منذ خمسة أعوام مضت." وأشار بذلك إلى تعديل أجراه في الدستور عام 2005 سمح لأول مرة بانتخابات رئاسة تنافسية.
وعد مبارك بأن تكون الانتخابات التشريعية المقررة الخريف المقبل والرئاسية المقررة عام 2011 انتخابات "نزيهة" دون أن يعلن ما إذا كان سيرشح نفسه لولاية سابعة.
وفي أول خطاب له منذ العملية الجراحية التي أجريت له في ألمانيا في 6 آذار/ مارس الماضي، قال مبارك بمناسبة الاحتفال بعيد تحرير سيناء قبل 28 عاما، "إنّني ونحن مقبلون على الانتخابات التشريعية العام الحالي والرئاسية العام المقبل أعاود تأكيد حرصي على نزاهة هذه الانتخابات".
وبصوت ثابت أضاف مبارك، الذي بدا عليه الهزال، "أرحب بكل جهد وطني صادق يطرح الرؤى والحلول لقضايا مجتمعنا ولا يقامر بأمنه واستقراره ومستقبله" في إشارة إلى المعارضة.
وتابع الرئيس المصري في هذه الكلمة التي نقلها التلفزيون على الهواء مباشرة "أقول بكل الصدق والمصارحة إنّني أرحب بهذا التفاعل والحراك المجتمعي طالما التزم بأحكام الدستور والقانون وتوخي سلامة القصد ومصالح الوطن" مستبعدا بذلك أيّ تعديل للدستور.
وكان محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذي أصبح المعارض الرئيسي للنظام المصري، أعلن استعداده لخوض انتخابات الرئاسة في مصر العام المقبل، ولكنه اشترط تعديل الدستور لإلغاء القيود المفروضة على حق المستقلين في الترشح ولضمان نزاهة الانتخابات.
ويشترط الدستور المصري لمن يرغب في الترشح لانتخابات الرئاسة أن يكون عضوا في هيئة قيادية لأحد الأحزاب الرسمية قبل عام على الأقل من الانتخابات على أن يكون مضى على تأسيس هذا الحزب خمس سنوات.
أمّا بالنسبة للمستقلين، فالدستور يشترط أن يحصلوا على تأييد 250 من الأعضاء المنتخبين في مجلسي الشعب والشورى (مجلس البرلمان) وفي مجالس المحافظات التي يهيمن عليها جميعا الحزب الوطني الحاكم.
وتعتبر المعارضة المصرية بمختلف أطيافها أنّ هذه الشروط "تعجيزية" وتهدف إلى منع المستقلين من الترشح.
وتنتهي العام المقبل الولاية الخامسة للرئيس حسني مبارك في السلطة مكملا بذلك 30 عاما في الحكم. ولكنه لم يعلن بعد ما إذا كان سيترشح لولاية سادسة أم لا.
كما لم يوضح نجله، جمال مبارك، الذي كثيرا ما يشار إلى إمكانية أن يخلف والده، موقفه من الترشح للرئاسة.
وكان مبارك (81 عاما) عاد في نهاية آذار/ مارس إلى مصر بعد أن اجريت له عملية جراحية في مستشفى هايدلبرغ في المانيا لاستئصال الحوصلة المرارية وورم حميد في الاثنى عشر.
حذر الرئيس حسني مبارك السبت في أول خطاب يلقيه منذ عودته من رحلة علاج في ألمانيا الشهر الماضي، معارضيه من عواقب مواجهة قد تحدث بينهم وبين حكومته.