تحدى الرئيس المصري حسني مبارك في اول خطاب منذ عودته الى القاهرة بعد فترة نقاهة امضاها في شرم الشيخ اثر خضوعه لعملية جراحية، المعارضة الخميس بان تقدم برامجها السياسية وحذرها من "الفوضى". وقال مبارك (82 عاما) في خطاب بمناسبة عيد العمال "اننا وقد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح مقبلون على انتخابات تشريعية العام الحالى ورئاسية العام المقبل وكلنا في خندق واحد كمصريين قبل أى شىء وكل شىء آخر". واضاف ان "الانتخابات المقبلة -- بشقيها -- حرة ونزيهة وسيكون الشعب هو الحكم وكلمته هي الفيصل فى صناديق الاقتراع". وكان الرئيس المصري وصل الى العاصمة المصرية خلال الاسبوع الجاري من منتجع شرم الشيخ حيث امضى فترة نقاهة اثر عملية جراحية خضع لها في المانيا في آذار/مارس لاستئصال المرارة. وتابع مبارك "اقول لمن يرفعون الشعارات ويكتفون بالمزايدة ان ذلك لا يكفي لكسب ثقة الناخبين وعليهم ان يجتهدوا لاقناع الشعب برؤى واضحة تطرح الحلول لمشكلاتنا وعليهم أن يجيبوا على تساؤلات البسطاء من الناس". وتحدى مبارك الذي واجهت حكومته انتقادات في سياسة الاصلاح الاقتصادي التي اعتبرت في مصلحة رجال الاعمال الاثرياء وقال معارضوها انها ادت الى افقار البلاد، احزاب المعارضة بتقديم برامجها السياسية. وقال "ماذا لديهم ليقدموه لهم؟ ما هي سياساتهم لجذب الاستثمار واتاحة فرص العمل؟ ما هي برامجهم لرفع مستوى معيشة محدودي الدخل منا؟ كيف يرون التعامل مع مخاطر الإرهاب على بلدنا وشعبنا وماهي مواقفهم من قضايا سياستنا الخارجية في منطقتنا والعالم من حولنا". واكد الرئيس المصري انه "متمسك باستكمال ما وعدت به من اصلاحات سياسية ترسخ دعائم الديموقراطية وتدعم دور البرلمان والاحزاب وتعزز استقلال القضاء وتنأى بالدين عن السياسة". ويفترض ان تجري انتخابات تشريعية هذه السنة في مصر يليها اقتراع رئاسي. ولم يعلن الرئيس المصري الذي يحكم مصر منذ 1981 ما اذا كان سيترشح للاقتراع. وقال مبارك "اتابع ما تموج به مصر من تفاعل نشط لقوى المجتمع وارحب به باعتباره ظاهرة صحية ودليلا على حيوية مجتمعنا". واضاف "لكنني (...) اتحسب من ان ينزلق البعض بهذا التفاعل الى انفلات يعرض مصر وابناءها لمخاطر الانتكاس". وتابع الرئيس المصري "لا مجال فى هذه المرحلة الدقيقة لمن يختلط عليه الفارق الشاسع بين التغيير والفوضى وبين التحرك المدروس والهرولة غير محسوبة العواقب او لمن يتجاهل ما اعتمده الشعب من تعديلات دستورية منذ 2005 وما يتعين ان يتوافر للدساتير من ثبات ورسوخ واستقرار". واكد مبارك "انني من موقعي كرئيس للجمهورية وكمواطن مصري حريص على هذا الوطن فى حاضره ومستقبله، ادعو جميع ابنائه للالتقاء على كلمة سواء ترتفع فوق الشعارات والمزايدة وتعي الاحتياجات الحقيقية للاغلبية الكاسحة من أبناء الشعب". وتنتهي العام المقبل الولاية الخامسة للرئيس حسني مبارك في السلطة مكملا بذلك ثلاثين عاما في الحكم. بواسطة سامر الاطرش - 6 ماي 2010