أكّد الأستاذ عبد اللطيف الحناشي الباحث و استاذ القانون السياسي ل''الجريدة'' أنّ ''الخطاب السياسي لمرشحي الرئاسة قبيل الدور الثاني لانتخابات الرئاسيّة يمثّل خطرا على المجتمع التونسي و على مستقبل العملية الديمقراطيّة'' . فما تشهده الساحة من اثارة للنعرات والعروشية و الجهويّة يهدّد بتقسيم البلاد الى شقّين بين شمال موالي للمرشّح الباجي قائد السبسي وجنوب موالي لمحمد المنصف المرزوقي و ما تشهده مواقع التواصل الإجتماعي '' الفايسبوك '' من صفحات مشبوهة تتعمّد ذكر بعض الجهات كقفصة و بنقردان ... وتهدّد بإغراق البلاد في حمام دم في حال صعود الباجي قائد السبسي الى الحكم يزيد من وتيرة المشاحنات و التهديدات الداخلية. وما نأسفه هو انسياق السياسيين و المثقّفين لهاته الخطابات و محاولة الدفاع عنها و التصعيد فيها عبر التراشق بالتهم بينما يفرض الوضع الحلي علينا اليوم عقلنة خطابنا حتى نساهم في تهدئة الأجواء. كما أنّ تأثير الاستقطاب الثنائي الذي تشكّل خلال الجولة الأولى للرئاسيّة بدأ يرمي بظلاله على الجولة الثانيّة و ينذر بتشكيل مشهد جديد تشوبه بقع توتر و تهديد بانقسامات لم يعتدها التونسي الذي تربّى على قيم الوحدة و التضامن و الحوار. وما يزعج حقاّ ما سيخلقه هذا الخطاب السياسي الموجّه من ضغائن واحقاد بين مواطني الشعب الواحد في الوقت الذي نحن بحاجة فيه لخوض حملة انتخابية بمضمون سياسي رفيع حتى نساهم في تأسيس تجربة ديمقراطية شهد لها الاجانب قبل التونسيين بنزاهتها وشفافيتها. وما تشهده تونس اليوم من مخاطر انقسامات داخلية طفت على السطح بفعل الخطاب السياسي الداخلي تعزّزه تهديدات خارجية جاءتنا من ليبيا حيث كشفت تقارير نشرتها بوابة افريقيا الإخبارية أنّ مبعوث زعيم تنظيم "داعش" بليبيا المدعوّ '' تركي بن مبارك البنعلي'' قد نادى بتقسيم تونس في كلمة ألقاها بعد صلاة الجمعة في مسجد الرباط بمدينة سرت الليبية . وأوضح ''تركي'' أنّه وفقا لتعليمات أبو بكر البغدادي خليفة ''داعش'' قد "حان الوقت لتركيز جهودنا في تونس، التي هي جزء من خطة تحرير العالم الإسلامي. فتونس صارت أرض جهاد وإخواننا فيها يحتاجون الى دعمنا. خاصة وأنّ النظام الذي عاد لسدة الحكم ( ويعني به صعود حركة نداء تونس الى الحكم ) هو ذاته الذي يساند الطاغية بشار، لذلك سنحاربه والبداية ستكون بعزل جنوب البلاد''.