ليس من حق أي كان على وجه هذه الأرض أن ينازع التونسيين اليوم في افتخارهم واعتزازهم بكونهم تونسيين. تونس نسجت لنفسها مثالا تونسيا صرفا وليس مهما في هذا السياق بالذات إن كان رئيسنا القادم الباجي قايد السبسي أو المنصف المرزوقي. التونسيون اختاروا نمط حياتهم بأنفسهم وبأصابعهم رسموا الطريق التي يرغبون وسلكوها إلى النهاية. صبروا وقاوموا كابدوا الصعاب وضحّوا بالكثير في سبيل رسم معالم تونس الحديثة. لا أحد يمكنه اليوم أن يجادل التونسيين في ديمقراطيتهم وبإمكان أي تونسي اليوم أن يدخل في نقاش الأنداد مع أي مواطن أوروبي أو أميركي ويقارعه حول الديمقراطية. نحن صنعناها فريدة من نوعها, ونحن آمننا بها رغم كل محاولات التشكيك والتتفيه, ونحن قدّمنا أرواحنا ودماءنا في سبيل الحرية والكرامة. شكري بلعيد ومحمد البراهمي ولطفي نقض والأمنيون والجنود ومن قبلهم شهداء الثورة وجرحاها, هؤلاء جميعا هم وقود هذه الديمقراطية التي ستحافظون عليها ستظل راسخة ولن نتنازل عنها سواء للباجي أو للمرزوقي. نحن اليوم شعب يحكم نفسه بنفسه ونحن اليوم شعب تُقدّر أصواته بالذهب الخالص, فارفع رأسك عاليا أيها التونسي أنت من صنع الإنجاز وأنت من يستحق التهنئة لا الرئيس القادم الذي لن يكون إلا منفّذا لإرادة هذا الشعب العظيم. أنت أيها الشعب التونسي العظيم من تتحدث عنه اليوم كل وسائل إعلام العالم, ومن ينكبّ على دراسة مساره الديمقراطي أكبر الدارسين والمحللين. وإني لعلى يقين أن ما صنعه التونسيون سيُدرّس غدا في أكبر معاهد وجامعات العالم المتحضّر. غدا يسألك أحفادك عن سرّ هذا النجاح الذي صنعناه وستجيبهم أن السر يكمن فقط في أننا تونسيون, ارفعوا رؤوسكم يا سادة فأنتم تونسيون..