يبدو ان دعوة الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي لعدم التطاول على دولة قطر قد فهمت بنقيضها حيث عمد الناشطون على صفحات الفيسبوك إلى ''التطاول'' على قطر وأميرها وزوجته ولم يسلم من هذه الحملة السيد المرزوقي وحكومة النهضة. وتعددت التعاليق والآراء حول دعوة المرزوقي، الذي هدد بتتبع كل من يتطاول على قطر قانونيا، بين السخرية والانتقاد حيث استغرب احدهم ''حماسة'' المرزوقي لصالح دولة قطر التي لم تعرف دستورا إلا حديثا عكس تونس التي كان لها شرف بعث اول دستور عربي إفريقي في 26 أفريل 1861. بينما وصف آخر تصريح المرزوقي بالفضيحة ودعا قطر إلى منح المرزوقي الجنسية القطرية خاصة وانه مستميت في الدفاع عنها أكثر من استماتته في الدفاع عن مصالح بلاده. كما تواصلت حملة الاستهزاء من دولة قطر حيث كتب احد المبحرين '' كل دول العالم تُنظّم ماراتونات وراليات وسباقات لإجتياز ترابها من الشمال إلى الجنوب، إلاّ قطر، يمكن عبور مساحتها عبر القفز بالزانة'' وعلق آخر " هل تعلم ان الفنانة صباح عمرها اكبر من عمر قطر ؟". كما لم تغب تعليقات السياسيين على دعوة الرئيس حيث كتب اياد الدهماني القيادي في الحزب الجمهوري على حائطه "في توضيح لرؤية الترويكا، السيد الرئيس ينقح القولة الشهيرة لامينه العام المستقيل لتصبح : تطاولوا على النهضة، تطاولوا على تونس، تطاولوا على المؤتمر، ولكن لا تتطاولوا على قطر..". هذه الحملة وان كانت تلقائية في ظاهرها إلا انها تخفي عديد المدلولات السياسية في طياتها فقطر وقيادتها كانت وراء دعم تيار الاخوان المسلمين للوصول إلى سدة الحكم في دول ما يعرف ب''الربيع العربي'' سواء عبر التمويل المالي او عبر ذراعها الاعلامية ''الجزيرة'' التي اصبح البعض يسميها '' الحقيرة'' وهو ما خلق كراهية شعبية متزايدة لدولة قطر وأميرها وبطانته مقابل تمسك الحكام ''الجدد'' بأداء فروض الطاعة والولاء لولي نعمتهم القطري..