تداولت عديد المواقع و الصحف الالكترونية اليوم صورة ،ستدخل التاريخ،إطارها الحوار الوطني الذي نظمه الاتحاد التونسي للصناعة و التجارة والصناعات التقليدية بالعاصمة، و ظهر فيها و بالترتيب ،كمال مرجان عن حزب المبادرة و راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة و حمادي الجبالي الأمين العام للحركة،و الباجي قائد السبسي ،ثم نشرت أخرى فيها مصافحة بالأيدي بين الشيخين،رئيسي الحزبين قائد السبسي والغنوشي و يتوسطهما الجبالي بضحكته الشهيرة. و قد أثارت الصورتان اهتمام الكثيرين نظرا لل''الحرب'' غير المعلنة بين الطرفين،قائد السبسي والغنوشي، حيث لا يفوت أي منهما الفرصة للحديث عن الثاني و انتقاده بالتلميح أو بالتعبير الصريح المباشر، وآخرها ما حدث يومي الجمعة و الخميس حيث اتهم راشد الغنوشي حكومة قائد السبسي بالتساهل مع الإرهاب قبل الانتخابات الماضية، ورد عيه رئيس حركة نداء تونس بأن الإرهاب في تونس ليس حديث العهد بل يعود إلى سنوات. ردود الفعل تباينت بين من يرفض اللقاء بين ''الشيخين'' لأن ذلك يدخل في إطار النفاق السياسي خاصة و أنه كثيرا ما يتم التراشق بالتهم بين الطرفين''كلما سنحت الفرصة''و بين شق آخر رأى في الصورة سلوكا حضاريا لا مثيل له جمع بين طرفي نقيض،كل منهما ينظر إلى الآخر على أنه إرهابي،و بينهما مشروع تحصين الثورة القادم على مهل لأغراض سياسية لم تعد خافية عن أحد،و رأى فيه أيضا إعلاء ل''مصلحة البلاد بعد الخراب الذي شملها''مثلما قيل. صورة الشيخين المجتمعين و بينهما الجبالي الذي ترى فيه حركة النهضة''رئيسها القادم''و إلى جانبهم كمال مرجان''الحليف الجديد''لحكة النهضة ،لم تبدو بريئة و إن كانت كذلك،كما أنها توحي بأي صلح أو انسجام بين الشخصيات فيها بقدر ما تؤكد مجددا أن السياسة لا دين و لا لون و لا أخلاق لها،و هي ستدخل التاريخ حتما لتؤرخ فيها لفترة غير مشرقة تعيشها تونس تصافحت فيها أيدي المسالمين مع الإرهابيين،و التقت فيها وجوه الداعين إلى الإقصاء و العقاب و نبذ الحوار مع من لا يرى مخرجا سوى في الحوار الديمقراطي المسؤول...مصافحة''تاريخية''بين من يرفض العنف و من يشرع له ،بين من يرى تونس دائمة الخضرة و بين من يكسوها لباس السواد،لباس الكراهية و الحقد و الرغبة في الانتقام... لكن التاريخ لا يرحم...