توقّفت منذ يوم أمس الاثنين كلّيا أنشطة معمل المجمع الكيميائي التونسي الواقع بمعتمدية المظيلة من ولاية قفصة، والمختص في إنتاج ثلاثي الفسفاط الرّفيع، بسبب نفاذ الموادّ الاولّية من فسفاط وكبريت، وفق ما أكّده المدير الجهوي للمجمع بالجهة مصطفى مراد لمراسلة (وات) بقفصة. وبيّن المسؤول أن وحدة الحامض الكبريتي بهذا المعمل قد توقّفت أمس الاثنين عن النشاط، وهي الوحدة التي يعتمد عليها في إنتاج الحامض الفسفوري وثلاثي الفسفاط الرّفيع، لافتا إلى أنّ توقّف هذه الوحدة يعني « شللا تامّا » في نشاط معمل المجمع الكيميائي التونسي. وتتسبّب الاعتصامات التي تشلّ منذ 20 جانفي الماضي كلّ منشآت شركة فسفاط قفصة من مقاطع لاستخراج الفسفاط ووحدات إنتاجه بمعتمديات المتلويوالمظيلة والرديف وام العرائس، في عدم تزويد معامل المجمع الكيميائي التونسي بالمظيلة وأيضا بقابس بمادّة الفسفاط. وتعدّ معامل المجمع الكيميائي التونسي بالمظيلة وقابس إلى جانب الشركة التونسية الهندية لصنع الاسمدة، اهمّ حرفاء شركة فسفاط قفصة. وأفاد المدير الجهوي لمعمل المظيلة أنّه لم يتم منذ 20 جانفي الماضي تزويد معمل المظيلة لانتاج الاسمدة الكيميائية بأيّ كمّية من حاجياته من الفسفاط التجاري والمقدّرة يوميا بنحو 2600 طنّ . كما توقّف، حسب نفس المسؤول، نشاط معمل المظيلة في نقل مادّة ثلاثي الفسفاط الرّفيع إلى مراكز الشحن والتصدير بصفاقس، بسبب تعطيل نشاط الخطّ الحديدي الذي يربط بين معمل المجمع الكيميائي التونسي بالمظيلة ومحطّة الارتال، حيث يعتصم على مستوى هذا الخّط عدد من المطالبين بفرص عمل. ولفت المدير الجهوي للمجمع في هذا السياق إلى تداعيات تعطيل نقل ثلاثي الفسفاط الرّفيع إلى مراكز الشحن والتصدير بصفاقس من حيث الايفاء بالتزامات معمل المظيلة تجاه حرفائه الاجانب وخاصة بنغلاديش التي وصفها ب « الحريف الاستراتيجي »، واشار إلى تعطّل نقل حمولتين (52 ألف طن من ثلاثي الفسفاط الرفيع في بداية شهر فيفري الجاري) إلى هذا البلد. كما لفت الى تداعيات توقّف المعمل عن النشاط من حيث الخسائر المالية التي وصفها بالفادحة، دون أن يقدّر قيمتها، وأيضا إلى ما يشكّله هذا التوقّف من خطورة على معدّات المعمل، باعتبار أن إعادة تشغيلها تستدعي فترة زمنية مطوّلة لن تقلّ عن 15 يوما.