تستمرّ بجهة قفصة أزمة قطاع الفسفاط وبدأت تداعياتها تنعكس على قطاع إنتاج الاسمدة الكيميائية حيث صرح اليوم لمراسلة (وات) مدير معمل المظيلة المختص في إنتاج ثلاثي الفسفاط الرفيع أنّ هذا المعمل سيتوقّف كلّيا عن العمل بعد يومين لمدّة لن تقلّ عن 15 يوما في حال لم يتمّ تزويده في اليومين القادمين بالفسفاط. وكانت عملية تزويد هذا المعمل بالفسفاط المبلّل والجاف قد توقّفت منذ 14 أفريل الجاري بسبب موجة الاحتجاجات الاجتماعية التي تشهدها مناطق إنتاج الفسفاط بولاية قفصة وهو ما أدّى في مرحلة أولى الى توقّف نشاط وحدة إنتاج الحامض الفسفوري ثم في مرحلة ثانية نشاط وحدتي إنتاج ثلاثي الفسفاط الرفيع. وقال مدير المعمل أنّ وحدة إنتاج الحامض الكبريتي التي بقيت تنشط ستتوقّف بدورها بعد يومين في حال لم يتمّ جلب الفسفاط الى المعمل واستأنفت وحدات إنتاج الحامض الفسفوري وثلاثي الفسفاط الرفيع نشاطها،موضحاأنّ « طاقة خزن الكبريت بهذا المعمل قد بلغت أقصاها وهو ما يتوجّب وقف إنتاجه». وفي حال تمّ وقف نشاط المعمل كلّيا فأنّه لن يستأنف نشاطه قبل فترة لا تقلّ عن 15 يوما حسب تأكيد نفس المسؤول باعتبار أن إعادة تشغيل وحدة إنتاج الحامض الكبريتي تستدعي عمليات تبريد وإعادة تسخين وصيانة فنية دقيقة. ويشار إلى الانقطاع الكلي منذ أكثر من أسبوعين لعمليات إنتاج الفسفاط ونقله الى حرفاء شركة فسفاط قفصة وهي بالخصوص معامل المجمع الكيميائي التونسي بكل من المظيلة وغنوش وصفاقس والشركة التونسية الهندية للاسمدة بالصخيرة. ويعتصم بمناجم استخراج الفسفاط الخام وبوحدات إنتاجه وأيضا بمسالك نقله عن طريق السكة الحديدية والشاحنات أعداد كبيرة من المطالبين بالتشغيل. وحسب مسؤول دائرة الاتصال بشركة فسفاط قفصة علي هوشاتي فإنه لا بوادر انفراج في الوقت الحالي بخصوص إستئناف نشاط استخراج وإنتاج الفسفاط ونقله بسبب ما اعتبره « تمسّك المعتصمين بمطالبهم في التشغيل العاجل». وتقدّر حاجيات معمل المظيلة لانتاج الاسمدة الكيميائية لوحده من الفسفاط المبلّل يوميا بنحو ألفي /2000/ طنّ ومن الفسفاط المجفّف بنحو 600 طنّ. وقدّر المدير الجهوي للمعمل الكيميائي التونسي بقفصة محمد بوكثير بأن إنتاج هذه المعمل لم يتجاوز خلال الثلاثية الاولى من العام الجاري حدود 54 بالمائة من طاقة إنتاجه بسبب تذبذب وعدم انتظام نسق تزويده بمادتّي الفسفاط المبلّل والجاف وبالكمّيات اللازمة. وبلغ إنتاج معمل المظيلة من الاسمدة الكيميائية منذ بداية العام والى غاية 26 أفريل الجاري 92 الف طن من ثلاثي الفسفاط الرفيع مقابل توقعات كانت تروم بلوغ 127 الف طن أي بنقص تقدر نسبته ب-28 بالمائة.