تتواصل أحداث العنف والشغب وحملة الاعتقالات والمداهمات الليلية في منطقة الحنشة من ولاية صفاقس من قبل أعوان الأمن مما أدى إلى حالة من الفوضى والاستنفار ودعوة الأهالي ونشطاء سياسيين إلى إضراب عام اليوم. وقد أفادنا الناشط السياسي وعضو في منظمة مناهضة التعذيب شفيق العيادي أن معتمدية الحنشة تعيش حالة من الفوضى والغليان وشلل كامل وفي حالة حصار عام وشامل حيث عاشت المدينة احتجاجات كبيرة خاصة بعد إيقاف مواطنين اثنين وقد تدخل الأمن بأوامر من السلط المحلية والجهوية بشكل سافر وهمجي معتمدا على الهراوات والغاز المسيل للدموع وتم اقتحام المنازل وترويع السكان واعتقال العشرات من الشباب والناشطين السياسيين . وتعيش المنطقة أحداثا دامية ودعت مكونات المجتمع المدني ونشطاء سياسيين وأهالي الحنشة إلى الدخول اليوم في إضراب عام وإغلاق المحلات التجارية ولكن هذا اليوم يصادف السوق الأسبوعية في الجهة بحيث لم يتم التمكن من تفعيل الإضراب العام الذي لم تدع إليه جهة نقابية رسمية وإنما يأتي في إطار الاحتجاج والمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين. وحسب ما أشار إليه محدثنا فإن أسباب هذه الأحداث تعود إلى أن مواطنين قاما برفع شكوى ضد حركة النهشة على خلفية الاعتداء عليهما بالعنف من قبل أعضاء من النهضة على خلفية الاحتجاجات الأخيرة حول انتخابات تجديد هيئة الجمعية التنموية المحلية التي تسيطر عليها النهضة وتم اعتقالهما مما أثار غضب الأهالي واحتجوا على ذلك وقوبل احتجاجهم بالقمع والترهيب والعنف من قبل أعوان الأمن وتواصلت حملة الاعتقالات حيث بلغ عدد المعتقلين أكثر من 80 شخص مما زاد في حدة التوتر الاجتماعي والأمني بالجهة. وأكد شفيق العيادي أن النهضة تسعى إلى الزج بالجهاز الأمني في التجاذبات السياسية وقد سعت مكونات المجتمع المدني وبعض الأحزاب إلى التوصل إلى حل توافقي والخروج من التوتر والاحتقان الذي تعيشه المنطقة ولكن الوالي رفض التفاوض معهم باعتبار انه ممثل الحزب الحاكم في الجهة ولا زالت تتكرر المصادمات والاعتقالات وحالة غليان في تزايد مستمر والأهالي مصرون على المطالبة بإطلاق سراح أبنائهم والأمن يفرط في استعمال القوة مما ينبئ بمزيد من التصعيد والتوتر. ويعيش أهالي الحنشة في حالة رعب وملاحقات بالغاز المسيل للدموع من طرف الأمن للشباب المنتفض ورمي الغاز المسيل للدموع في الأحياء والمنازل وفي المقابل يحاول الأهالي التصدي لأمن بالحجارة والوسائل المتاحة لهم.