عندما قررت الحكومة التونسية طرد السفير السوري تضامنا مع الشعب السوري المناضل وتعبيرا عن عدم استعداد تونس الثورة مواصلة ايواء... ممثل نظام القمع في سوريا تباينت في تونس بعض المواقف من هذا الموقف. وقد شدني ما قاله السيد عبد الله العبيدي، مدير الإعلام سابقا بوزارة الخارجية، في هذا الشأن فقد شن ومن خلال قناة نسمة بالذات، هجوما عنيفا على الحكومة وقال بالحرف الواحد:"هذا تدخل سافر في شؤون خارجية" وانتقد عدم تنسيق الحكومة مع "الجار المغربي" (نعم المغرب أصبحت جغرافيا جاراتنا...) ومع القوى الإقليمية كالجزائر..وذكّر بالخصوص "بالسياسة التشاورية لتونس التي حيزتها عن باقي الدول سابقا"..واستغرب من عدم "تحاور الحكومة التونسية مع النظام السوري"!! ومن هذا الموقف نفهم كيف كانت السياسة الإعلامية والسياسة الخارجية تصاغ في تونس في عهد المخلوع...فالشعب السوري يباد يوما بعد يوم و"السيد" يدعو إلى الحوار مع النظام السوري؟ وفي اول موقف جريء اتخذته الحكومة قال "سي السيد" إنه تدخل سافر في شؤون خارجية..!! أي تدخل وأي سافر يا سي عبد الله؟أم أن الأمر لا يخرج عن إطار انتقاد أداء "حكومة النهضة" حتى إن أصابت في قرارها؟