بعد مرور 12 عاما تربع فيها نتنياهو على عرش إسرائيل، نجد أنفسنا اليوم أمام حكومة جديدة، ستشارك نتياهو الحكم. و تتألف الحكومة الإسرائيلية الجديدة من "كوكتيل حزبي" نجد ضمنه اليمين و اليسار و الوسط و حتى العرب.. و في ما يلي التشكيل الحزبي للحكومة الإسرائيلية: – "هناك مستقل" (وسط/ 17 مقعدا من أصل 120 بالكنيست) – "يمينا" (يمين/ 7 مقاعد) – "العمل" (يسار/ 7 مقاعد) – "أمل جديد" (يمين/ 6 مقاعد) – "أزرق- أبيض" (وسط/ 8 مقاعد) – "ميرتس"(يسار/ 6 مقاعد) – القائمة العربية الموحدة (4 مقاعد) – "إسرائيل بيتنا" (يمين/7 مقاعد) و يرى الفلسطينيون أن هذه الحكومة الممثلة أساسا في كل من "يائير لابيد" زعيم حزب "هناك مستقبل" و "نفتالي بينيت" زعيم حزب "يمينا" حكومة متطرفة بامتياز، سيفوق تطرفها و معاداتها للفلسطينيين، ما عاشته و قاسته الدولة المحتلة عصر نتنياهو، إذ يُعْتَبَر "بينيت" من أشد المعارضين و الرافضين لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عن الكيان الصهيوني، حيث يعتقد هذا الأخير أن قيام دولة فلسطينية سيكون بمثابة الإنتحار لإسرائيل. و يرى محللون بأن أعضاء هذه الحكومة من أشد الناقمين على فلسطين، إذ يؤيد أغلبهم عمليات الإستيطان، و مصادرة الأراضي و الممتلكات الفلسطينية، وصولا إلى تشريع قتل المواطنين الفلسطينيين. و لكن ما يلفت الإنتباه في هذه الحكومة هو احتواها على عناصر عربية ممثلة في "القائمة العربية الموحدة" التي تمكنت من حيازة أربع مقاعد بالكنيست. و على ضوء هذا نتساءل، كيف سمح الإسرائيليون بتواجد مثل هذه القائمة بحكومتهم؟ ثم ما الغاية من وجود هذه القائمة أو الحزب؟ و هل سيحول وجود العنصر العربي بالحكومة الإسرائيلية دون مزيد تقتيل و انتهاك حرمة الفلسطينيين؟ اعتبر البعض أن تواجد العنصر العربي وسط الحكومة الإسرائيلية سيكون له تأثير إيجابي، من ناحية إنصاف العرب المقيمين بالدولة الإسرائيلية، كما أن مشاركة العرب في الحكم الإسرائيلي ستكون فرصة لإلقاء الضوء على العديد من الملفات المسكوت عنها، و تعتبر هذه المرة الأولى من نوعها التي يدخل فيها حزب عربي التشكيل الحكومي الإسرائيليلي. و في هذا السياق اعتبر "محمد حسن كنعان" رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي سابقا، أن انضمام القائمة العربية الموحدة للائتلاف الحكومي المقبل، سيضيف الكثير للمجتمع العربي الفلسطيني داخل إسرائيل، من حيث القضايا الأساسية التي تخصه، كقضايا العنف و الجرائم و قانون كمينتس الذي كان سببا في السماح بهدم منازل العرب. و يبلغ العدد الجملي للعنصر العربي بالداخل الإسرائيلي مليون و 966 ألف أي حوالي 21% من إجمالي عدد السكان. يبدو أن هذا الحزب أو القائمة العربية في عيون المحللين، سيوجه اهتمامه فقط نحو العرب الفلسطينيين المقيمين بإسرائيل! فماذا عن الفلسطينيين المقيمين خارج إسرائيل؟ كل هذه المؤشرات تدل على أن القضية الفلسطينية التي عهدناها ستبقى على حالها، فمهما تغيرت و تعاقبت الحكومات فإن الواقع الفلسطيني باق على حاله. و حتى تطبيع الدول العربية مع الكيان الصهيوني، و الجهود الأمريكية الساعية لتهدئة الأمور بين الطرفين، لا تصب في مصلحة الفلسطينيين و لا تخدم قضيتهم بأي شكل من الأشكال. الوجود العربي بالحكومة الإسرائيلية لا يتجاوز كونه ديكورا، يغيب عنه التأثير الحقيقي و العميق في القضية. فمن هو الإخواني منصور عباس؟ دخل الإخواني منصور عباس عالم السياسة منذ ما يقارب الثلاث سنوات، حيث ترشح للإنتخابات التشريعية الإسرائيلية 3 مرات. و كان طبيب أسنان ذو توجه إسلامي. أما الآن فقد أصبح سياساً معروفاً و شهيرا، وهو يشغل منصب نائب الرئيس في حزب الحركة الإسلامية الجنوبية، التي انشقت في 1995 عن الحركة الإسلامية المحظورة. في انتخابات مارس 2020 قام بتشكيل حزب الحركة الإسلامية الجنوبية جزءاً من "القائمة المشتركة"، التي حصلت على 15 مقعداً في البرلمان. و في جانفي 2021، انفصلت الحركة الإسلامية الجنوبية عن القائمة التي تداعت بسبب خلافات برزت بين الطرفين، وترشّح منصور عباس عن القائمة العربية الموحدة. القائمة المشتركة تألفت "القائمة المشتركة" من مجموعة ذات توجهات مختلفة يسارية و شيوعية وإخوانية، و قد صرحت بأنها تمثل جزءا من قوى المعارضة، و صوت عرب ال 48 الذين يشكلون خمس الناخبين في إسرائيل، وحازت على 6 مقاعد في الكنيست. واستفاد عباس من الفوضى ومن انهيار حزب "أزرق-أبيض" الذي تزعمه الجنرال المتقاعد بيني غانتس واستطاع منافسة الليكود لفترة وجيزة، ليبرز على الساحة السياسية كلاعب يحسب له ألف حساب. كل من هو اخواني و ذو توجه إسلامي يصب ضرورة في حركة حماس.. فهل يعني هذا أن حركة حماس أصبحت ملتحمة بإسرائيل من خلال كونها جزأ من حكومتها؟