من استمع إلى أخبار مختلف القنوات الأوروبية في حدود الساعة الثالثة بعد ظهر الجمعة 22 جويلية وهي تعلن عن انفجار ضخم في حي الوزارات بقلب مدينة أوسلو عاصمة النرويج أن 11 سبتمبر جديد سيضع المسلمين في قفص الاتهام ... خاصة وأن محرري الأخبار في شتى أنحاء أوروبا رجحت بأن تكون القاعدة وراء هذا الانفجار الرهيب وفسّر المحللون ذلك بأن النرويج متورطة في أفغانستان وهي تشارك في العمليات العسكرية بليبيا إلى جانب عدة صحف محلية أعادت نشر الصور المسيئة إلى الرسول الأعظم ...واندفع كتّاب الأخبار والمحللون في الكشف عن حقدهم وعداءهم ضد المسلمين وارتفعت نبرة الحقد والكراهية عندما وصل خبر الهجوم على مصيف الشباب قرب أوسلو وتواصل الهجوم السافر على المسلمين ولو أنهم يتحدثون عن القاعدة وفرضية الانتقام لمقتل بن لادن...وفي المساء فقط كشف خبر غامض ودون إعطاء توضيح ما أن الهجوم على المصيف تم من طرف شاب أشقر ..وبقي المسلمون في قفص الاتهام إلى اليوم الموالي حين كشفت الشرطة عن هوية الذي ارتكب المجزرة وهو شاب أشقر وعيناه زرقاوان وهو نرويجي ولد بتراب النرويج ولم يطلقوا عليه كلمة "الإرهابي" بل يشيرون إلى "المتهم" وكأنهم يلعنون القدر الذي وضع الشاب الأشقر في هذا المأزق ولأن مثل هذه الأعمال يجب أن تكون من صنع السمر والزنوج حتى يمكن التهجم عليهم كما يجب ...بل إن مختلف التعاليق والتحاليل ظلت تبحث عن دوافع وهمية للدفاع عن " مرتكب الهجوم" دون لومة أو لعنة حتى وإن وصل عدد القتلى إلى أكثر من تسعين ضحية هلكوا وأكثر من ثمانين من الجرحى ...ووجدوا عذرا ثمينا ألا وهو أنه يكره الأجانب وخاصة الإسلام والمسلمين وهكذا فإن هؤلاء هم سبب وقوع هذه الجريمة النكراء . وكل الجرائم التي ارتكبت في أوروبا ألصقت عند ارتكابها بالعرب والمسلمين قبل أن يتضح أن المجرمين هم من سلالة الغوليين والفايكنيغ ... حقد مسبق يتحكم في عقول الأوروبيين ويلصقون بمفعوله كل الأشياء السلبية بالأجانب بينما صفحات القضايا اليومية في مختلف الصحف الأوروبية تعج بمآسي القتل والاغتصاب والمحرمات والسطو والاعتداء بالعنف الشديد ومع ذلك يحلو للمحليين ان يلصقوا مختلف ألوان الانحراف بالأجانب ...بل عند الحديث عن جريمتي أوسلو يبرز النقاش أن الاهتمام اتجه نحو انتقاد المهاجرين والأجانب أصحاب البشرة السمراء ويغضون الطرف عن صانعي الاجرام المنظم القادم من بلدان الكتلة الشرقية السابقة ..بشرتنا دليل اتهام حتى ولو كنا أبرياء ...هذا هو قدرنا . محمد الجميلي