دافع راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة على تعيين الشاذلي العياري محافظا جديدا للبنك المركزي، المنصب الذي بقي شاغرا منذ أن تمّت المصادقة على مطلب الرئيس المؤقت بإقالة مصطفى كمال النابلي في جلسة بالمجلس التأسيسي في 19 جويلية الحالي. فقبل انعقاد الجسلة العامة عشية يوم الثلاثاء 24 جويلية لمناقشة تعيين الشاذلي العياري، نشر راشد الغنوشي مقالا اثار جدلا على صفحته على الفايس بوك بعنوان "لماذا هذه الحملة على الشاذلي العياري: هل لأن الترويكا اختارته؟"، قال فيه إنّ الشاذلي العياري كانت له "علاقة خفيفة" مع النظام السابق. (أنظر المقال)
واستغرب الغنوشي من الانتقادات الموجهة للشاذلي العياري، معتبرا أنه "قمة إقتصادية وقامة سامقة" وأفضل بديل لخلافة كمال النابلي على رأس البنك المركزي لما يتمتع به من كفاءة ومهنية، وفق رأيه، وكأن البلاد لا تمتلك كفاءات وطنية بديلة؟؟
ولم يكن الغنوشي لوحده الداعم لتعيين الشاذلي العياري فقد جاء على لسان رئيس كتلة حركة النهضة صحبي عتيق في تصريح إذاعي اليوم الثلاثاء بأنه لا يوجد أي مانع في مساندة القرار الجمهوري القاضي بتنصيبه محافظا جديدا للبنك المركزي. كما سبق أن صرح المستشار السياسي لرئيس الحكومة المؤقتة بتمسك "الترويكا" بتعيين العياري، رغم الجدل الدائر حول ماضيه.
والشاذلي العياري كان أحد الخبراء الاقتصاديين المبايعين لرئاسة بن علي عام 2014 وكتب له كتابا ( بن علي .. 20 سنة من الطوح والإنجاز) يمجّد فيه إنجازاته طيلة 23 عاما من حكمه، وتدور حوله تساؤلات كثيرة حول مدى استقلاليته عن الحكومة المؤقتة، التي تقودها النهضة وعن مدى التزامه بالحفاظ عن استقلالية البنك المركزي تجاه السلطة التنفيذية.
لكن لأعضاء حركة النهضة رأي آخر خلاف ذلك، فهم يرون في الشاذلي العياري كفاءة وطنية لا يجب الاستغناء عنها، مثله كمثل عدد من مسؤولي التجمع المنحل، الذين تم تعيينهم في مناصب عليا في الحكومة الحالية.
وإزاء موقف النهضة المتناقض بين رفض عودة التجمعيين من جهة ودفاعها عن بعض الوجوه المحسوبة على التجمع، تفجّرت ردود فعل غاضبة على صفحة الغنوشي اعتبرت أنّ تبرئة الشاذلي العياري من انتمائه للتجمع نفاقا ومخادعة للرأي العام.
