تبذل المصالح المعنية بوزارة الفلاحة والموارد المائية خلال هذه الفترة جهودا كبيرة لمقاومة آفة "الذبابة المتوسطية" داخل ضيعات بمناطق الإنتاج خاصة بجهة الوطن القبلي (ولاية نابل). وتعتبر "الذبابة المتوسطية" من أخطر الحشرات التي تصيب الفواكه والغلال خاصة القوارص والبوصاع والخوخ والمشمش خاصة إنها شديدة الخصوبة.
وتقدر نسبة الإصابة في مجال القوارص التونسية ب 10 بالمائة من مجمل غراسات البرتقال والليمون والبوصاع والمادلينة رغم ما تقوم به الدولة من مجهودات في هذا المجال.
وتوجد عدّة طرق لمكافحة هذه الآفة التي تنخر المحاصيل وتؤدي إلى تخفيض حجم الإنتاج وتؤثر سلبا على التصدير.
ومن بين هذه الطرق توجد "المكافحة البيوتقنية " وهي طريقة بيولوجية بنسبة 100 بالمائة لأنها تعتمد على حشرة أخرى مضادة تسمى الذباب العقيم وهو ذكر الذبابة المتوسطية الذي يقع إطلاقه في الحقول لينقل العقم إلى الإناث ويقلص من خصوبتها وبالتالي من تكاثف الذباب.
ويقع إنتاج هذا الذباب العقيم عن طريق المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية بمعدل 10 آلاف حشرة أسبوعيا ثمّ يسلم إلى مصالح وزارة الفلاحة لتقوم بإطلاقها داخل الحقول بعد وضعها في أكياس ورقية خفيفة. ومن مزايا هذه الطريقة أنها تحد من الاستعمال المكثف للمبيدات الكيماوية.
وتنصح وزارة الفلاحة والموارد المائية باستعمال كل الوسائل الأخرى المؤدية للقضاء على الذبابة المتوسطية مثل المكافحة الزراعية (جمع فواضل الثمار و القضاء عليها بالردم) وكذلك المكافحة الكيميائية ( المداواة) وأيضا استعمال المصائد على الأشجار لامتصاص إناث الذباب وذلك لضمان أوفر حظوظ النجاح لموسم القوارص.